أخبار الأدب والفن

الطعن في نزاهة سنكلير مروج فضائح المشاهير

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لوس انجليس من ارثر سبيجلمان (رويترز) - يبدو ان تعبير "مروج الفضائح" خلق من اجل هذا الرجل.. انه صحفي مقاتل وروائي لم يتردد ابدا في كشف الفضيحة في أعلى مستوى للحكومة ودوائر الاعمال. ولكن الان تعد نزاهة الكاتب أبتون سنكلير الذي فاز بجائزة بوليتزر موضع شك بعد 38 عاما من وفاته بسبب خطاب كتبه في عام 1968.
ونشرت مقتبسات من الخطاب في تقارير اخبارية حديثة تجعل الامر يبدو كما لو كان الرجل الذي فضح فظائع صناعة تعبئة اللحوم في كتاب نشره في عام 1906 تحت اسم "الغابة" يتستر على اعتراف من محامي الدفاع بان الفوضويين المشهورين نيكولا ساكو وبارتلميو فانستي مذنبين في عمليات القتل التي اعدما من اجلها. واعتقد الكثير من الناس ان الاثنين كانا بريئين وجرى اضطهادهما لاسباب سياسية. ولكن المدافعين عن سنكلير يقولون ان الاقتباسات الرئيسية من الخطاب والتي تبرئه من ذلك الاتهام جرى تجاهلها وانه بدلا من اخفاء شكوكه حول القضية كتب رواية كاملة عنها تحت عنوان "بوسطن". ويقولون انه يجري تشويه سمعته. وعثر على الخطاب مدعي لونج بيتش ايلاند وجامع الكتب النادرة بول هيجنز في قاع صندوق به خطابات اشتراه من مزاد قبل نحو عقد. ونسي الخطاب لفترة طويلة ثم عاد لتذكره اثناء اجرائه مقابلة بشأن موضوع اخر لصحيفة لوس انجليس تايمز. وكانت النتيجة موضوعا صحفيا ولغزا يتخلل الانترنت حيث يبدو ان الخطاب الذي لم يكن معروفا من قبل بدا كما لو كان يلقي ضوءا على قضية ساكو وفانستي التي دار حولها الجدل كثيرا ويصور سنكلير وهو بطل ليبرالي على انه رجل كامن يخفي مواطن ضعف كبيرة. وكان ساكو وفانستي مهاجرين ايطاليين راديكاليين ادينا بقتل رجلين في ماساتشوستس في عملية سطو في عام 1920. وامر بقتلهما بعد محاكمة ألقيت بعد ذلك كثير من الشكوك على الادلة الواردة بها. وبعد ان رفض العفو عنهما ماتا في عام 1927 واصبحا رمزين دوليين لاخفاق العدالة.
وفي خطابه المكون من ثلاث صفحات يبلغ سنكلير محامي صديق من بيتش ايلاند اسمه جون بيردسلي انه ذهب الى بوسطن لبحث الامر واكتشف انه كان "ساذجا للغاية بشأن القضية حيث قبل دعاية الدفاع تماما."
وبعد ذلك قال انه بدأت تساوره الشكوك ولا سيما بعد ان ابلغه احد شهود الدفاع ان شهادته ملفقة. والتقى سنكلير بعد ذلك بمحامي الدفاع فريد مور الذي ابلغه ان الرجلين مذنبان وانه "لفق لهما سلسلة من الترتيبات بانهما كانا في مكان اخر." وكتب سنكلير "جعلني ذلك بالطبع اشعر بالهلع" ومضى في نشر رواية "بوسطن" التي تبدأ بطلتها بالتفكير في أن الرجلين بريئان ثم تنتهي بعدم معرفة ما الذي يمكن ان تصدقه. ولم يتبرأ سنكلير علنا من ساكو وفانستي ابدا كما لم يناقش المعلومات التي ابلغه محياميهما بها. وفصل كتاب وضعه في عام 1953 تحت عنوان "شيوعيون عرفتهم" افكاره حول القضية ولكنه لم يعثر ابدا على ناشر له. وخلال شهر ومنذ ظهور مقالة لوس انجليس تايمز ومقالات اخرى حول الخطاب استغل المحافظون الخطاب على انه دليل على خيانة الليبراليين. ووصف كاتب العمود جوناه جولدبرج سنكلير بانه كاذب وقال ان قول الحقيقة كان سيكلفه الكثير من القراء. وربط دعم سنكلير ساكو وفانستي باسباب لم يعد يعتد بها بعد ذلك تتعلق بالحرب الباردة مثل قضيتي روزنبرج وألجر هيس. ولكن جولدبرج ربما استفاد اكثر لو كان قرأ الخطاب كله بدلا من المقتطفات التي نشرتها التايمز لو كان تمكن من الوصول الى سيرة سنكلير التي ستنشر قريبا وكتبها انتوني ارثر تحت عنوان "بريء راديكالي..ابتون سنكلير."
وفي نسخة من الخطاب الكامل اتيح لرويترز الاطلاع عليها يقول سنكلير انه بعد ان تحدث الى مور بفترة قصيرة بدأ يشك فيه "ادركت بعض الحقائق عن فريد مور. سمعت انه كان يتعاطى المخدرات. واعرف انه ترك لجنة الدفاع بعد عراك مرير.. واعترف لي مور بان الرجلين نفسيهما اعترفا باثمهما له. وبدأت اتساءل ما اذا كان اتجاهه الحالي والنتائج التي توصل اليها قد لاتكون نتيجة التفكير في اخطائه." واجرى سنكلير لقاء مع زوجة مور السابقة التي عملت مع المحامي في القضية وقال انها "عبرت عن دهشتها الكبرى" قائلة انه لم يعبر ابدا عن افكاره بان الرجلين كانا مذنبين من قبل.
وفي الخطاب تعهد ايضا بان رواية "بوسطن" ستبلغ كل الاطراف و"انني ساتخذ موقفي في الامر بأن الرجلين لم يثبت اثمهما وان محاكمتهما لم تكن عادلة." ويقول ارثر الذي قدم مقتطفات من سيرة سنكلير لرويترز قبل نشرها ان سنكلير ينقل عن مور في خطابات اخرى بانه ليس متأكد حتى من ان الرجلين مذنبان. وكتب ارثر في سيرة سنكلير التي ستنشرها دار نشر راندم هاوس في يونيو حزيران "قال مور ان ايا من الرجلين لم يعترف بها له ولكنه كان متأكدا من اثم ساكو وشبه متأكد من معرفة فانستي بالجريمة مالم يكن شريكا فيها."
واضاف "معرفته لم تمنع مور من فعل ما يمكن لانقاذ الرجلين ربما حتى بأنشطة غير قانونية. واصر مور على ان النظام القضائي كله كان فاسدا مؤكدا لسنكلير انه (ليس هناك محام جنائي حاز شهرة في امريكا بدون اختراع اثبات تواجد المتهم في مكان غير مكان الجريمة واستئجار الشهود. ليست هناك طريقة اخرى لكي تصبح محاميا جنائيا كبيرا في امريكا." وقال المؤلف ان قرار سنكلير بان ينهي "بوسطن" في وضع من الغموض فيما يتعلق باثم ساكو وفانستي جعله عرضة "لسيل من الاهانات من اليسار". والان يتعرض للهجوم من اليمين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف