أخبار الأدب والفن

كتاب جديد: على خطى ابن خلدون

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تونس:ميز كتاب عن حياة ابن خلدون وفكره الاحتفالات التي أطلقت في تونس هذا العام احياء للذكرى المئوية السادسة لوفاة العلامة والمؤرخ التونسي عبد الرحمن ابن خلدون. كاتبان تونسيان هما عبد الوهاب بوحديبة ومنيرة شابوتو رمادي ركزا على تعريف القاريء بشخصية وروح ابن خلدون المفكر الذي شغل الدنيا والناس منذ قرون ولايزال في كتاب بعنوان (على خطى ابن خلدون) أصدراه مؤخرا عن دار الجنوب للنشر بتونس. يحتوي الكتاب على 288 صفحة وبه 300 صورة. وتحدث بوحديبة عن ابن خلدون قائلا "انه رجل تاريخ واجتماع.. انه رجل عصره والعصور اللاحقة وهو في كلمة عبقري عانق الكونية باقتدار". ويتضمن الكتاب عدة صور لمعالم ومواقع عاش فيها او زراها ابن خلدون التقطت في الاندلس والجزائر وتونس والمغرب.
ولد ابن خلدون في 27 مايو ايار من عام 1332 في تونس وعاش متنقلا بين عديد من الاقطار العربية ليستقر في مصر ويبقي فيها حتى وفاته عام 1406 . عمل ابن خلدون بالتدريس في جامع القرويين في فاس بالمغرب وجامع الازهر بالقاهرة واشتغل ايضا في مجال القضاء وغيرها من مدارس المعرفة التي انتشرت في أرجاء العالم الاسلامي.
لم يقف مؤلفا الكتاب عند سرد الوقائع والتوقف عند مراحل حياته بل انهما استشرفا فكر ابن خلدون وغاصا في اغوار ميزت هذا الفكر. ركز بوحديبة على دارسة شخصية ابن خلدون المفكر والانسان ايضا وبرزت صور لعالم الاجتماع في مختلف حالاته وانفعالاته وانتصاراته وانكساراته في رحلاته بين المشرق والمغرب.
تميز الكتاب بنوع من تعاطف مؤلفيه مع عالم الاجتماع ابن خلدون حتى ان بوحديبة يقول في الصفحة 265 "وسلطت على خطاب لم يخل من التجريد اضواء ودية مفعمة بالتعاطف مع ذلك الذي يظل الجد بل الاخ الكبير وعلى أي حال الرائد الشهير".
لكن بوحديبة وهو فيلسوف وعالم اجتماع يرأس مجمع بيت الحكمة الثقافي بتونس نفى أن يكون هذا التعاطف قد دفعه الى تعظيم ابن خلدون معتبرا إنه اجتهد لانصافه من خلال التركيز على فكره ونظرته الاسشترافية. وتتصدر الصفحة الاولى للكتاب صورة طبعة قديمة لكتابه الشهير (مقدمة ابن خلدون) تعود الى عام 1857 .
وبوحديبة أيضا حاصل على الدكتوراة في العلوم الانسانية منذ عام 1995 وله نحو 20 كتابا. أما رمادي المؤلفة الثانية للكتاب فهي أستاذة في جامعة الاداب والعلوم الانسانية بتونس. وركزت رمادي على ابراز مختلف المراحل التاريخية في حياة ابن خلدون واسفاره من خلال وصف الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلدان التي سافر اليها مثل مصر والشام والاندلس.
وأوضحت جوانب في حياة ابن خلدون الشخصية مبينة ان ايامه لم تكن كلها سعادة بل تخللها شجن واحزان وخيانة وانقلاب السلاطين عليه وسجن بعد ان عاش في بلاط الملوك.
لكن بوحديبة قال ان هذه التجارب لم تكن سوى حافز لابن خلدون لمزيد من التفكير والتأمل ليفيد بعلمه وفكره العديد من الناس عبر العصور. وأخذت الصور حيزا هاما من الكتاب رغبة من المؤلفين في استعادة القاريء للبيئة التي عاش فيها هذا الرجل وعاش فيها معاصروه.
وقالت الناقدة حياة السايب عن هذا الكتاب انه "قد اوفى حق الرجل من العناية والاهتمام فهو كتاب من حيث المضمون حاول ان يكون شاملا حيث فهم اصحابه جيدا العلاقة بين النشأة والظروف الاجتماعية والتاريخية لكنهم لم ينفوا عن الرجل تفرده في عدة مجالات معرفية وفكرية". وحول الاسلوب قالت السايب انه "سهل الهضم وقد تم اقتطاع اكثر من فقرة من تأليف ابن خلدون للتدليل على سلامة الافكار". وأطلقت تونس هذا العام عدة احتفالات وتظاهرات ثقافية احياء للذكرى المئوية السادسة لوفاة العلامة والمؤرخ التونسي ابن خلدون.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف