دير سوري يفوز بأول جائزة أور ومتوسطية للحوار بين الثقافات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ايلاف من الاسكندرية: فاز الدير السوري مار موسى الحبشي الواقع على جبال شرق مدينة النبق على بعد 80 كم من شمال جبال شرق مدينة دمشق بأول جائزة أورومتوسطية للحوار بين الثقافات. وقد تم الاتفاق بين مؤسسة أنا ليند الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات بالإسكندرية وبين المؤسسة المتوسطية في نابولي بصفتها رئيس الشبكة الوطنية الإيطالية لمؤسسة أنا ليند على منح جائزة خاصة بـ " الاحترام المتبادل بين الشعوب التي بها اختلاف في الديانات أو العقائد".
وتتألف لجنة التحكيم للجائزة الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات من رؤساء الشبكات الوطنية الـ35 لمؤسسة أنا ليند والتي تمثل أكثر من 1000 مؤسسة ومنظمة ذات دور فعال في مجال التفاهم والاحترام بين الثقافات المختلفة، وسوف يتم منح الجائزة سنوياً تقديراً لإنجازات الأفراد والمنظمات التي تسعى إلى تعزيز الحوار في المنطقة الأورومتوسطية. يتم كل عام اختيار موضوع جديد للجائزة وفقاً للمقدرات الخاصة بالشراكة الأورومتوسطية والمتفق عليها في إعلان برشلونة (1995) بين جميع الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي و الشركاء العشرة من منطقة حوض المتوسط.
ويرجع الفضل إلى الجهد الروحي الكبير الذي بذله الأب باولو دال أوجليو في المكانة التي بلغها دير مار موسى كمركز للحوار الديني بين المسيحيين والمسلمين. وقد ساهم الدير من خلال نشاطه على تعزيز التفاهم بين الأقلية السورية المسيحية وأغلبية مواطني الدولة من المسلمين.
يرجع إنشاء هذا الدير إلى ستة قرون من الزمن كان قد أهمل فيها أواخر القرن التاسع عشر ولكن تم إعادة اكتشافه في عام 1982 عن طريق الأب دال أوجليو. ويعود الفضل في ترميم هذا الدير إلى التعاون بين إيطاليا وسوريا في الفترة من 1994-1984. ومنذ 1991 أسس الأب دال أوجليو مجتمع رهباني مكون من المسيحيين والمسلمين من رهبان وراهبات، موظفين وضيوف ملتزمين بمبادئ الحياة الروحية والتكيف الأخلاقي النابعة من المسيحية، اليهودية والإسلام. ويتعاون أعضاء هذه الجماعة على العمل سويا مسلمين ومسيحيين لتكوين مجتمع يعيش فيه الأغلبية متعاونة ومتفاهمة سويا.
ويجتهد الدير في تطوير الحوار والفهم بين مختلف الجماعات الدينية. كما يشارك أيضاً في الإعداد لمبادرة طريق أبرام وهو مشروع بدأته جامعة هارفارد ، يركز على الحج من تركيا عن طريق سوريا عبر الأردن إلى القدس والحجاج من اليهود والمسيحيين والمسلمين. وينظم الدير أيضا حلقات دراسية ثقافية ودينية. وفى يونيو 2005 تحولت هذه الحلقات الدراسية إلى منابر للحوار بين الحضارات ومن هذا المنطلق تم عقد مؤتمر تحت عنوان "سوريا والأوروبيون في البحث عن قاسم مشترك" ضم أعضاء من البرلمان الأوروبي منهم ممثلون من سوريا مختلفو العقائد والثقافات لمناقشة موضوع "هل نحن نواجه صدام حضاري أو حوار ديني؟".
وقد تم اختيار الفائز من بين خمس مرشحين للنهائيات من المنطقة الأورومتوسطية ومن قبل لجنة تحكيم مكونة من رؤساء الشبكة الوطنية لمؤسسة أنا ليند في إيطاليا، الجزائر، قبرص، مصر، مالطا وتركيا بالاشتراك مع المدير التنفيذي للمؤسسة. يقام حفل توزيع الجوائز خلال اجتماع الشبكات الوطنية لمؤسسة أنا ليند والذي سيعقد في مدينة تامبيرى بفنلندا في الفترة من 27-26 نوفمبر 2006. ويليها حدث عالمي آخر يوم 2 ديسمبر 2006 في مدينة نابولي بإيطاليا. سيحصل الفائز على جائزة تذكارية ودعوة للاشتراك في عدد من حلقات النشاط القادمة لتقديم أعماله. وقد تم تكريم أسماء أربع مرشحين آخرين قد أظهروا ممارسة جيدة في تطوير الحوار بين الثقافات وهم كالاتى:
كروسينج بورد رز - وهى منظمة دانمركية غير حكومية أعطت مساحة ومهارة للشباب والدارسين لمزيد من فهم العالم حولهم و لإيجاد مزيد من التقارب بين شباب المواطنين من الفلسطينيين والإسرائيليين ولتطوير رؤيتهم للتعايش سويا.
آسيا جابر - وهى كاتبة جزائرية فجرت موضوع تحرير المرأة في عالم المرأة المسلمة المحررة من كل التعقيدات . وقد تسلمت جائزة السلام من المعرض الدولي للكتاب بفرانكفورت في عام 2000 وذلك عرفانا لالتزامها بالمطالبة بالديمقراطية والسلام في الجزائر ولتفهمها للخلاف بين الثقافات وكانت تنادى بالحرية أثناء الاحتلال الفرنسي للجزائر.
دانيال بارمبويل - عازف بيانو ومدير الموسيقى وهو يعمل على تشجيع التعاون والتفاهم بين اليهود والعرب من خلال الموسيقى بالتعاون مع المفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد وهو الذي وسع رؤيا التعايش والتعاون سويا بين العرب والإسرائيليين في الشرق الأوسط وأسس أوركسترا ديوان الشرق والغرب المكون من عازفين من مصر، إسرائيل، الأردن، لبنان وفلسطين. وفى أغسطس 2005 تم إذاعة الحفلة الموسيقية للأوركسترا في راملة على الهواء مباشرة في جميع أنحاء العالم.
المؤسسة الملكية لدراسة العلوم الدينية - والتي تأسست في عمان عام 1994 للمساهمة في إيجاد تفاهم واحترام بين مختلف أديان العالم. وقد نالت هذه المؤسسة شهرتها من خلال عقد مؤتمرات هامة للحوارات الثقافية مثل الكونجرس العالمي للدراسات الشرق أوسطية في يونيو 2006 والذي استضاف العديد من الطلاب والمحاضرين من جميع أنحاء العالم.