باحثون مصريون لا يزالون يختلفون حول تعريب التعليم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة من سعد القرش: لم يسلم حديث بعض الغيورين على اللغة في ندوة (اللغة العربية وقضايا العصر) من أخطاء لغوية بررها بعضهم بالسرعة والارتجال الذي يرى البعض أنه يغلب على خطاب المنادين بتعريب العلوم في مواجهة الرافضين للفكرة نفسها. وقال حسين نصار أستاذ اللغة العربية بجامعة القاهرة ان "التعليم باللغة الوطنية أمر طبيعي تحرص عليه الامم" مشيرا الى أن استخدام لغة أجنبية بديلة للغة الوطنية ضار باللغة وبالمجتمع أيضا.
وأضاف مساء الاربعاء في ورقة عنوانها (العربية والعلوم الحديثة) أن الحديث حول عجز اللغة العربية عن الوفاء بحاجات العلوم الحديثة "دليل على عدم ادراك القوى البشرية وقوة اللغة وعدم معرفة بتاريخ العربية فلا توجد لغة ناضجة تعجز عن التعبير وانما يوجد بشر يعجزون عن التعبير."
لكن محمد أبو الغار الاستاذ بكلية الطب بجامعة القاهرة رغم اقراره بأن اللغة جزء من التكوين الثقافي دعا الى تنحية ما اعتبره حساسية وطنية وغيرة قومية فيما يتعلق بتدريس الطب باللغة الانجليزية.
ويرى أن "الفائدة القصوى من دراسة العلوم تأتي من قراءتها باللغة الانجليزية" مشيرا الى أن كتب الطب المترجمة تنقسم الى نوعين أحدهما مجرد جمل عربية تتخللها مصطلحات لاتينية "بحيث تبدو الكتابة كأنها مسخ يصعب فهمه لانه مكتوب بلغتين" أما النوع الثاني فتترجم فيه المصطلحات اللاتينية الى العربية بصيغة غير مفهومة يحتاج معها المترجم الى شرح معنى المصطلح في جملة.
ويضيف أن غزارة الانتاج العلمي الغربي تجعل مواكبته بالترجمة "مهمة شبه مستحيلة" كما ينفي أن تكون دراسة الطب بالانجليزية سببا في أي نوع من الصعوبة للدارس أو التأثير على انتمائه الوطني "بل توفر للدارس فرصة لمواكبة أحدث ما يتم نشره في العالم والمشاركة في الانتاج العلمي بدلا من الانعزال التام والتخلف عن الركب."
وتنتهي يوم الخميس الندوة التي استمرت جلساتها يومين بالمجلس الاعلى للثقافة بالقاهرة وتناول فيها نحو 40 باحثا محاورا منها (اللغة العربية والهوية) و(العربية والعلوم الحديثة) و(اللغة العربية وعصر المعلومات) و(تعليم العربية للاجانب).
وطرح محمد يونس الحملاوي أستاذ الحاسبات بجامعة الازهر والامين العام للجمعية المصرية لتعريب العلوم رأيا حول تعريب التعليم اعتبر فيه أن للتدريس باللغة الاجنبية تأثيرا سلبيا على حالة التنمية.
وأضاف أن استخدام اللغة الاجنبية في التعليم لم يضف "لامتنا (العربية) أية اضافة تنموية على مدار أكثر من قرن" مشيرا الى أن دراسات أجريت على طلبة وأطباء عرب بينت أن سرعة القراءة بالعربية تزيد على سرعة قراءة المادة نفسها بالانجليزية بنسبة 43 بالمئة وأن مدى الاستعياب لنص بالعربية يزيد على استيعاب النص نفسه بالانجليزية بنسبة 15 بالمئة.
ويصف تربويون التعليم في المدارس المصرية بأنه جزر معزولة حيث يوجد تعليم ديني في المدارس الازهرية أما التعليم الحكومي فينقسم الى نوع مدني تقليدي وآخر باللغة الانجليزية اضافة الى مدارس اللغات التي تدرس فيها العلوم بالانجليزية.
وكان جابر عصفور الامين العام للمجلس الاعلى للثقافة أشار في افتتاح المؤتمر الى أن اللغة العربية "تتحطم على أيدي الساسة والمسؤولين (العرب") قائلا انهم لا يحسنون نطق العربية السليمة شأنهم في ذلك شأن مذيعات التلفزيون اذ يتخيلن الخطأ "والتخنيث في النطق نوعا من الرقة والدلال."
ويحذر باحثون من انقراض اللغة العربية بسبب ما تتعرض له من زحف الانجليزية في التعليم وسيادة كثير من العاميات في وسائل الاعلام.
لكن أحمد مصطفى أبو الخير رئيس قسم اللغة العربية بجامعة المنصورة رغم اعترافه بأن العربية معرضة للخطر يقول انها "ليست معرضة للانقراض على الاقل في المدى المنظور لان اللغة لكي لا تنقرض فانها تحتاج الى مئة ألف أو يزيدون من المتكلمين (بها) داخل الوطن ولغتنا (العربية) تحظى بما يزيد عن 300 مليون متكلم."
وأضاف في مؤتمر (واقع اللغة العربية في الوطن العربي) عقد نهاية نوفمبر تشرين الثاني الماضي بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة أن العربية احدى أكثر اللغات انتشارا خارج وطنها تليها الانجليزية والفرنسية مستشهدا باحصائية أجريت عام 2005 عن الفضائيات على القمر الاوروبي الذي بث 80 قناة فضائية منها 34 بالعربية و22 بالانجليزية وخمسا بالفرنسية.
وقال إن العربية هي خامس لغة من حيث عدد المتكلمين بها بعد الصينية والهندية والانجليزية والاسبانية حيث يبلغ عدد العرب الان 320 مليون نسمة يعيشون في 22 دولة تبلغ مساحاتها نحو 14 مليون كيلومتر مربع ولا يزيد عليها الا المساحة الروسية البالغة نحو 19 مليون كيلومتر مربع.