أخبار الأدب والفن

القدس في المنفى وعلاقة الفلسطينيين البصرية بها

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

القدس: أُعلن في مدينة القدس، اليوم، عن إطلاق مشروع فنّي يبحث في العلاقة البصرية للفلسطينيين مع مدينتهم القدس، تحت عنوان: "القدس في المنفى- ذكريات مُجسدة".وأوضح القائمون على المشروع، في بيان وصلت إلى "وفا" نسخة منه، اليوم، أن الفنان ستيف سابيلا هو الذي بادر بالمشروع، ويقوم بتنفيذه بالتعاون مع الشاعر نجوان درويش، حيث تذهب فرضية العلاقة أن القدس الآن في المنفى، أُسوة بأهل المدينة الممنوعين من الوصول إليها. وأضاف البيان أن المشروع يهدف إلى فحص صورة القدس الرمزية وإخراجها من بلادة الشعار إلى ديناميكية الحياة وأسئلة الفن، لتجديد هذه الصورة وشحنها بعناصر ممانعة لا تطويها التحولات التي يتم فرضها على أرض الواقع.
ولفت البيان إلى أن المشروع يطمح لإثارة الأسئلة حول صورة القدس؛ وتشكيل بؤرة تبادل أفكار وتواصل بين الفلسطينيين في الشتات، من خلال هذا المشروع الفنّي الذي ينطلق من مساهمة الفن، وفق أدواته الخاصة، في تطوير رؤى وأفكار بصرية حول موضوع القدس وصورتها.
وأضاف أن المشروع يبحث في صورة القدس في الذاكرة الفلسطينية وعلاقة الذاكرة بالمخيلة واتصال المخيّلة بالواقع، وذلك من خلال موقع الكتروني خاص، يتوجه بالدعوة للأفراد الفلسطينيين أينما كانوا، سواء في الشتات أو في الوطن من الذين لا يستطيعون الوصول إلى القدس للمشاركة عبر إرسال وصفهم لصورة القدس في مخيّلاتهم.
ويهدف ذلك العمل ليتم تجسيد هذه الصورة في أعمال فنية فوتوغرافية ستظهر في كتاب فنّي باللغتين العربية والإنجليزية مع نصوص وشهادات بصرية عن القدس للمشاركين في الكتاب، ومن بينهم مجموعة من الأسماء الفلسطينية الهامة، من مفكرين وفنانين يعيشون في المنفى.
من جهته، قال الفنان سابيلا:" تستثير هذه المحاولة الأفكار والمشاعر؛ ليتم تقديمها في النتيجة النهائية ككتاب فنّي تحت عنوان "القدس في المنفى، ذكريات مجسّدة"، يتولى تحريره الشاعر درويش، الذي طالما جمعتني وإياه أسئلة الفن والهوية والحياة في منفانا المشترك في القدس. وأضاف أن الكتاب سيتضمن نصوصاً قيمة عن القدس وعن موضوعيّ الانتماء والوطن، من بينها كتابات لأسماء فلسطينية من فنانين ومفكّرين. ولفت سابيلا إلى أن هذه التجربة في تجلّي الكلمات إلى صور، والمخيلات إلى وقائع ملموسة، ستخلق في النهاية، فنّاً يحتفل بالولادة والولادة من جديد؛ فنّاً بإمكانه أن يحيا وأن يتجاوز الحدود.
وذكر البيان أن الكتاب سيتضمن قرابة مئة لوحة فوتوغرافية تسبر القدس في المخيلة الجمعية من خلال الوصف الذي سيقدمه أفراد فلسطينيون من أجيال مختلفة، من أماكن مختلفة في العالم، تسبب الاحتلال وظروف الشتات الفلسطيني بإبعادهم عن القدس.
وستظهر هذه اللوحات الفوتوغرافية في الكتاب والتي سيجسدها الفنان سابيلا إلى جانب النصوص التي تحمل وصف الصورة ورؤى أصحابها وعلاقتهم البصرية الخاصة بالمدينة، مع تعريف مختصر بأصحاب المشاركات وأين هم الآن، وهل أتيحت لهم رؤية القدس، رؤية العين، أم أنهم شكلوا هذه الصورة من الذاكرة البصرية لأسلافهم، تلك التي حملها الشعب الفلسطيني منذ الشتات حتى هذه اللحظة.
وسيتيح الكتاب فرصة لإعادة اكتشاف صورة القدس في المخيّلة الفلسطينية وتجديد هذه الصورة وإثارة الأسئلة والتماسات مع الواقع، "فالقدس التي كانت وفق خرائط القرون الوسطى قلب العالم القديم، تبدو اليوم محوراً لأسئلة إنسانية شاسعة، فبالإضافة لما تمثله من رمزية لا مثيل لها في مدينة أخرى على الأرض، فإنها أيضاً مدينة ذات أسئلة حياتية ومدار للتجربة الإنسانية الفلسطينية بين ثنائية الوطن والمنفى، والتفاصيل الحميمة لفكرة البيت والطريق إلى البيت".
وأوضح البيان، أن الكتاب سيحاول الكتاب تجسيد ذلك من خلال مشاركات فلسطينيين من كلّ العالم، يودعون هذا الكتاب جانباً فنياً من تجربتهم الإنسانية، كما أنه عند انتهاء العمل في مشروع الكتاب سيتم تقديمه أيضاً بشكل معرض فنّي يفتتح في القدس، ليتم عرضه عالمياً.
من جهته، قال الشاعر درويش: "رغم كونه بحثاً في العلاقة البصرية مع مدينة القدس ومنطلقاته فنية بالأساس، إلا أنه واع تماماً لدوره كفن في فترة تحرر وطني، وعليه فإنه يسعى لخلق تواصل بين الفلسطينيين في الشتات بأجيالهم المختلفة وأماكن وجودهم المتعددة مع القدس، وما تشكلّه من معنى وطني وإنساني يجمع الفلسطينيين حوله".
وأكد أن الموقع الالكتروني سيكون مكاناً لالتقاء آلاف الفلسطينيين الذين سيتاح لهم التواصل مع القدس ومع بعضهم البعض، وستكون تلك فرصة ليرى العالم علاقة الفلسطينيين بالقدس بجميع معانيها الروحية والحضرية، التاريخية واليومية.". يُذكر، أن الفنان سابيلا من مواليد القدس القديمة، درس فن التصوير في مدرسة القدس للتصوير الفوتوغرافي، ويكمل دراسته الأكاديمية في الفنون البصرية بجامعة نيويورك، وكان أقام ستة معارض شخصية مختلفة، حيث اعتبرت من أبرز النتاج الفني الفلسطيني.
كما شاركت أعماله الفنية في العديد من المعارض العالمية في أوروبا وكندا والولايات المتحدة، وقد أثارت أعماله اهتمام المختصين واهتمام الإعلام الفلسطيني والعالمي، وأجريت معه عشرات اللقاءات التلفزيونية والإذاعية والصحفية، فلسطينياً وعالمياً.
وكان معرضه الثاني "هوية" من ضمن الفائزين بجائزة الفنان الفلسطيني الشاب من مؤسسة القطان، كما وفازت أعمال صورها بجوائز عالمية كجائزة "الأغا خان للعمارة" للعام 2004، التي فازت بها مؤسسة التعاون عن مشروعها المعماري لترميم البلدة القديمة في القدس.
أما الشاعر درويش فهو من مواليد القدس وسكانها، وأكمل دراسته الأكاديمية في القانون، وعمل مؤخراً كرئيس تحرير لبرنامج "ثلاثمائة وستون درجة" الإذاعي، وهو برنامج ثقافي إقليمي يغطي مشهد الفنون السمعية والبصرية والمكتوبة في المنطقة العربية بالإضافة إلى تركيا وإيران، وشارك في مجموعة من الفعاليات الثقافية العالمية وترجمت أجزاء من شعره إلى الفرنسية والانجليزية.
وتجدر الإشارة إلى أن المشروع قد بدأ بتلقي المشاركات حيث نشر على موقعه الالكتروني مجموعة منها باللغتين العربية والإنجليزية، أرسلها فلسطينيون من الولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا والأردن وفلسطين، ويستمر تلقي المشاركات حتى نهاية شهر أيار 2007.

موقع القدس في المنفى:
www.jerusalem-in-exile.net


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف