مشروع اللوفر وسط الرمال يثير جدلا في فرنسا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس من جيمس ماكنزي: أثارت خطط لتصدير نسخة من متحف اللوفر الفرنسي المشهور الى منتجع في أبوظبي اتهامات للحكومة بالتضحية بالمعايير الثقافية من أجل الربح. والخطة التي تساندها وزارة الثقافة جزء من مساعي دولة الامارات العربية المتحدة لانشاء مقصد سياحي فاخر. وذكرت صحف فرنسية أن عقد تصدير نسخة اللوفر الى الخليج تزيد قيمته على 500 مليون يورو (655.2 مليون دولار). لكن مشروع "اللوفر وسط الرمال" لاقى معارضة من الخبراء في فرنسا الذين يخشون أن يشوه مهمة المتحف الحقيقية كمركز للعلم والثقافة يضم بعضا من أعظم كنوز الفن الغربية مثل لوحة الموناليزا وتمثال فينوس دي ميلو.
وتساءل ثلاثة من كبار مؤرخي الفن في مقال بصحيفة لوموند اليومية "اذا كنا نهتم بالحفاظ على تراثنا وعرضه فوفقا لاي مبدأ نستخدم الاعمال الفنية عملة للتبادل."
وتقول صحيفة لا تريبون دو لار الفنية ان 1300 شخص من بينهم 90 من مديري المتاحف وأمنائها ومئات من مؤرخي الفن والمدرسين وحتى بعض المسؤولين في وزارة الثقافة وقعوا التماسا برفض المشروع. ويتضمن المشروع الدعم الفني واعارة أعمال فنية والسماح باستخدام اسم اللوفر بما له من أهمية كبيرة وهو يضع القيم الفنية في تعارض مع الحوافز الاقتصادية الكبيرة في منطقة بالغة الاهمية بالنسبة لفرنسا.
ففضلا عن النفط تمثل دول الخليج سوقا رئيسية للمصدرين الفرنسيين لمنتجات من السلع الفاخرة الى الطائرة ايرباص ايه. 380 العملاقة. وسارع منتقدون بالاشارة الى ذلك.
وقالت صحيفة ليبراسيون في مقال افتتاحي "لا حاجة للبحث بعيدا عن اسباب هذه المغامرة الثقافية. النفط اسعاره مرتفعة ومبيعات ايرباص سيئة في الاونة الاخيرة."
وتعتبر الحكومات الفرنسية تراث البلاد الثقافي الغني عادة وسيلة لتعزيز مصالحها السياسية. وقالت فرانسين مارياني دوكري مديرة الادارة القومية للمتاحف ان من المهم السماح بالمشاركة في ثروة فرنسا الكبيرة من الكنوز الفنية. وأضافت "أعمالنا الفنية يجب أن تجوب العالم."
وكانت متاحف أخرى أبرزها متحف جوجنهايم في نيويورك قد اتجهت الى تحويل أسماء المتاحف العالمية الى علامات تجارية بانشاء "فروع" في مدن أخرى. وقد وافق متحف جوجنهايم على فتح فرع في أبوظبي. وما زالت تفاصيل مشروع اللوفر غير واضحة ولم تدل وزارة الثقافة في باريس بتعليقات تذكر عن المحادثات بين السلطات في أبوظبي والمسؤولين الفرنسيين.
لكن صحيفة ليبراسيون نقلت عن مصادر قريبة من الموضوع قولها ان السماح باستخدام اسم اللوفر شرط أساسي لابرام اتفاق. وتعمل ابوظبي بدأب على احتذاب الزائرين وسيتضمن مشروعها لتطوير جزيرة سعديات الذي تبلغ تكاليفه 27 مليار دولار ملعبين للجولف ومراسي لليخوت تسع 1000 زورق بالاضافة الى متاحف ومراكز ثقافية.
ويحتمل أن يمهد المشروع الطريق الى صفقات أخرى في المستقبل لفرنسا بصفتها من أكبر المراكز الثقافية العالمية تستطيع من خلالها زيادة نفوذها في العالم.
ووافقت فرنسا بالفعل على انشاء فرع في أبوظبي لجامعة السوربون الرئيسية في باريس التي يرجع انشاؤها الى القرن الثالث عشر كما يبحث مركز جورج بومبيدو أحد أهم متاحف الفن الحديث الفرنسية انشاء ملحق له في مدينة شنغهاي الصينية.