أخبار الأدب والفن

جدلية الحياة والموت في ابداع الروائي بهاء طاهر

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة: أراد الشاعر المصري البهاء حسين أن يرصد مسألة الحياة والموت في ابداع الروائي المرموق بهاء طاهر فوجد نفسه لا يتناول القصص والروايات فحسب وانما يؤرخ لكاتبها والجيل الذي ينتمي اليه. وقال حسين ان جيل الستينيات الذي يأتي طاهر في مقدمة أبرز كتابه تفتح وعيه مع قيام ثورة 23 يوليو تموز 1952 في مصر وحاول بهاء طاهر امتلاك الحياة بالاحلام لكنه كان على موعد مع الحزن والانكسار حيث "أرادت الثورة أن تعيد صياغة الناس وتنظم أحلامهم لكنها لم تر لتنفيذ ذلك سوى الطريقة التي اختارتها. حبست عقول الناس في قفص وأطلقت من جهة أخرى ملكاتهم" على حد قول الشاعر المصري الراحل صلاح عبد الصبور.
وأضاف الباحث أن الكتابات الاولى لهذا الجيل كانت "ضد الثورة أي ضد أحلامه ثم جاءت النكسة (حرب يونيو حزيران 1967) فانهار يقين أبنائه بكل شيء" مشيرا الى أن طاهر الذي تخرج في قسم التاريخ بجامعة القاهرة 1956 كان احساسه بالتاريخ في حالة يقظة دائمة كأنه يتجاوز بالتاريخ التساؤل عن جدوى الحياة الى تدعيمها أمام الفناء.
وقال ان الزمن في أعمال طاهر ليس ساكنا وان ظاهرة الموت تشغل حيزا كبيرا في هذه الاعمال فمن النادر أن تخلو احدى قصصه أو رواياته من ذكر الموت الذي لا يحضر بوصفه الطبيعي بل تتعدد أنواعه ومنها الموت المعنوي-الاجتماعي كما تحفل كتاباته "بنماذج نسائية دائمة التفكير في الموت بوصفه خلاصا من أعباء الحياة." ونوقشت الدراسة مساء السبت في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة ونال عنها الباحث درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الاولى.
وسعت الدراسة التي حملت عنوان (جدلية الحياة والموت في سرديات بهاء طاهر) الى استقصاء هذه الظاهرة عبر أعمال طاهر منذ مجموعته القصصية الاولى (الخطوبة) 1972 حتى روايته الاخيرة (نقطة النور) 2001 مرورا بأعمال أخرى منها (الحب في المنفى) 1995 و(خالتي صفية والدير) 1991 التي تحولت الى مسلسل تلفزيوني مصري وفازت عام 2000 بجائزة أفضل رواية مترجمة الى الايطالية. وتنوعت فصول الدراسة بين (موت في غير أوانه) و(حياة أم منفى) و(الحياة بالحلم/ الحلم بالحياة) و(الحياة وشرك التراجيديا) تطبيقا على رواية (خالتي صفية والدير) التي تبدو كأنها احدى التراجيديات الاغريقية. ولا يعتد طاهر الحائز على جائز الدولة التقديرية بمصر عام 1998 بالغزارة في النشر لكن النقاد والقراء ينتظرون كل جديد من كتاباته كحدث ثقافي يستحق الاهتمام. وتتزامن الدراسة مع رواية طاهر الجديدة (واحة الغروب) التي صدرت قبل أربعة أيام في سلسلة روايات الهلال بالقاهرة. وقال الباحث ان طاهر له تصور للادب باعتباره تعبيرا عن هموم الفرد والمجتمع ونقدا للحياة في تدفقها وجمودها "وهذا التصور مرتبط بدور المثقف في تغيير الواقع" بالتفاعل الجمالي بين الكاتب والقارئ

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف