أخبار الأدب والفن

اصدارات ومعارض واخبار أخرى

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

"النمرة المخبوءة عند مسقط الكتفين" لجمانة حداد

صدر اخيراً للشاعرة اللبنانية جمانة حداد مختارات شعرية بالعربية في العاصمة الجزائرية، في عنوان "النمرة المخبوءة عند مسقط الكتفين"، وذلك عن "منشورات الاختلاف" بالاشتراك مع "الدار العربية للعلوم". وتضم المختارات، التي تندرج في إطار فعاليات الاحتفال بالجزائر عاصمةً للثقافة العربية لسنة 2007، قصائد متنوعة لحداد من من مجموعاتها "دعوة الى عشاء سري" (1997) و"يدان الى هاوية" (2000) و"عودة ليليت" (2004)، الصادرة عن "دار النهار للنشر" في بيروت، فضلاً عن مجموعة من النصوص غير المنشورة قبلاً في كتاب. يذكر أن توزيع المختارات سوف يشمل العواصم العربية كافة، باستثناء العاصمة اللبنانية، وأنه يمكن كذلك الحصول على الكتاب من خلال موقع "نيل وفرات":www.neelwafurat.com
www.joumanahaddad.com

مراكش وعودة روح ابن رشد

فوزي بوخريص من مراكش: يبدو أن مدينة مراكش بدأت تستعيد خلال هذه السنوات، بعضا من بريقها الغابر، " اذ أضحت الفلسفة ببلاد مراكش نافقة الأسواق الفلسفة"، على حد تعبير العلامة ابن خلدون: فمن فتح شعبة الفلسفة بجامعتها، مرورا بتأسيس منتديات وتنظيمات مدنية للفكر الفلسفي، انتهاء بمبادرة دار نشر "منتدى ابن تاشفين"، التي يشرف عليها الأستاذ عبد الصمد بلكبير، بإعادة نشر سلسلة مختارة من كتابات التنويريين العرب الأوائل، التي أضحى من المتعذر الحصول عليها في سوق الكتاب ببلادنا.كلها علامات دالة على عودة روح ابن رشد إلى المدينة، وعلى "مصالحة" الذات مع ماضيها التليد.
وليس غريبا، والحال هذه، أن تتضمن سلسلة مؤلفات "دار ابن تاشقين" التنويرية، التي تروم ضخ هذه الروح الجديدة ذات الأفق التنويري، كتابا حول"فلسفة ابن رشد" للصحفي والباحث المسيحي، ذو الأصل اللبناني فرح انطوان(1874-1922)، والذي يتضمن أيضا ملحقا بقلم الأستاذ عبد الله إبراهيم.
وتعود أهمية هذا الكتاب أولا إلى كون مؤلفه هو من أوائل الذين اشتغلوا على فلسفة ابن رشد. ففرح أنطوان العلماني التوجه، اشتهر بدفاعه عن تحديث المجتمعات العربية، فعمل على نشر كتابات المفكرين الغربيين في جريدته "الجامعة"، و من بينهم ارنست رينان، باعتباره احد كبار المستشرقين الذين اشتغلوا على فلسفة ابن رشد. وكما هو معلوم فإعادة اكتشاف ابن رشد في الفكر العربي، تزامنت مع المخاض الذي ميز ما يسمى بعصر النهضة،حيث بدأ نشر مؤلفات فيلسوف قرطبة ومراكش، ودراستها بشكل مكثف مع نهاية القرن التاسع عشر.
وتعود أهمية الكتاب ثانيا إلى انه يقدم صورة مغايرة لابن رشد تختلف عن "القراءات" المتداولة، لاسيما بالمغرب، بحكم ريادة الباحثين المغاربة في مجال الرشديات. فقد نشر فرح انطون في مستهل القرن العشرين(1903) كتابه حول ابن رشد المعنون ب" ابن رشد وفلسفته"، بوصفه أول دراسة حديثة حول الفلسفة الإسلامية في العالم العربي.وفي نظر مارك جيوفرايMarc Geoffroy : فان الصورة التي يرسم فرح انطون لابن رشد هي صورة رائد للعقلانية والحداثة: فمشروع ابن رشد في "التوفيق" بين الفلسفة والدين، أعاد النظر في الأولوية التقليدية للدين على العلم. فعند ابن رشد يستعيد العلم وضعه الاعتباري بالقياس إلى الدين، لكن مع ذلك يؤاخذ هذا الباحث على ابن رشد انه لم يتجاوز منطق التوفيق ذاته، ويحسم اختياره بالفصل الجذري بين مجال الاعتقاد الذي يرتبط بالقلب، ومجال العلم الذي يتأسس حصريا على العقل.


بعد غياب طويل التشكيلي مصطفى الدنقزلي يعرض برواق "الوكالة":
الحياة.. كما هي باللون والضوء

سوسة / تونس: يسعى الفضاء الثقافي رواق "الوكالة" بالمدينة العتيقة بسوسة بثبات و جدية لتكريس و تحقيق أهدافه المتمثلة خصوصا في الانفتاح على المشهد التشكيلي التونسي بكل تنوعاته ومحاولة تحقيق بعض الإضافة إليه، بحرص خاص من صاحبته السيدة نجاة النابلي عياد على دعم كل المبدعين وخاصة منهم الذين يمتلكون تجارب قيّمة. ورغم أنه أهم فضاء تشكيلي في جهة الساحل فإن انفتاحه على المشهد العربي والعالمي، لم يمنع صاحبته من التفكير في الوقوف إلى جانب فناني هذه الجهة، ودعمها من خلال إبراز إبداعاتهم بالمعارض التي تنظمها لهم برواقها ومنها "صالون الفنون التشكيلية بسوسة" الذي انتظمت دورته الأولى مؤخرا، و المعرض الفردي للرسام محمد بلعجوزة.
وضمن هذا التوجه يستضيف رواق " الوكالة " معرضا فرديا للفنان التشكيلي مصطفى الدنقزلي سيفتتح يوم السبت 3 مارس على الساعة الخامسة والنصف مساء و يتواصل إلى غاية يوم 27 من نفس الشهر.
و يعد مصطفى الدنقزلي من التشكيليين التونسيين المتميزين، و هو من مواليد سنة 1961 بسوسة و متخرج من المعهد التكنولوجي للفنون و الهندسة المعمارية و التعمير بتونس، و متحصل على الماجستير في علوم و تقنيات الفنون. و أقام العديد من المعارض الجماعية و الفردية بتونس و خارجها منها ألمانيا و سويسرا و مالطا.
وتقول الناقدة التشكيلية و الرسامة و الشاعرة شيماء عيسى في تقديمها لهذا المعرض : " إن هذا المعرض يشكل أهمية بالغة في مسيرة الدنقزلي الذي يعود بعد غياب دام حوالي عشرة أعوام عن أروقة الفنون قضاها في تطوير تجربته و إثراءها بالتجديد و الابتكار ضمن خصوصيات العملية التشكيلية التي تعمد على البحث في عدة مستويات أهمها البحث في الشكل و اللون و الضوء و خاصة المادة، فالمادة هي مستطاع الفنان للوصول إلى هدفه الفني الأساسي المتمثل في إبراز موضوع ابتكاره و تحقيق التواصل و الاتصال و التفاعل مع الآخر. و يعد " لاكوارال " - Aquarelle - أي الألوان المائية من أهم الأنواع التي طبعت تاريخ الفن التشكيلي من حالته الانطباعية إلى حالاته الحديثة و المعاصرة و ما بعدها.و اختيار الرسم بالألوان المائية كأداة للتعبير و للولوج إلى عالم الحلول و التجلي يعكس نفسية الفنان لأنها تقنية معقدة صعبة و شفافة فاضحة لأنه لا مجال للتخفي أو التجمل أمام حامل الألوان. فمع الألوان المائية إما أن يكون الفنان مالك لأسرار الريشة و إلمام بتفاصيلها أو لا، لأنها تتميز بالصرامة و الجدية و تفتقد للمرونة و الأخذ و الرد المباح في أنواع تشكيلية أخرى مثل الزيت و الأكريليك ".
و تضيف شيماء عيسى : "و هذه الشفافية الغامرة هي التي سحرت الفنان مصطفى الدنقزلي و فتنتها أغوته بالرحيل إلى عوالمها المضيئة والبريئة و الإقامة فيها. و لا عجب إذا امتلأت لوحاته نورا و فاضت ضياء. و قد أبدع الدنقزلي في توظيف هذا النوع لتفجير ما يكتنزه تراثنا و طبيعتنا و حياتنا اليومية و الإنسان من إشراقات فنية لا تطالها إلا ريشة مسكونة بروح في ذروة الصفاء و التوحد مع حالاتها الذاتية و الجماعية في علاقتها بفضاءاتها المسافرة في الزمان و المكان و المهشمة لكل الحدود الوهمية بينهما والمكسرة لكل التنميط الذي يقيدان به.. واصطياده للمعة حركة أو خفقة ابتسامة أو جمال وجه غزته التجاعيد أو رعشة تهجد و ابتهال و نشوة على عتيبة باب أو صخب في سوق.. بالرسم المائي رصد الدنقزلي الضوء و الشكل و اللون و الإحساس في أبهى تجلياتهم و أخلص لحظاتهم. فلوحاته هي عبارة على دعوة إلى إعادة نظرتنا للأشياء و إحساسنا بها.. إنها دعوة جدية تؤسس لرؤية جديدة تتشكل وفق السؤال التالي : كيف ننظر شكليا للأشياء ؟ ".
ويعتبر التشكيلي مصطفى الدنقزلي من القلائل في تونس الذين واصلوا في اعتناق واعتماد الرسم المائي في التعبير التشكيلي و تقديم إضافة حقيقية في هذا المجال. و هو من أبرز المساهمين في انتشاله من واقعه المرير : فلوحات الرسم المائي تغزو الأسواق و المعارض لكن بمستوى فني ضعيف. و الدنقزلي بحرفيته و حذقه و مهارته و ما يحمله من عبقرية و جمال في ريشته أجل هذا الفن و مجده و منحه معنى فنيا يتعارض كليا مع الاستسهال الذي كرسه البعد التجاري. أن تجربة مصطفى الدنقزلي باختصار هي جمع مدهش بين إتقان المادة و البحث دائم في اللون و الضوء و الشكل، و التحليق في شفافية الإحساس...

"مملكة الشعراء" وتقاطع الشعر والمسرح

الدكتور عيسى الدودي: صدرت مؤخرا مسرحية بعنوان "مملكة الشعراء" لمحمد المعزوز، ويبدوـ من العنوان والمتن ـ أن هذا النص الأدبي كان على موعد لقاء بين فنيين عريقين هما الشعر والمسرح، وهو أمر ليس بالغريب مادام أن الأدب العربي المعاصر عرف نصوص المسرح الشعري التي انتقلت في كثير من الأحيان إلى التمثيل والإنشاد والغناء بل ودخلت في أحايين كثيرة عالم السينما، فاستقطبت المعجبين والمحبين لهذا التمازج المفضي إلى الفنية المتفردة الناتجة عن كسر الحدود بين الأجناس الأدبية. ولا شك أن اختيارهذا العنوان جعل هذا النص الأدبي غنيا بالإيحاءات والرموز الدلالية والإسقاطات المتعددة.
وقبل هذا وذاك فهو عودة إلى فن الشعر من باب المسرح، فالشعر ديوان العرب، وهذه الأمة شاعرية بامتياز، وأغلب ما أنتجه العرب في المجال الأدبي كاد أن يقتصر على الشعر. وكما يشهد تاريخ الأدب العربي فقد وُظِّف الشعر في الدفاع عن القبيلة والشعب والأمة والدين والمبادئ والقضايا المصيرية، واعتبر في كثير من الأحيان سلاحا لا مناص منه في الصراعات الحضارية يوازي في تأثيره المعارك الحربية، فتحدثوا بهذا الصدد عن السيف والقلم وأيهما الأجدر بالسبق. ونتيجة للانتكاسات المتتالية التي عرفتها الأمة العربية في القرون الأخيرة، والتي عصفت بهيبتها وأزاحتها عن مكانتها التاريخية، بدأ الشعور باليأس والمراجعة والمحاسبة والانتقاد، ولم يسلم الشعر من هذه السهام، فاعتبر سلعة للضعفاء غير القادرين عن المواجهة، وخطابا للمتهورين الذين لا يقدرون حقيقة الأمور ولا يحسبون العواقب، وأكثر من ذلك فهو صادر عن الشعراء أصحاب الخيال والوهم والمثالية المفرطة، الحالمين بمملكة شبيهة بمدينة أفلاطون.
ومن هذا المنطلق جسدت هذه المسرحية صراعا بين عقليتين متناقضتين، الأولى تمثل السمو والترفع عن الدنايا، والرغبة الجامحة في مناصرة الضعفاء والدفاع عنهم، والوقوف في وجه الانحرافات وعوامل السقوط، والاستعداد للتضحية من أجل الأوطان والمقدسات، والصمود إلى آخر رمق وفاء للحق والمبدأ، وهي عقلية المثقف الواعي الراغب في الإصلاح والتغيير واستشراف المستقبل الواعد، وهي بالتحديد "عقلية الشعراء الحالمين الواهمين". ويمثل هذا الموقف في المسرحية "دحية" إلى جانب زوجه "هيلانة:
ـ دحية: لن أدخل إلا مملكة الشعراء
راكضا فوق نسيج القصيد
والقوافي موال وزغاريد
ـ هيلانة: لن ندخل إلا مملكة الشعراء وجراحنا قناديل وأضواء. (36)
ومن المسلم به فإن هذه العقلية ستواجَه بعقلية أخرى هي عقلية السلطان وسدنته المتعودين على الكذب والمراوغة، الذين سيدخلون في صراعات لا متناهية مع الفريق الأول بدعوى الأكثرية، وحماية الحكم والوزارة، والحفاظ على الأمن والسلام والمصالح. و"الأعجر" و"الأبتر" هما بطلا هذه العقلية:
ـ الأبتر: ما أعتقد أن منتفخ البطن تام الرجولة.
ـ الأعجر: وهل الأبتر الذي لا عقب له، العاجز عن الإنجاب، رجل؟
ـ الأبتر: ما أسميت بالأبتر لذلك، وإنما لأني كالحية التي لا يراها أحد إلا فرمنها، ولا تبصرها حامل إلا أسقطت.
ـ الأعجر: ها أنت تعرف! سميت بالأبتر تشبها بالحية لأن الأبتر من الحيات... (28)
ودائما فيما يعلق بجانب الشعر في هذه المسرحية، فإنها كتبت بأسلوب شاعري توخى التحليق في الخيال، والإكثار من الرموز، والاتكاء على لغة إيحائية تجريدية تستنطق المعلوم وتخترق المجهول والمستور، مع توظيف الخصائص الفنية للشعر من محسنات واقتباس وتضمين ومجاز ورمز، واعتماد على جرس موسيقي قادم من عالم الشعر وتوظيفه في قالب مسرحي:
دحية: آه يا هيلانة! استنقع الوجه.
أنا الموشوم بهجمة العار.
أنا الواقع على امتداد الخزي.
ومواسم الألوان الباهتة!
كيف أقدر أن أراك تجارين مرابض الهوى.
وأنت رصيف وصدر ملطخ بالوحل؟
كيف أرى امتدادي وقد أضعت الولد؟
أين أنت أيها الموت؟ تعال التقطني!
فأنت اشتهائي وخلاصي. (21)

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف