شهوة الترحال وهوية الخطاب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
صدر العدد السنوي 26-2006 من المجلة الأكاديمية (ألف) والتي تصدر عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة وتنشر مقالات مكتوبة باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية وتتبع نظام التحكيم التخصصي المتعارف عليه في الدوريات الأكاديمية ويشرف عليها فريال جبوري عزول.
وقد تم تخصيص هذا العدد لموضوع الرحلة (شهوة الترحال : أدب الرحلة في مصر والشرق الأوسط) حيث حفل بمواضيع ثرية نظرية وتطبيقية أصيلة لنقاد أكاديميين وباحثين خبروا الموضوع من جوانب مختلفة.
يقع العدد في 528 صفحة موزعة على قسمين اثنين، القسم العربي وساهم فيه جون رودنبك، شعيب حليفي، عبد الرحيم مؤذن، سيزاقاسم، مديحة دوس، محمد بريري، عصام بهي، سعيد الوكيل، وليد الخشاب، وليد منير وفخري صالح.أما القسم الثاني الإنجليزي والفرنسي فقد افتتح بحوار مع جون رودنبك ثم مقالات لكل من مايكل هاج، سحر صبحي مارانعمان، تيرينس والز، شارة سيرايت، ماليز راثفن، فدوى جمال، ج. د. جونز، نبيل مطر، هاشم تودة.
جاء في افتتاحية العدد قيام المساهمين بتحليل نصوص رحلات من مختلفالأماكن، مع التركيز على أدب الرحلة في الوطن العربي، أو في نصوص رحالة عرب إلى مناطق أخرى من العالم، فهناك في هذا العدد دراسات عن الرحالة والرحلات، الرحلة الصوفية والتجوال السياحي، رحلات مكتوبة في القرون الوسطى وفي القرن الثامن عشر، الرحلة في مطلع القرن العشرين عبر استكشاف بغداد بمقالات مصورة واستكشاف جنوب افريقيا بيوميات مسافرة...
خطاب العين والهوية :
شمل العدد دراسات متنوعة بلغت 21 مقالة بالعربية والانجليزية وواحدة بالفرنسية بالإضافة إلى حوار مع الباحث والأستاذ جون رودنبك، ولتقريب القارئ من أهم محاور هذه المواضيع نعرض للأفكار التي قاربها الباحثون في هذا العدد.
ج.د.ف. جونز (كاتب وصحفي -بريطانيا)
من يوميات مسافرة : جنوب افريقيا في 1923.
تقدم هذه المقالة شخصيات مرموقة قامت برحلة في أدغال جنوب افريقيا في 1923 مستشهدة بمقتطفات من يوميات الرحلة لمرجريت كلارك جيليت، وتصف صاحبة اليوميات الطبيعية، والزهور والنباتات، ولقاءاتها مع الزعيم مالابوك والسكان الأصليين، بما في ذلك مراسيم تبادل الهدايا.
شعيب حليفي (جامعة الدار البيضاء-المغرب)
الرحلات العربية : النص وخطاب الهوية
تتناول هذه المقالة ثلاث قضايا تعالجها بشكل متدرج، بدءا من دينامية التجنس في النص الرحلي العربي وتشكله جنسا قائما بمكوناته وخطاباته، أفرز نصوصا تنتمي إلى ذاتها وعصرها وإلى النسق الثقافي، فاعتبرت ملتقى أجناس وحقولا تعبيرية متعددة. ويستبعد الباحث لفظة "أدب الرحلة" مستخدما نص الرحلة حتى تبقى المقالة منفتحة على آفاق أخرى لا تفيد الرحلة في جنس الأدب.
النقطة الثانية تهتم باستجلاء مسارين في الخطاب الرحلي : مسار الذات، وخطاب الآخر، النقطة الأخيرة في هذه الدراسة تحليلية حول خطاب الهوية في نص رسالة ابن فضلان الذي زار بلاد الصقالية في القرن العاشر الميلادي.
وليد الخشاب (جامعة كونكورديا - كندا) الرحيل شرقا :
الجغرافية الروحية وكتابة الرحلة الصوفية
كان الرحالة الكتاب من المسلمين كثيرا ما ينطلقون من الشرق الأوسط والمغرب متجهين شرقا إلى مكة، في الغالب بغية أداء الحج، على العكس منهم لم يكتب الصوفية تقارير عن أسفارهم، بالرغم من كون الكثيرين منهم رحالة غاية في النشاط. كان الصوفية ولا سيما ابن عربي، يكتبون عن الجغرافيا الروحية، لذلك، فعندما يكتب ابن عربي عن السفر والرحلة إلى عالم يتحول فيه المكان إلى زمان، فيقوده فعل السفر نحو الماضي إلى لحظة بدء الخليقة، ونحو المستقبل إلى اللحظة التي تسبق موته المقدور، هذه السمات الخاصة باستخدام موتيفة الرحلة في الأدب الصوفي أسهمت في إنشاء ذات فاعلة رحيبة رحابة العالم.
سيزاقاسم دراز (جامعة القاهرة مصر) :
دعوة الى رحلة نوبة ماجوفييون
تقدم الكاتبة عرضا لكتاب Nubia : Sketches, Notes and phocographs للفنانة السويسرية مارجو فيبون، التي تكررت سفراتها إلى النوبة على مدى أكثر من أربعين عاما، وتركت فيها أثرا قويا خلف تراثا غنيا من اللوحات، والصور الفوتوغرافية، والنصوص التفسيرية، وتحلل المقالة أعمال فييون المنشورة في هذا الكتاب، من صور فوتوغرافية واستكشاف، مقارنة بين الصور الفوتوغرافية واللوحات المقابلة.
مديحة دوس (جامعة القاهرة -مصر)
رحلة الترجمان عبر الزمان والمكان
وفيها تتناول مديحة دلالتي شخصية الترجمان : الدلالة التي تشير إلى الترجمان السياحي الذي كان يختفي اليوم، وتلك التي تشير إلى الترجمان السياسي الذي كان يقوم بدور الوسيط بين القوى الغربية (مثل جنوا والبندقية) والبا ب العالي. أما الترجمان السياحي فنجده مذكورا في نصوص أدب الرحالة.
ماليزراثفن (كاتب يعيش في لندن وباريس)
معيدا النظر في أعمال الكاتبة الرحالة فريا ستارك (عرابته)، يقترح الكاتب أن فطرتها الإنسانية والفنية كانت على النقيض من إيمانها الرسمي بالإمبريالية البريطانية. فقد تمسكت ستارك بإيمانها الراسخ بخير الطبيعة الإنسانية للعامة الذين شاركتهم حيواتهم بحميمية أكثر من الرحالة الآخرين.
جون رودنبك (كاتب وباحث أمريكي)
الاسكندرية في أعمال كافاني وداريل وتسيركاس
ترجمة لميس النقاش
يأتي تصوير إدموند كيلي للاسكندرية كواحد من الطرق العديدة للنظر لتلك المدينة، ففي كتابه النقدي اسكندرية كافافي نراه يصف المدينة بالانحلال. وهناك تصور آخر أقل كرما وأقل حرفية بكثير، ألا وهو تصور لورانس داريل صاحب رباعية الاسكندرية الذي تمتزج مفاهيمه عن تاريخ المدينة وسياستها ولغوياتها وإنثوغرافيتها وطبوغرافيتها بخلفيته ذات العداء العرقي والديني الواضح. أما كونستانتين كافافي، الذي كثيرا ما يستدعيه داريل في كتابه كمرجع موثوق به، فإنه بالطبع لم يتبن هذا الموقف.
جون رودنبك : الطريق الذي أخذته (حوار)
في هذه المقابلة المسهبة، يجيب رودنبك عن أسئلة عدد من الباحثين حول مغزى السفر، وأدب الرحلة، وتقاطعات الثقافات، ويشرح رودنبك آراءه ومعتقداته بتجل ينم عن معرفته الموسوعية، بادئا بسردية شخصية، يستكشف المحاور جذور انبهاره بالسفر والثقافات الأخرى، شارحا كيف جاء ليعيش ويدرس بمصر، ثم تقاعد بعد ذلك في فرنسا. وتضيء أمثلة عديدة مستقاة من رحالة تارخيين من قارات وأزمنة مختلفة، ومن خبرته كأجنبي مغترب، وفي اطلاعاته الأدبية، رؤى رودنبك حول العولمة، والاستشراق، وأنماط الارتحال.
سارى سيرايت (كاتب بريطانيا)
أوين جونز : الرحلة ورؤية الشرق
كان للمعماري البريطاني أوين جونز (1809-1874) تأثير كبير على التصميم والزخرفة في منتصف القرن التاسع عشر. وقد استمد العديد من أفكاره، خاصة فيما يتعلق باللون والرسومات، من رحلة زار فيها مصر ما بين عامي 1832 و1833، وأخرى زار فيها جنوب اسبانيا ما بين عامي 1833 و1834، ثم مرة أخرى في عام 1837، وكان جونز يعمل في فترة تميزت بالاهتمام بالعلوم وجماليات اللون.
