اقتصاد

تعمل بالغاز وتقطع 550 كم بشحنة واحدة

"المركبة الحضارية" تنهي عصر مركبة "التوك توك" في الجيزة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من القاهرة: في خطوة حاسمة تهدف إلى إنهاء سنوات من الفوضى المرورية والأمنية، أعلنت محافظة الجيزة المصرية اعتمادها رسمياً لمركبة جديدة كبديل لمركبات "التوك توك" المنتشرة بشكل عشوائي، وذلك في إطار خطة شاملة لتطوير منظومة النقل وتعزيز معايير الأمان في الشارع المصري.

ووصفت المحافظة البديل الجديد في بيان رسمي بأنه "مركبة حضارية" ستقدم حلاً عملياً واقتصادياً يرضي المواطنين وأصحاب المركبات على حد سواء، ويغلق الباب أمام المشاكل المزمنة التي تسببها المركبات ثلاثية العجلات الحالية.

ما هي مواصفات "المركبة الحضارية"؟

كشفت المحافظة عن الميزات الفنية للمركبة البديلة، والتي صُممت لتعالج عيوب التوك توك مع الحفاظ على ميزته الأساسية في الحركة:

الحجم: صغيرة الحجم، مما يمكنها من التنقل بسهولة في الشوارع الضيقة والحواري.

الوقود: تعمل بنظام وقود مزدوج (الغاز الطبيعي والبنزين)، مما يجعلها صديقة للبيئة وأقل تكلفة في التشغيل.

الكفاءة: تستطيع قطع مسافات تصل إلى 550 كيلومتراً بشحنة وقود واحدة، وهو معدل مرتفع يضمن استمرارية العمل.

الشرعية: الأهم أنها ستحصل على ترخيص رسمي من الإدارة العامة للمرور باعتبارها "سيارة أجرة"، مما ينهي أزمة المركبات مجهولة الهوية.

خريطة الطريق: من الهرم إلى كل الجيزة

لن يبقى المشروع حبراً على ورق، فقد تقرر البدء فوراً في التشغيل التجريبي للمركبة الجديدة خلال الأيام المقبلة في مناطق حيوية ومكتظة، وهي: أحياء الهرم والعجوزة، ومدن 6 أكتوبر وحدائق أكتوبر.

وستقوم المحافظة بتقييم الأداء ميدانياً ورصد أي ملاحظات لمعالجتها، تمهيداً لتعميم النظام تدريجياً على كافة مناطق المحافظة.

ترقيم التوك توك: حصار الفوضى

وبالتوازي مع طرح البديل، شرعت الجيزة في إجراءات لضبط الوضع الراهن، حيث بدأت عملية ترقيم إجبارية لمركبات التوك توك الحالية في جميع الأحياء والمراكز. وكلف المحافظ الجهات المعنية بحصر شامل لهذه المركبات وتسجيل بياناتها وملاكها رسمياً، بهدف فرض الرقابة الأمنية والسيطرة على القطاع حتى يتم استبداله بالكامل.

خلفية الأزمة: لماذا البديل ضروري؟

منذ مطلع الألفية، تحول التوك توك من وسيلة نقل منخفضة التكلفة تخدم المناطق المحرومة، إلى أزمة بنيوية تهدد السلامة العامة في مصر. فمع انتشار الملايين منها، ومعظمها يعمل دون ترخيص ويقودها سائقون غير مؤهلين (وأحياناً أطفال)، أصبحت هذه المركبات سبباً رئيسياً في الحوادث المرورية، ومسرحاً لجرائم الخطف والسرقة، ناهيك عن التلوث السمعي والبصري والاختناقات التي تسببها في الشوارع الرئيسية.

ورغم المحاولات الحكومية السابقة لتقنين الأوضاع، ظل غياب "البديل الاقتصادي والتقني" المناسب هو العقبة الكبرى، وهو ما تسعى المبادرة الجديدة في الجيزة لمعالجته جذرياً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف