أخبار الأدب والفن

ترجمة عربية لشعر اليهودي اريش فريد المضاد لإسرائيل

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

القاهرةمن سعد القرش: مع تصاعد غضب شعبي ورسمي في مصر بعد بث فيلم تسجيلي اسرائيلي عن قتل 250 أسيرا مصريا عام 1967 تأتي قصائد لشاعر يهودي يساوي فيها بين النازية والصهيونية قائلا ان اليهود الذين عانوا من المحرقة يتماهون الان مع الجلاد ويمارسون الابادة بحق ضحايا جدد. ولا يفرق الشاعر الالماني اريش فريد بين ظلم واخر معتبرا اسرائيل مثل الذين أبادوا الهنود الحمر وأن "عنصرية الصهاينة تظل هي العنصرية". وأحدث الفيلم التسجيلي الاسرائيلي ردود فعل غاضبة حيث سجل قيام وحدة من الجيش الاسرائيلي قادها بنيامين بن اليعازر الذي يشغل حاليا منصب وزير البنية التحتية بقتل 250 أسيرا مصريا خلال الحرب في شبه جزيرة سيناء بدلا من اقتيادهم الى معسكرات أسرى الحرب. وقال بن اليعازر ان من قتلوا كانوا فلسطينيين شاركوا في القتال في صفوف الجيش المصري وقتلوا في المعارك لكن المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد قال "ان اسرائيل ارتكبت جرائم حرب ضد أسرى مصريين في حرب يونيو حزيران عام 1967."
وحمل ديوان فريد عنوان (أشعار ضد اسرائيل) وصدر هذا الاسبوع عن مكتبة مدبولي بالقاهرة ويقع في 109 صفحات متوسطة القطع مزودة برسوم للفنان التشكيلي محمود الهندي أما الترجمة الى العربية فهي للشاعر المصري يسري خميس الذي ترجم العام الماضي لفريد أيضا ديوانا عنوانه (... وفيتنام و...).
وقال خميس ان فريد (1921-1988) الذي ولد بالنمسا اضطر للهجرة الى بريطانيا "بعد الغزو النازي واضطهاد أسرته اليهودية وقتل أبيه على يد الجستابو (الجهاز السري للنظام النازي). ومنذ عام 1946 عاش ككاتب حر في لندن" وشارك في العمل السياسي من خلال محاضرات ومظاهرات مناهضة للغزو الامريكي لفيتنام كما طالب "بمحاكمة ليندون جونسون رئيس الولايات المتحدة الامريكية (الاسبق) كمجرم حرب في فيتنام."
وفي ديوانه يكتب فريد تحت عنوان (قصائد جافة) بتكثيف شديد عن مذابح تعرض لها فلسطينيون ويشبهها بالمحرقة التي راح ضحيتها يهود في عهد النازي. ويبدأ الشاعر بمذبحة-قصيدة (دير ياسين) قائلا ان تلك القرية شهدت مذبحة عام 1948 راح ضحيتها 350 فلسطينيا وان بلغ الضحايا في التصريحات الاسرائيلية 254 فردا "أغلبهم من الاطفال والنساء والعجائز... ترى أين ستكون دير ياسين في ذاكرتي..-سوف تكون هناك حيث جويرنيكا-وحيث معتقل وارسو... عندما أرى صورة الشباب اليهودي-وهم يلوحون دون جدوى-على أسوار معتقل وارسو-تتأذى عيناي-لكنني لم أر صورا لأطفال دير ياسين. لا أدري هل سمح الجنود الاسرائيليون بتصوير ما حدث-أم هم أطفال من نوع اخر..."
وتمضي القصيدة مستعرضة مذابح أخرى وقعت احداها في أكتوبر تشرين الاول 1953 في قرية قبية على يد الفرقة 101 من الجيش الاسرائيلي وهي لا ترتدي الزي العسكري وقاد العملية رئيس الوزراء السابق ارييل شارون حيث "نسفت القرية بأكملها نساء وأطفالا ورجالا".
وفي القصيدة نفسها وتحت عنوان (يهودي ضد الفاشية) كتب فريد أنه "بالنسبة لي كيهودي أجد صعوبة كبيرة في أن أقارن بين اليهود والنازيين" مضيفا أن اطلاق صفة المجرمين على (الفدائيين رجال المقاومةالفلسطينية) تذكره بماض مشابه وقال إنه "حتى اليهود الذين قاوموا في معتقلات وارسو كانوا يسمون مجرمين." ويتوقف أمام هجوم فلسطينيين على رياضيين اسرائيليين في ميونيخ بادئا قصيدة (منذ أحداث ميونيخ) بالقول "المفزع أنهم لا يحسون بالفزع-أولئك المطرودون الذين نجوا من أفران الغاز-يتكاتفون سويا لطرد الاخرين الذين لا ذنب لهم في طردهم... انهم يطلبون المساعدة من أولئك الذين طردوهم بالامس-دليلا على تغير موقفهم يطلبون المال والسلاح-لتحقيق هدفهم المقدس-في طرد الاخرين."
وانتقمت اسرائيل لمقتل 11 من رياضييها خلال مشاركتهم في دورة ميونيخ الاولمبية عام 1972 على أيدي نشطين فلسطينيين حيث لاحق جهاز المخابرات الاسرائيلي (الموساد) عددا من أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية وتقول احدى الروايات ان العدد النهائي للقتلى بلغ 18 فلسطينييا. ويبدأ قصيدة عنوانها (عن حرب الايام الستة 1967) قائلا..
"اسمعي يا اسرائيل-ليس كغريب أتكلم أو كعدو معبأ ضدكم بالكراهية-لكنني أتكلم كواحد منكم يعرف نهاية الطرق الخاطئة المضللة... انكم تريدون نفس الذي كان يريده هتلر-أن تكونوا شرطة نظام هذا العالم... لقد راقبتم جلاديكم-وتعلمتم منهم الحرب الخاطفة-وبشاعات أخرى عديدة. ما تعلمتموه تمارسونه الان-أنتم أبناء عصر الظلم الذي نشأتم في ظلاله."
وفي مقاطع أخرى من القصيدة نفسها يقول "بدلا من الكراهية الظالمة التي كانت تطاردكم-تحصدون اليوم كراهية مبررة... عندما كنتم مضطهدين-كنت واحدا منكم. كيف يمكنني أن أظل في نفس الموقع-وأنتم تضطهدون الاخرين..... لكن ظلمكم كان أفدح-لأنكم سلبتم منهم الارض-الارض التي هي ليست أرضكم... لقد فعلتم مثلما فعل اليانكي ذات يوم مع الهنود الحمر. عودوا عودوا-فالذين أعطوكم المال والسلاح-لن يظلوا هناك للابد-كي يقوموا بحمايتكم. عودوا عودوا-فالذين يعطونكم المال والسلاح-يستخدمونكم كأجراء مرتزقة ضد المستقبل-ضد أحلام الفقراء-ضد الشعوب".
ويشدد في نهاية القصيدة على أن قادة اسرائيل تماهوا مع جلاديهم وأصبحوا "أنفسهم جلادين". وفي قصيدة عنوانها (بعد المعاهدة بين السادات والصهاينة) يصف رئيس الوزراء الاسرائيلي انذاك مناحيم بيجن بأنه "القاتل السفاح" ويضيف معلقا على معاهدة السلام التي وقعت عام 1979 وما بعدها قائلا..
"السلام الذي هو ليس بسلام-منحه مانح السلام-الذي ليس هو بمانح سلام. بين ارث عبد الناصر-الذي ليس بإرثه. وديمقراطية ليست بديمقراطية. من أجل صالح المصريين-الذي هو ليس في صالح المصريين. ولصالح اليهود-الذي هو ليس في صالح اليهود. سيأتي بالصلح-الذي هو ليس بالصلح. ويعد بمستقبل-الذي هو ليس بمستقبل. ويوقظ أملا-الذي هو ليس بأمل. في دولة فلسطين-التي هي ليست دولة فلسطين. الظلم يظل هو الظلم. عنصرية الصهاينة تظل هي العنصرية".
وأصدرت الجمعية العامة للامم المتحدة عام 1975 قرارا باعتبار الصهيونية حركة عنصرية. لكنها ألغت القرار السابق في التسعينيات بضغوط أمريكية. ثم دعا مؤتمر دربان بجنوب افريقيا في سبتمبر أيلول 2001 الى اعادة تجديد قرار الامم المتحدة الداعي لاعتبار الصهيونية حركة عنصرية. في قصيدة (بعد مجزرة صابرا وشاتيلا) يكتب عن المجزرة التي وقعت عام 1982 قائلا.. "من الضروري أن نتخلص من النفايات-التي تملا قلوب وعقول الناس بأوروبا وأمريكا-مثلما تخلصوا من نفايات وبقايا جثث النساء والاطفال والعجائز-من اللاجئين الفلسطينيين-بمخيمي صابرا وشاتيلا في بيروت. كانت الفصائل العسكرية الاسرائيلية تشارك يدا بيد-كما أكدت التصريحات الاسرائيلية حرفيا-مع الكتائب المسيحية اللبنانية مع ميليشيات حداد المسيحية التي جاءت من الجنوب-وهم يضعون على صدورهم شجرة الارز-لمساعدة شارون."
ويضيف في القصيدة نفسها "لا يمكن التأكد من الذي حفر القبور-لكن المؤكد هو أن تلك الفصائل المسيحية قد قامت اسرائيل بتسليحها وتدريبها ودفع مرتباتها-وقد أحضرها شارون معه أثناء احتلاله لبيروت للقيام بهذه المجزرة. هؤلاء كانوا المسيحيين الحقيقيين الذين تكلم عنهم مناحيم بيجن-عندما عاتب البابا لانه استقبل ياسر عرفات. وتساءل بيجن.. ألا يعلم البابا أن فلسطينييه يقتلون أيضا المسيحيين... "وبمنطق بيجن هذا-لا يجوز قتل هتلر ولا رجاله القتلة-ولا بافيليتش ورجاله من منظمة أوستاشي العنصرية بكرواتيا-الذين كانوا يقلعون عيون ضحاياهم قبل قتلهم-ثم يقومون بتعميدهم مسيحيا-ويلقون بهم في الهاوية-فقد كانوا هم أيضا مسيحيين مخلصين."
وتحت عنوان (اللاحقون) يقول..
"لان المسيحيين الفاشيين قد قاموا بقتل اليهود في أوروبا-أيام النازي هتلر. يقوم الصهيونيون اليوم في لبنان بتسليح الكتائب. المسيحيون الفاشيون-تماما مثل قتلة اليهود انذاك. ولان الفاشيين القتلة قد قاموا باضطهاد اليهود وقتلهم-فعلى الفاشيين القتلة اليوم-اضطهاد الفلسطينيين وقتلهم. هم الذين لا ذنب لهم في قتل يهود أوروبا. (رويترز)


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف