اقتصاد

الدفاع الخليجي المشترك: من التنسيق إلى التكامل في مواجهة التهديدات المتصاعدة

جانب من اجتماع «مجلس الدفاع المشترك» في الدوحة (مجلس التعاون)
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

خاص - إيلاف من المنامة: في أعقاب اعتداءات مباشرة على دولة قطر (يونيو وسبتمبر 2025)، يصل ملف الدفاع الخليجي المشترك إلى القمة الـ46 اليوم محملاً بقرارات حاسمة اتخذها مجلس الدفاع المشترك في الأشهر الأخيرة، من المتوقع أن تصادق عليها القيادات وتضع لها آليات تنفيذية ملزمة.

"جرس الإنذار" الذي أيقظ الخليج

في كلمة حاسمة أمام الدورة الـ22 لمجلس الدفاع الخليجي المشترك (الكويت، 25 نوفمبر 2025)، شدد الأمين العام جاسم محمد البديوي على أن دولة قطر تعرضت لاعتداءين:

الأول: من إيران في يونيو 2025 الثاني: من قوات الاحتلال الإسرائيلية في سبتمبر 2025

وقال البديوي بوضوح: "هذه الاعتداءات جاءت كجرس إنذار للجميع، وتنبيه لأهمية تعزيز العمل العسكري الخليجي المشترك والتنسيق الأخوي".

من الدوحة إلى الكويت: قرارات حاسمة

الاجتماع الاستثنائي (الدوحة، 18 سبتمبر 2025):

أصدر مجلس الدفاع المشترك 5 قرارات عاجلة:

1. زيادة تبادل المعلومات الاستخباراتية عبر القيادة العسكرية الموحدة، لتحسين التنسيق والتعاون الأمني

2. تسريع أعمال منظومة الإنذار المبكر ضد الصواريخ الباليستية (الحاجة الملحة لردع التهديدات الصاروخية)

3. تحديث الخطط الدفاعية المشتركة بالتنسيق بين القيادة الموحدة ولجنة العمليات والتدريب

4. تنفيذ تمارين مشتركة بين مراكز العمليات الجوية والدفاع الجوي خلال 3 أشهر، يعقبها تمرين جوي فعلي

5. استمرار التنسيق على كافة المستويات العسكرية والاستخباراتية

الدورة الـ22 (الكويت، 25 نوفمبر 2025):

ترأس وزير الدفاع الكويتي الشيخ عبد الله علي عبد الله السالم الصباح الاجتماع في قصر بيان، وأكد المجلس أن العمل الدفاعي المشترك يمثل "سداً منيعاً ودرعاً واقياً" لمواجهة مختلف المخاطر.

الرؤية الاستراتيجية: توحيد الجغرافيا العسكرية

تهدف القرارات إلى دمج القدرات في جغرافيا عسكرية موحدة:

شرقاً: الخليج العربي غرباً: البحر الأحمر جنوباً: بحر عُمان وبحر العرب شمالاً: حدود الجوار

بقيادة موحدة تشمل جميع مراحل العمل الدفاعي: من الرصد والإنذار حتى التصدي والدفاع.

"أمن دول المجلس كلّ لا يتجزأ"

هذه الجملة التي كررها الأمين العام تختزل الفلسفة الجديدة: الاعتداء على أي دولة خليجية هو اعتداء على الجميع.

التهديدات الثلاثية

البحرية: هجمات الحوثيين المدعومين من إيران على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن بأسلحة متقدمة

الصاروخية: التهديدات الباليستية المتزايدة (الولايات المتحدة تسعى لإقناع دول الخليج بإنشاء درع صاروخية مشتركة)

السيبرانية: مقرر إجراء مناورة "عزم النسر" 2025 في قطر بالتركيز على الأمن السيبراني

الاستثمار في القوة: موازنات 2025

السعودية: 74.760 مليار دولار (الأكبر في المنطقة)، تطوير قطاع الدفاع المحلي ضمن رؤية 2030

الإمارات: مشاريع مشتركة مع إيطاليا (ميسترال، 10 سفن دوريات بحرية لخفر السواحل)

قطر: إنشاء قطاع دفاعي محلي، شراء سفن حربية من إسبانيا (أفانتي 2200 بسونار متطور)، 4 سفن سطحية متعددة المهام

الكويت والبحرين وعُمان: تحديث القوات وتعزيز التعاون مع الحلفاء

القيادة الموحدة: القلب النابض

تتولى القيادة العسكرية الموحدة:

لتنسيق الاستخباراتي بين الدول الست إدارة العمليات المشتركة والتدريبات تطوير المنظومات الدفاعية المتكاملة ربط الأنظمة الدفاعية لمواجهة كافة المخاطر التدريبات: من النظرية إلى الميدان

المرحلة الأولى (منتهية): تمارين مراكز العمليات الجوية والدفاع الجوي

المرحلة الثانية (قادمة): تمرين جوي فعلي مشترك (قطاعات)

مناورة "عزم النسر" 2025: في قطر، التركيز على الأمن السيبراني

ماذا تنتظر القمة 46؟

1. المصادقة الرسمية على قرارات مجلس الدفاع المشترك

2. آليات تنفيذية واضحة مع جداول زمنية محددة

3. تفعيل منظومة الإنذار المبكر ضد الصواريخ الباليستية (الأولوية القصوى)

4. ميزانية مشتركة للمشاريع الدفاعية الموحدة

5. بروتوكول تلقائي للتدخل العسكري في حالات الاعتداء

التحديات الحقيقية

اختلاف المقدرات: تفاوت القدرات العسكرية والميزانيات بين الدول

القرار السياسي: يبقى قرار التدخل العسكري سيادياً لكل دولة (هل ستوافق القمة على "تلقائية" الاستجابة؟)

التنسيق اللوجستي: الحاجة لتوحيد المواصفات التقنية للأسلحة والمعدات

الثنائيات والتحالفات الخارجية

أثار الهجوم الإسرائيلي على قطر تساؤلات بشأن طبيعة العلاقات الأمنية بين دول الخليج وأميركا، في ضوء ما يُفترض أنه "تحالف استراتيجي".

يرى خبراء أن العمل الدفاعي الموحد لا ينفصل عن الاتفاقيات الثنائية مع قوى خارجية، رغم أنها لا ترقى إلى "دفاع مشترك" كامل مع الأطراف الغربية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف