مجمع اللغة العربية يحتفل ف بعيده الـ 75
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة من سعد القرش: حذر لغويون ومسؤولون عرب يوم السبت بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة من تعرض اللغة العربية لما اعتبروه عدوانا و"حملات شرسة" تتمثل في التأثير السلبي للعولمة وفرض خطاب لغوي مختلف. وقال رئيس مجمع اللغة العربية بمصر محمود حافظ في افتتاح احتفال يعقد بمناسبة مرور 75 عاما على انشاء المجمع الذي يوصف بأنه (مجمع الخالدين) ان هناك متربصين باللغة العربية التي "تتعرض في السنوات الاخيرة لهجمة من أعدائها مما يتطلب منا وقفة صارمة للتصدي لهذا العدوان."
وحث عمرو موسى الامين العام للجامعة الدول العربية في كلمة ألقيت في الافتتاح على وضع اليات عربية لتفادي "التأثير السلبي للعولمة المتمثل في غزو الثقافات" مشيرا الى أن بعض الدوائر التي لم يسمها "تشن حملات شرسة معادية للعروبة والاسلام... وتهدف الى الاساءة للعروبة والاسلام... والمساس بالأمن القومي العربي."
وأضاف أن اللغة العربية تتسم بالمرونة التي "لا مجال للتشكيك فيها" والتي تمكنها من الانفتاح على الاخر والتفاعل مع الحضارات والثقافات.
ويناقش احتفال (مجمع اللغة العربية في عيده الماسي 1932-2007) على مدى ثلاثة أيام قضايا منها (اللغة العربية وتحديات العصر) و(مستقبل اللغة العربية في عالم متغير) و(اللغة العربية والثقافات الانسانية المعاصرة) و(دور اللغة في بناء الحضارة الانسانية) و(علاقة اللغة العربية بالعولمة) و(تعليم اللغة العربية في الجامعات الاوروبية)
ومن المشاركين في الاحتفال الاسباني فيديريكو كورينتي والروماني نيقولا دوبريشان والتركي أكمل الدين احسان أوغلو الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي وهو عضو مراسل بمجمع اللغة بالقاهرة والمصريان كمال بشر ومحمد عبد الحليم أستاذ الدراسات العربية في جامعة لندن والمغربي عبد الهادي التازي والسوري محمود السيد والاردني ناصر الدين الاسد.
ويعني المجمع الذي أنشئ عام 1932 بالمحافظة على سلامة اللغة العربية وجعلها ملائمة لحاجات الحياة المتطورة وتفي بمطالب العلوم والاداب والفنون والنظر فى أصول اللغة وأساليبها لاختيار ما يوسع ضوابطها ويبسط تعليمها ودراسة المصطلحات العلمية والادبية والفنية والحضارية وبحث تطوير اللغة العربية والعمل على نشرها من خلال عمل المعاجم اللغوية ووضع المصطلحات العلمية واللغوية وتحقيق التراث العربي. وكرم في حفل الافتتاح اسما الرئيسين السابقين للمجمع ابراهيم بيومي مدكور وشوقي ضيف.
وأصدرت هيئة البريد المصرية طابع بريد تذكاريا يبدأ تداوله يوم السبت ويحمل شعارا أشبه بقبة يتوسطها حرف الضاد رمز اللغة العربية وكتب في الاسفل (العيد الماسي لمجمع اللغة العربية).
واستعرض نائب رئيس المجمع كمال بشر في الجلسة الاولى حال اللغة العربية قبل انشاء المجمع قائلا انه مع اختلاط الثقافات وتداخل اللغات لأسباب سياسية واجتماعية واقتصادية أصاب اللغة العربية "شيء من الضعف والوهن ومسها شيء من الهوان. ظهر ذلك كله في ندرة التعامل بها وسيطرة العاميات بلهجاتها على السوق اللغوية في مختلف الاقطار العربية" وكان هذا سببا في التفكير في انشاء منتدى لغوي بالقاهرة عام 1892 ثم تلاه انشاء مجمع لغوي أهلي بدار الكتب المصرية عام 1916.
وأضاف في كلمة شاملة عنوانها (مجمع اللغة العربية في خمسة وسبعين عاما) أن لضعف التعامل باللغة العربية أسبابا منها الثقافة "عشوائية البناء والطلاء" التي قال انها تضم رطانات متنافرة ومتباعدة.
ونفى أن يكون المجمع وهو كيان خافت الصوت مسؤولا عن "هذه الفوضى اللغوية" وقال بشر وهو أستاذ بارز متخصص في علوم اللغة بجامعة القاهرة ان المجمع "يقود ويرشد" ويقدم انتاجا لكنه لم يحظ بالسياق الثقافي الذي يحتضنه أو يسعى للاستفادة من انجازاته اللغوية. وتساءل.. "كيف ومتى نضمن الاستجابة لجهود المجمع وتنفيذ قراراته.. ليست لنا سلطة تنفيذية." وقال الامين العام للمجمع الشاعر فاروق شوشة ان المجمع سيتقدم في الفترة القادمة الى مجلس الشعب بمشروع قانون يسمح للمجمع بأن يكون "قوة تنفيذية" تمنح قراراته التي تستهدف حماية اللغة العربية سلطة القانون. (رويترز)