أخبار الأدب والفن

مثقفون مصريون يحتفلون بشاعر العامية صلاح جاهين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

القاهرةمن سعد القرش:لا يحظى شاعر مصري بالحب والغضب الذي يوجه الى الان الى الشاعر صلاح جاهين رغم مرور عشرين عاما على رحيله. فالذين يحبونه يرون أنه مجدد حقيقي في فن الشعر كما كان مخلصا في كل ما كتب والغاضبون عليه يقولون انه برغم كونه شاعرا مجددا الا انه شارك مع القيادة السياسية في الستينيات في بناء صرح من الاوهام. وفي الذكرى العشرين لرحيله بدأت يوم الاثنين احتفالية يلقي فيها مثقفون أضواء على دوره في التجديد الشعري حتى الشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي قال ان جاهين الذي كتب بعض قصائده بالفصحى "ليس مجرد شاعر عامية."
وأشار الى أن لغته كانت صوتا للجماهير وثمرة مناخ "مكنه من لغة لا تلتزم حدود العامية ولا تلتزم حدود الفصحى وانما هي لغة عامية فصحى في ذات الوقت. لغة شعرية للغناء.. لغة صلاح جاهين الشعرية لغة لا يشخصها معجمها أو نحوها فحسب بل يشخصها أيضا عالمها الفكري والعاطفي. أحلامها وهمومها. الشقاء الانساني والامل الانساني..." وقال جابر عصفور الامين العام للمجلس الاعلى للثقافة في حفل الافتتاح ان جاهين "رمز عظيم من رموز مصر" مضيفا أنه امتداد لشعراء قاوموا كل أشكال الظلم بشعر العامية الذي ارتبط دائما بمعاني المقاومة.
وأضاف أن شعره يحتمل تعدد المستويات ولا يمكن النظر اليه بوصفه أحد شعراء العامية المصرية ولكن بوصفه "الشاعر". ويعد جاهين (1930 - 1986) أحد المجددين في شعر العامية مع رفيق دربه الشاعر الراحل فؤاد حداد وأتت تجربتهما امتدادا في المضمون والشكل الفني الذي أرساه بيرم التونسي.
لكن جاهين امتاز عنهما بتعدد مواهبه في فن الكاريكاتير والتمثيل وكتابة السيناريو والمسرح ويأتي الاوبريت الغنائي (الليلة الكبيرة) في مقدمة الاعمال التي يعاد تقديمها الى الان وهي صورة غنائية تتعدد فيها الاصوات على خلفية موسيقية مميزة للمطرب والموسيقي الراحل سيد مكاوي.
بدأ جاهين ينشر قصائده في مطلع الخمسينيات وتحمس لثورة 23 يوليو تموز 1952 في مصر وزعيمها جمال عبد الناصر في عدد كبير من القصائد التي غنى معظمها عبد الحليم حافظ كما غنت له أم كلثوم نشيد (والله زمان يا سلاحي) الذي كتبه خلال العدوان الثلاثي البريطاني-الفرنسي-الاسرائيلي على مصر عام 1956 ولحنه كمال الطويل وصار نشيدا قوميا للبلاد. ومن أشهر أعمال جاهين (الرباعيات) وهو ديوان صغير يرصد فيها بعض المفارقات والتأملات الفلسفية بايجاز شديد حتى أن الاديب المصري يحيى حقي وصفه عند صدوره عام 1963 بأنه "قنبلة يدوية" لما يتمتع به من براعة لفظية وجمال اسر وعمق المعاني. وفي أحدها يقول.. "أحب أعيش ولو أعيش في الغابات-أصحى كما ولدتني أمي وأبات. طائر. حوان. حشرة. بشر. بس أعيش-محلا الحياة حتى في هيئة نبات."
وقال الشاعر بهاء ابن صلاح جاهين في افتتاح الاحفالية التي تستمر يومين "لم أر فنانا في مصر يحظى بهذا الحب من الجميع لانه (جاهين) أعطى الشعر فأعطاه."
وأضاف في دراسة عنوانها (صلاح جاهين يقدم قراءة سياسية لرباعياته) ان ثورة يوليو تموز 1952 كان لها "وجه مشرق فيه ملامح وطنية عبد الناصر وزعامته القومية والعالمية ومشروعه الطموح لنهضة كبرى" وتوجه نحو العدالة الاجتماعية والانجازات المصرية ومنها تأميم قناة السويس وبناء السد العالي. وأشار الى أن الوجه الثاني للثورة "شرس متوحش من الفاشية العسكرية والبطش بكل أصحاب الرأي" وفي هذا قال جاهين عن ضحايا الرأي.. "أنا كل يوم أسمع فلان عذبوه-أسرح في بغداد والجزاير وأتوه. ما اعجبش م اللي يطيق بجسمه العذاب-واعجب من اللي يطيق يعذب أخوه."
وقال عصفور ان جاهين رأى في ثورة يوليو "حلما قديما يتحقق وظل مؤمنا بها. لكن الثورة عام 1967 شهدت الكارثة العظمى وجعلت المؤمنين بها ينتقلون بها من مرحلة الحلم الى مرحلة الكابوس" حيث فوجئوا في الخامس من يونيو حزيران بهجوم اسرائيلي شامل أدى الى استيلاء الدولة العبرية على هضبة الجولان السورية وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية العربية وشبه جزيرة سيناء المصرية. وأضاف أن جاهين كتاب قصيدته (على اسم مصر) كمراجعة للحلم "ولكل الرشوط التي أفسدته."

وفي بعض أبياتها يقول جاهين..
"على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء-أنا مصر عندي أحب وأجمل الاشياء. باحبها وهي مالكة الارض شرق وغرب-باحبها وهي مرمية جريحة حرب. باحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء-واكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء. وأسيبها وأطفش في درب وتبقى هي في درب-وتلتفت تلاقيني جنبها في الكرب-والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب. مصر النسيم في الليالي وبياعين الفل-ومراية بهتانة ع القهوة أزورها وأطل. ألقى النديم طل من مطرح م أنا طليت-وألقاها برواز معلق عندنا في البيت..."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف