مخرج سوري يرد على الرسوم الدنمركية بمسلسل تلفزيوني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دمشق من ماهر سمعان: بدأ المخرج السوري نجدت اسماعيل أنزور العمل على مسلسل جديد يرد من خلاله على الرسوم الدنمركية المسيئة للرسول بسرد قصة رحالة عربي زار اسكندنافيا منذ ألف عام. وقال أنزور أن مسلسل "سقف العالم" يستوحي عنوانه من التسمية التي أطلقها الرحالة العربي أحمد ابن فضلان على البلاد الاسكندنافية ويعتمد على تصوير مغامراته ورصد مناحي عيش وتفاصيل حياة الاسكندنافيين في تلك الفترة. وقال أنزور لرويترز "نقصد من العنوان اظهار المفارقة حيث يتحدث المسلسل عن زمن وصلت فيه الدولة العربية الى سقف العالم بالعلم والثقافة وكان سكان سقف العالم في أدنا مستويات التخلف والانحطاط."
واضاف "هدف العمل هو رد حضاري موثق بلغة الفن الراقية على تطاولات بعض الدنمركيين على مقدسات المسلمين ومحاولاتهم الاساءة الى النبي العربي.. انه رسالة لكل من الدنمركيين الى جانب العرب والمسلمين ليتذكروا كيف كانوا قبل 1000 عام وكيف كانت بغداد عاصمة العالم." وقبل عام نشرت صحيفة دنمركية رسوما كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد أدت الى احتجاجات في اسيا وأفريقيا والشرق الاوسط قتل فيها أكثر من 50 شخصا. وهاجم متظاهرون في اطار هذه الاحتجاجات سفارات دنمركية منها السفارة الدنمركية في دمشق وقاطعوا المنتجات الدنمركية. وكانت ردة فعل الشارع السوري على الرسوم باحراق السفارة قد أثار اعتراض مثقفين سوريين الذين اعتبروها عشوائية وتخريبية. ودعا العديد من مثقفي العالمين الاسلامي والعربي الى الرد بطريقة سلمية من دون تحويل الخلاف الى صراع بين الاسلام والمسيحية وتكثيف الحوار بين الديانتين. وكان ابن فضلان الذي عاش في القرن العاشر الميلادي من رواد أدب الرحلة العربية وكتب بالتفصيل عن البلاد التي زارها وشعوبها. وقال الكاتب السوري حسن يوسف أن كتابات ابن فضلان قد فقدت باللغة العربية ولولا جهود أحد المستشرقين النرويجيين وكاتب أمريكي لما أعيد اكتشافها.
ويعتمد مسلسل أنزور الجديد على رواية "أكلة الموتى" للكاتب الامريكي مايكل كريتشتون التي تصف رحلة ابن فضلان التي أوفده فيها الخليفة المقتدر بالله من بغداد عاصمة الامبراطورية العباسية الى أواسط اسيا فبلاد بلغار الفولجا وصولا الى الاراضي الروسية حتى حطت رحلته في شبه جزيرة اسكندنافيا ليعيش مع الشماليين "الاسكندنافيين" ويشاركهم في معاركهم. وصورت الرواية نفسها قبل عدة سنين كفيلم روائي باسم "المحارب الثالث عشر" حيث قام أنطونيو بانديراس بدور بن فضلان فيها.