أخبار الأدب والفن

مثقفون ينتقدون منع عرض فيلم شارك في إخراجه اسرائيلي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة من سعد القرش: انتقد مثقفون مصريون منع وزارة الثقافة المصرية عرض فيلم فرنسي يتناول هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 في افتتاح المهرجان الاول لافلام حوار الثقافات يوم الخميس بالقاهرة والذي شارك فيه 11 مخرجا بينهم مصري واسرائيلي. وكان مقررا عرض فيلم (11-9-01) الذي يعبر فيه 11 مخرجا يمثلون 11 ثقافة عن رؤيتهم لهجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة وفوجئ الحاضرون قبيل الافتتاح باعلان مؤسسة تنمية الوسائل السمعية البصرية (كادر) التي تنظم المهرجان عرض الفيلم البريطاني (الطريق الى جوانتانامو) واستبعاد فيلم الافتتاح الذي اعترضت عليه السلطات المصرية خوفا من "شبهة التطبيع" مع اسرائيل. وقالت المؤسسة في بيان انه بعد طبع برنامج المهرجان "وفي آخر لحظة قررت السلطات حذف مقطع من فيلم (11 سبتمبر") في إشارة الى الجزء الذي أخرجه الاسرائيلي عاموس جيتاي.
وقبل الافتتاح قال الناقد السينمائي سمير فريد مدير المهرجان ان الخيار بين مشاهدة فيلم (11 سبتمبر) بدون الجزء الذي اعترض عليه مسؤولون مصريون أو فيلم (الطريق الى جوانتانامو). وطرح ذلك للتصويت.
لكن المخرج المصري يسري نصر الله رفض فكرة التصويت مطالبا بعرض الفيلم كاملا في مكان آخر غير المجلس الاعلى للثقافة حيث تقام عروض المهرجان الذي يستمر حتى 21 سبتمبر ويعرض 11 فيلما "تنشد التقارب الانساني" لمخرجين من بريطانيا وفرنسا وروسيا والدنمرك وايطاليا والنمسا والهند وشيلي. ووصف نصر الله تدخل وزارة الثقافة ومطالبتها بحذف أي جزء من الفيلم بأنه "مهين وغير أخلاقي."
وقال فريد لرويترز "أبلغنا أمس بتعليمات وزير الثقافة (فاروق حسني) بعدم عرض الفيلم كاملا لكن مجلس أمناء المؤسسة (المنظمة للمهرجان) فضل عرض فيلم آخر."
ونفى أن يكون في عرض مثل هذا الفيلم الفرنسي "أي نوع من التطبيع (مع اسرائيل). التطبيع هو أن تطبع في اسرائيل كتابا أو تستقبل وفودا أو تذهب الى هناك لانتاج مشترك مثلا."
وتقيم مصر علاقات دبلوماسية مع اسرائيل منذ عام 1979 بعد توقيع معاهدة سلام بينهما استعادت مصر بموجبها شبه جزيرة سيناء التي احتلتها اسرائيل في حرب يونيو حزيران 1967. لكن هناك إجماعا من المثقفين المصريين على رفض كل أشكال التطبيع الثقافي مع اسرائيل.
ويتناول فيلم "11-9-01" رؤية 11 مخرجا من 11 دولة لهجمات 11 سبتمبر من حيث دوافعها ونتائجها ومنهم المصري يوسف شاهين والبريطاني كين لوش والفرنسي كلود ليلوش والبوسني دانيس تانوفيك والهندية ميرا ناير والامريكي شون بين والمكسيكي أليخاندرو ايناريتيو والايرانية سميرة ماخمالباف والياباني شيوهي ايمامورا.
وتقام عروض المهرجان والندوات المصاحبة لها في المجلس الاعلى للثقافة بالقاهرة ومكتبة الاسكندرية التي افتتح فيها المهرجان يوم 11 سبتمبر في ذكرى خمس سنوات على اله
وقال فريد ان الفيلم عرض كاملا بمكتبة الاسكندرية ولم يجد أحد في الجزء الخاص بالاسرائيلي جيتاي اساءة الى العرب مشيرا الى أنه يرفض الحصول على أي دعم حكومي لانتاج أفلامه وأنه "المخرج (الاسرائيلي) الوحيد الذي يدافع عن حقوق الفلسطينيين. وأربعة من أفلامه ممنوعة نهائيا من العرض في اسرائيل."
وأضاف أن جيتاي يختلف عن المخرج الاسرائيلي "المتعصب" مناحيم جولان "الذي غير اسمه الاخير" تشبثا منه بهضبة الجولان السورية التي لاتزال اسرائيل تحتلها منذ عام 1967.
ومؤسسة تنمية الوسائل السمعية البصرية (كادر) مؤسسة غير حكومية تأسست هذا العام وتهدف كما يقول بيانها التأسيسي الى تأكيد الهوية الثقافية وديمقراطية الثقافة وحرية التعبير والتنوع الثقافي والتسامح وتطوير البنية الاقتصادية لصناعة السينما والوسائل السمعية-البصرية.
وسيقام المهرجان سنويا في موعد ثابت من 11 سبتمبر حتى 12 سبتمبر وهو يوم السلام العالمي الذي قررته الجمعية العامة للامم المتحدة في السابع من سبتمبر 2001 أي قبل ثلاثة أيام فقط من الهجمات.
ويعرض المهجان يوم الجمعة بالقاهرة الفيلم التسجيلي البريطاني (قوة الكوابيس.. صعود سياسات الخوف) ( الذي يرى فيه مخرجه ادم كورتيس - حسب كتيب المهرجان- أن جذور ما يحدث في عالم ما بعد 11 سبتمبر 2001 تعود الى الاربعينيات حين ذهب الكاتب المصري سيد قطب الى الولايات المتحدة في بعثة عاد منها بأفكار ألهمت تيار الاسلام السياسي "الذي ينتمي اليه من قاموا بالتفجيرات. وتزامن وجوده في أمريكا مع بداية بداية تأثير الفيلسوف السياسي الامريكي ليو شتراوس الذي ألهمت أفكاره تيار المحافظين الجدد الذين يهيمنون على البيت الابيض منذ التسعينيات."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف