محاضرة د. محمود مكي ضمن برنامج الباحث المقيم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف: تهتم مكتبة الإسكندرية بالثراء الفكري في مختلف العلوم والفنون التي تشكل كيان الحضارة الإنسانية؛ حيث تهدف لإحياء روح المكتبة القديمة ودورها العلمي والثقافي في العالم. وفي هذا الإطار ينظم مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية برنامج "الباحث المقيم" كامتداد لروح التراث القديمة، فقديماً حرص البطالمة حُكام الإسكندرية القدامى؛ الذين أنشئوا المكتبة ورعوها؛ على أن يستقدموا لها العلماء من أرجاء العالم القديم؛ ليمكثوا فيها لفترة ليثروا الحياة العلمية والفكرية بها، مما كان له أعمق الأثر في تأصيل المعرفة، وتطوير العلوم وإرساء مجد الإسكندرية كمنارة للفكر والعلم لا ينمحي أثرها من ذاكرة الإنسانية.
وفي هذا الإطار يتبنى مركز المخطوطات هذا البرنامج الرامي إلى إستضافة كبار الباحثين التراثيين في العالم، وألمع الأسماء في سماء المجالات التراثية المختلفة، للإقامة في مكتبة الإسكندرية لفترة؛ يلتقي خلالها (الباحث المقيم) يومياً بالمتخصصين، بما يضمن الإحتكاك المعرفي المباشر، واقتباس الروح العلمية بما يحفظ توهجها وبريقها من جيل لأخر. ويستضيف البرنامج تلك المرة الدكتور محمود مكي والذي يعد واحداً من أعلام الدراسات الأندلسية في مصر والعالم؛ حيث تخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة، وحصل على درجة الدكتوراه في الأدب الأندلسي من جامعة مدريد عام 1955، ونشر عديداً من الدراسات والمؤلفات باللغتين الاسبانية والعربية عن تاريخ الأندلس الثقافي والسياسي والعلمي. وهو واحد من الرواد الذين قدموا الأدب الإسباني الحديث إلى العربية عن طريق ترجماته ودراساته المتعددة، حيث يرسم لنا إنتاجه العلمي صورة ثرية لما كانت عليه الأندلس، وقدم لنا بشكل أكاديمي متعمق أثار المعرفة والتراث الأندلسي في الحضارة الأوربية اللاحقة عليها. وقد عمل الدكتور مكي أستاذاً للأدب العربي والأندلسي بعدد من الجامعات العربية والأوربية، وحصل خلال مسيرته العلمية الحافلة على عدد كبير من جوائز التقدير والأوسمة الرفيعة من مصر وأسبانيا والسعودية والكويت. ويعمل حالياً أستاذاً متفرغاً للأدب المغربي والأندلسي بكلية الآداب جامعة القاهرة.
يقدم الدكتور محمود مكي ستة محاضرات في فترة إقامته خلال هذا البرنامج؛ تقام المحاضرة الأولى، يوم الأحد الموافق 9 يوليو، بعنوان "الفجر الأندلسي" وتتناول دولة الإسلام في الأندلس مع دخول الأمير الأموي (عبد الرحمن الداخل) الملقب بصقر قريش، إلى هذه البلاد ، فارَّاً من العباسيين. وتتعرض لظروف تأسيس الدولة الإسلامية الأولى في هذا الوقت وإرتباطها بظروف عامة أسهمت في تشكيل طبيعة الحكم الأموي في شبه جزيرة أيبريا خلال الزمن الأندلسي الأول. وأثر هذه الظروف على المراحل الأندلسية التالية.