فخرى صالح : (ناقد الأردن)
رحلات نايبول إلى العالم الإسلامي : ملامح رؤية منحازة
تتناول هذه المقالة نظرة ف.س. نايبول إلى الإسلام في كتب رحلاته إلى العالم الإسلامي، مركزه على كتابي المؤلف الترينيدادي، هندي الأصل، بريطاني الجنسية : بين المؤمنين : رحلة إسلامية (1982) وأبعد من الإيمان : رحلات إسلامية إلى الشعوب المرتدة (1998). وتكشف المقالة نظرة نايبول المنحازة ضد الإسلام والعالم الإسلامي، وجمعه بين الإسلام التاريخي والإسلام السياسي الحديث -والنوع الأخير يحدده صدام الثقافات في أواخر القرن العشرين.
سحر صبحي عبد الحكيم (جامعة القاهرة)
وليم جولدنج وأمصاره
كتب وليم جولدنج ثلاث نصوص عن أسفاره إلى مصر امتزج فيها الخيال بالواقع. وينطلق توصيفه لهوية من قناعته بتعدد وصيرورة الهوية،فبدلا من أن يقدم مصر ككتلة مصمتة تستمد معناها من هوية جوهرية، تنعكس قناعة غولدنج بالمفهوم المتعدد للهوية على تفاوضه على معنى مصر، خاصة أن مصر في خطابه تستخدم ككناية عن التاريخ والبشرية.
فدوى كمال عبد الرحمن (جامعة .عين شمس)
ف.س. نايبول : الرحالة الأبيض تحت قناع البشرة الداكنة
بين الحفاوة الشديدة من النقاد الغربيين والهجوم الأشد من نقاد العالم الثالث يبرز دور نايبول كواحد من أهم كتاب أدب الرحلات في القرن العشرين. وتوضح هذه المقالة تبني نايبول للنموذج الغربي في تصويره لشعوب العالم الثالث التي تناولها في كتاباته (خاصة افريقيا)، حيث يميل نايبول إلى إعادة استخدام نفس القوالب الجامدة التي ورثها عن أشد الكتاب عنصرية في محاولة الإلقاء اللائمة على شعوب هذه الدول.
هاشم فودة (جامعة باريس)
صورة الشاعرحاجاغير تائب
تتناول المقالة عدة رحلات تبدو لأول وهلة أنها مختلفة، رحلة الحاج، وزيارة المحب، ورحلة البطل عبر الصحراء، وتفترض المقالة أن أوجه تشابه هذه الرحلات تتجلى في خطابها الشعري. ليس فقط لأن هذه الرحلات تعد تيمات متكررة في الشعر العربي الوسيط، ولكن لأن الترحال يضع الرحالة في مواجهة مع قوى عليا تهدد اكتمال الرحلة.
نبيل مطر (معهد فلوريدا للتكنولوجيا)
أوروبا بعيون القرن الثامن عشر المغربية
تقارن هذه المقالة سرديتين لرحلتين قام بهما محمد بن عثمان المكناسي، السفير المغربي في القرن الثامن عشر، وتوضح السرديتان أن النظرة العربية المسلمة للآخر الأوروبي لم تقم حصريا على منطلقات دينية، بل على علاقات سياسية وديبلوماسية. وينبع وصف المكناسي السلبي لاسبانيا -على عكس وصفه الإيجابي لإيطاليا وصقيلية وحتى مالطا - من تاريخ اسبانيا المعادي للمسلمين.
وليد منير (جاهة القاهرة)
رحلة المنفى في الشعر العربي الحديث : عزلة المكان وتداعيات الذاكرة
كان للاغتراب الخارجي عند الشاعر القديم مقصد داخلي هو حياة الكفاية أو القرب من المحبوب. أما الاعتراف عند الشاعر الحديث فهو داخلي، نابع من القمع السلطوي (الآخر الداخلي) أو قمع المستعمر (الآخر الخارجي). وتتوازى رحلة المخيلة مع رحلة الواقع في تجربة المنفى، مثيرة الذاكرة التي تصبح أكثر نشاطا تحت وطأة ألم المنفى وسخريته.
الرحلة بوصفها جنسا أدبيا
عبد الرحيم مودن (جامعة ابن طفيل المغرب)
تعيد هذه المقالة النظر في هوية الرحلة الأجناسية، من حيث كونها نصا سرديا يمتلك خصائصه الفكرية والجمالية المشتركة مع النص السردي. والثابت أن معظم الكتابات العربية جعلت من الرحلة نصا جامعا مانعا لكل المعارف والعلوم والأشعار والفتاوى والطرائف والحكم، دون أن ننظر إلى انتمائها السردي كحكاية سفر، بدأت تحظى بالاهتمام والبحث في الدرس النقدي المعاصر. السفر، في نصوص عديدة، مجرد وسيلة دون أن يكون غاية، بنية ثانوية بجانب بنى أخرى. أما بالنسبة للرحلة فإنه يشكل البنية المركزية في النص مفرزا الخصائص الفكرية والجمالية للرحلة. وتستند المقالة إلى نصوص رحلية عربية، موظفة بعض المفاهيم النقدية العربية، مع الاستفادة من اجتهادات بعض النقاد العرب.
مارانعمان (باحثة) أمريكا مفككة
تحقيقات صنع الله ابراهيم في ثنايا الإمبريالية.
تحلل هذه المقالة كيفية بناء صورة أمريكا - كمكان حقيقي ومتخيل- في رواية أمريكاتلي للكاتب المصري صنع الله ابراهيم. ففي حين تنتقد الرواية جهرا دور أمريكا النيوإمبريالي في الشرق الأوسط وتاريخها من التدخلات بهدف المصلحة الخاصة، تقدم الرواية أيضا صورة أخرى لأمريكا كأمة تعج بالتفسخ الاجتماعي وتفتقر إلى إحساس متماسك بالهوية. وفي هذه المقابلة الثقافية المعكوسة، تتخطى كاتبة المقالة ما تراه تطبيقا خاطئا لإرث ومنهجية إدوارد سعيد في كتاب الاستشراق، عن طريق مقاومة قراءة الرواية كمجرد نقد لأمريكا كرمز ضحل للسلطة والهيمنة.
مايكل هاج (كاتب - لندن)
وحدها المدينة حقيقية رحلة لورانس داريل إلى الاسكندرية
تناول لورانس داريل طبيعة الواقع في كل من كتب الرحلات والروايات التي كتبها، كما يتجلى في كتاب زنزانة بروسبيرو، الذي تناول جزيرة كورفو، بالرغم من كونه كتب في الاسكندرية أثناء الحرب العالمية الثانية. وتوضح مذكرات داريل (1938) اعتقاده بأننا نعيش في رحم حضاري وثقافي وروحي، قانعين بفرضياتنا، حاسبين خبراتنا هي الواقع. لكن الرحم يصبح قبرا لمن لا يهرب منه. وفي رباعية الاسكندرية -التي شرع داريل في كتابتها عقب انتهائه من زنزانة بروسبيرو- يتضح أنه فقط عن طريق الهروب من زيف ما يدعى بالواقع، من المدينة الزائفة بمن يقطنها من ذوات زائفة، يستطيع المرء التحرك بوجهة الواقع المطلق، ومن تم الحقيقة.
تيرينس والز (كاتب يقيم بأمريكا)
الهجرة عبر الصحراء الكبرى والنظرة الكولونيالية :
النيجيريون في مصر
زار جوردون جيمس ليثام-الضابط الكولونيالي في الخدمة النيجيرية- مصر في عام 1925 كمفتش على مجتمع النيجيريين - المعروفين بالتكارير (جمع تكروري)-الصغير للبحث في مدى تأثيره على المناخ السياسي والديني بنيجيريا، خاصة في الولايات المسلمة في الشمال. وقد ركز ليثام على الطلاب النيجيريين الذين كانوا يدرسون بالجامع الأزهر وهؤلاء الذين تمركزوا حول زاوية بحي المغربلين بالقاهرة. ويرسم ليثام صورة لمجتمع مليء بالتعالي الكولونيالي وقد توافد التكارير على مصر منذ حوالي ألف عام للدراسة والتجارة وأحيانا كرقيق، مواجهين فيها مختلف الأقدار.
سعيد الوكيل (جامعة عين شمس)
الرحلة بين النص القرآني والنص الصوفي
تنطلق هذه المقالة من فرضية ترى أن الرحلة ذات المغزى المعرفي إلى العالم الآخر في الأدب العربي نهضت على مجموعة من التقاليد تأسست في النص العربي المركزي (القرآن الكريم) واستمرت في النص الصوفي. ويلاحظ أن الرحلة في القرآن ترتبط بالهدف المعرفي من الرحلة وتستند إلى مجموعة من الأفعال المحورية هي أفعال الرؤية والتضحية والمعرفة، كما تتميز بالعجائبية. ويتبين أن الرحلة القرآنية ذات أبعاد مكانية وزمانية، كما أن لها أهدافا معرفية روحية. كما يتضح أن العناصر الأساسية في النص المصدر (المركزي) ظلت متواترة دائمة الحضور في النص الجديد، متيحة الفرصة لدخول عناصر أخرى لم ترد من قبل.