"دافوس الصحراء".. السعودية من المرحلة النفطية لصنع السياسات الاقتصادية

ايلاف من الرياض: تواصلت في الرياض فعاليات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار المعروف بـ”دافوس الصحراء”، لليوم الثاني، بمشاركة نخبة من القادة والخبراء وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم، لبحث ملامح الاقتصاد والاستثمار العالمي في ظل المتغيرات الدولية المتسارعة.

وخلال جلسة تناولت واقع الاستثمارات الدولية، أكد رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي ألكسندروفيتش دميترييف أن لدى روسيا والسعودية أكثر من 70 استثمارًا مشتركًا، مشيدًا بالدور الذي لعبه تحالف أوبك+ في خدمة الأمن الاقتصادي العالمي واستقرار أسواق الطاقة.

وأوضح دميترييف أن نحو 40% من تجارة روسيا تُسوى بالروبل، مقابل 18% فقط بالدولار أو اليورو، مشيرًا إلى أن السياسات الانعزالية والعقوبات الغربية لا تُجدي على المدى الطويل، وأن العقوبات التي فرضتها إدارة ترمب على موسكو انعكست سلبًا على أسعار البنزين داخل الولايات المتحدة نفسها.

الإنفاق الذكي بدلاً من سياسات التقليص
وفي جلسة أخرى حول الاستقرار الاقتصادي الكلي، شدد وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم على أن النمو المقبل في المملكة لن يكون عبر تقليص الإنفاق، بل من خلال الإنفاق الذكي الموجّه لتحقيق أقصى كفاءة للعوائد. وكشف أن نسبة الاعتماد على الأنشطة النفطية انخفضت من أكثر من 90% عام 2015 إلى 68% في 2024، ما يعكس نجاح جهود التنويع الاقتصادي. وأكد الإبراهيم أن الوزارة تعمل وفق خطط خمسية لتحقيق نتائج أكثر استدامة، مشددًا على أن التقنية ستكون ركيزة أساسية للتنمية بشرط مراعاة الشمولية وربط الأسواق العالمية بشكل أعمق، معربًا عن تطلعه لرؤية أوروبا أكثر تنافسية وتكاملاً مع اقتصادات المنطقة.

ومن جهته قال وزير ⁧‫السياحة‬⁩ أحمد الخطيب خلال اليوم الثاني من المؤتمر "نسعى لمضاعفة مساهمة السياحة في الاقتصاد والربط الجوي أمر أساسي لتعزيزها ".

أضاف "نستهدف الطبقة المتوسطة من سياح الخارج ونخطط للوصول إلى 150 مليون سائح". واكد "لا يمكننا تجاهل الذكاء الاصطناعي ونسعى لاستخدامه دون فقدان العامل الإنساني".

ثالث أكبر مزود للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي
وفي سياق آخر قال الرئيس التنفيذي لشركة هيوماين طارق أمين خلال فعاليات مؤتمر ⁧‫#مبادرة_مستقبل_الاستثمار‬⁩ في الرياض: "ان السعودية‬⁩ تمتلك القدرة التي تؤهلها لتكون ثالث أكبر مزود للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي عالمياً.

وأضاف :"نخدم 150 دولة عبر مركز بيانات هيوماين، والمستخدمون داخل السعودية يشكلون 5% من حركة العمليات والأغلبية من الأسواق الدولية.

أما نائب الرئيس التنفيذي لمشروع نيوم، ريان فايز، فأوضح أن المشروع يُقيَّم بشكل مستمر لضمان تحقيق الجدوى والعائد المستدام، مبينًا أن نيوم مشروع ممتد لأجيال قادمة وليس محددًا بموعد إنجاز نهائي في عام 2030. وأشار إلى أن هناك استثمارات ضخمة مستمرة في البنية التحتية تشمل كامل المنطقة، وأن الإدارة تضع التطورات الإقليمية والعالمية في اعتبارها عند مراجعة حجم المشاريع وخططها التنفيذية.

27 فندقًا في وجهتي البحر الأحمر
وفي السياق ذاته، أكد الرئيس التنفيذي لـ مجموعة البحر الأحمر الدولية، جون باغانو، أن الشركة تستعد لاكتمال تشغيل 27 فندقًا في وجهتي البحر الأحمر وأمالا بحلول مايو (أيار) 2026، موضحًا أن استراتيجية الشركة تقوم على إعادة استثمار الإيرادات في التوسع المستقبلي داخل المملكة وخارجها، بما يعكس طموحها لتكون لاعبًا عالميًا في قطاع السياحة الفاخرة.

من جانبه، أعلن الرئيس التنفيذي لـ إكسبو 2030 الرياض، طلال المري، أن العمل على البنية التحتية للمعرض سيبدأ قبل نهاية العام الجاري، مشيرًا إلى نية المملكة دعوة 179 دولة للمشاركة في الحدث العالمي.

وأضاف أن مشروع المترو سيقوم بربط مختلف أنحاء الرياض بموقع المعرض، مؤكداً أن العديد من المشاريع الكبرى المرتبطة بإكسبو ستكون جاهزة قبل حلول عام 2030، بما يعكس جاهزية العاصمة لاستضافة واحدة من أضخم الفعاليات العالمية.

وبذلك، يظهر من مجمل مداولات المؤتمر أن الرياض تمضي بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للاستثمار والتخطيط الاقتصادي المستقبلي، عبر مشاريع استراتيجية كبرى تجمع بين الرؤية والاستدامة والانفتاح على العالم.

إطلاق صناديق استثمارية مشتركة جديدة
‏وعلى هامش ⁧‫#مبادرة_مستقبل_الاستثمار‬⁩، أعلن ⁧‫#صندوق_الاستثمارات_العامة‬⁩ وشركة "بلاك روك"عن إطلاق صناديق استثمارية مشتركة جديدة ضمن فئات أصول متنوعة، يتيحها للمستثمرين المحليين والدوليين، وذلك من خلال منصة "بلاك روك الرياض لإدارة الاستثمارات".

ومن جهة ثانية أعلنت "أكوا باور"، بالشراكة مع "بديل" ⁧احدى شركات صندوق‬⁩ الاستثمارات العامة و"أرامكو السعودية"، على هامش النسخة التاسعة من ⁧‫#مبادرة_مستقبل_الاستثمار‬⁩ عن توقيعها لإتفاقيات التمويل لخمسة مشاريع طاقة شمسية تستهدف توليد 12،000 ميجاواط، والهادفة إلى تزويد الشركة السعودية لشراء الطاقة بالكهرباء النظيفة بموجب اتفاقيات شراء طويلة الأجل. وتأتي هذه المشروعات ضمن البرنامج الوطني للطاقة المتجددة التي تشرف على تنفيذه وزارة الطاقة وكجزء من التزام صندوق الاستثمارات العامة لتطوير 70٪ من مستهدف المملكة لتوليد الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
‫