محمود درويش يبكي ايام عز المقاومة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت من ليلى بسام: الحنين والموت والمرأة والحب والارض والمنفى ودائما فلسطين مفردات حضرت في امسية الشاعر الفلسطيني محمود درويش في بيروت ضمن فعاليات معرض الكتاب العربي والدولي. وتردد صوت درويش في قاعة البيال في بيروت مساء الجمعة صارخا "يا فلسطين يا اسم التراب واسم السماء ستنتصرين" في أمسية شعرية
ويعيش لبنان اسوأ ازمة سياسية منذ انتهاء الحرب شرذمت اللبنانيين الى مؤيد للحكومة المدعومة من الغرب ومعارض لها وأدت الى عنف طائفي ومذهبي تسبب بسقوط عشرة قتلى منذ ديسمبر كانون الاول الماضي. وقال درويش لرويترز انه أحس "بالحزن في عيون الناس ويوجد خوف من المجهول ارجو ان يتحول هذا الخوف والحزن الى طاقة لاعادة بناء الوحدة الوطنية على أسس ثابتة وصوغ الهوية اللبنانية بشكل يضمن لكل اللبنانيين حقوقهم والمساواة في حقوقهم". وقال ردا على سؤال حول نظرته للواقع العربي قائلا "مثل الزفت" لكنه اضاف "علي ان اخترع الامل حتى لو كنت محبطا واجبي ان اخترع الامل من خلال استخراج جماليات الحياة اذا كان ذلك ممكنا ولكن علينا ان نصاب بهذا الداء داء الأمل."
وخاطب درويش الجمهور اللبناني قائلا "احبكم احبكم احبكم. جمهور رائع ومحب وانا احبه استمد طاقة شعرية من خلال هذه العلاقة بيني وبين قراء الشعر في بيروت."
وارتأى أن يخفف من وطأة الشعر والايقاعات وبعض القوافي في بداية الامسية فقرأ نصا نثريا يحمل عنوان "الحنين " من كتابه الاخير "في حضرة الغياب". ووصف الحنين بانه "مسامرة الغائب للغائب والتفات البعيد الى البعيد. الحنين عطش النبع الى حاملات الجرار والعكس ايضا صحيح... الحنين هو صوت الريح... الحنين أنين البيوت المدفونة تحت المستعمرات يورثه الغائب للغائب والحاضر للغائب مع قطرة الحليب الاولى في المنافي والمخيمات". كما قرأ قصائد من ديوانه "كزهر اللوز او ابعد" حيث تفاعل الحضور تصفيقا مع قصيدة تقول:
وانت تعد فطورك فكر بغيرك
لا تنس قوت الحمام
وانت تخوض حروبك فكر بغيرك
لا تنس من يطلبون السلام
وانت تسدد فاتورة الماء فكر بغيرك
من يرضعون الغمام
وانت تعود الى البيت بيتك فكر بغيرك
لا تنس شعب الخيام
وانت تنام وتحصي الكواكب فكر بغيرك
ثمة من لم يجد حيزا للمنام
وانت تحرر نفسك بالاستعارات فكر بغيرك
من فقدوا حقهم في الكلام
وانت تفكر في الاخرين البعيدين فكر بنفسك
قل.. ليتني شمعة في الظلام
وخاطب الحياة قائلا
"سيري ببطء يا حياة
لكي اراك بكامل النقصان حولي
كم نسيتك في خضمك باحثا عني وعنك
وكلما ادركت سرا منك
قلت بقسوة ما أجهلك
قل للغياب نقصتني وانا حضرت لاكملك".
ووسط تصفيق الحضور في القاعة التي وقف فيها العشرات يتابعون الامسية استعاد درويش حنينه الى بيته في فلسطين قائلا:
"للعدو الذي يشرب الشاي في كوخنا فرس في الدخان
وبنت لها حاجبان كثيفان
عينان بنيتان
وشعر طويل كليل الاغاني على الكتفين
وصورتها لا تفارقه كلّما جاءنا يطلب الشاي
لكنّه لا يحدثنا عن مشاغلها في المساء
وعن فرس تركته الاغاني على قمة التل".
أضاف:
"سلم على بيتنا يا غريب
فناجين قهوتنا لا تزال على حالها
هل تشم اصابعنا فوقها؟
هل تقول لبنتك ذات الجديلة والحاجبين الكثيفين
إن لها صاحبا غائبا
يتمنى زيارتها لا لشيء
ولكن ليدخل مرآتها ويرى سره
كيف كانت تتابع من بعده عمره بدلا منه
سلم عليها اذا اتسع الوقت".
وتابع الجمهور بشغف علاقة درويش مع الموت في قصيدة "بقية حياة" التي يقول فيها:
"اذا قيل لي..
ستموت هنا في المساء فماذا ستفعل في ما تبقى من الوقت
انظر في ساعة اليد اشرب كأس عصير وأَقضم تفاحة
وأطل التأمل في نملة وجدت رزقها
ليختم القصيدة قائلا "امشط شعري وارمي القصيدة.
هذي القصيدة في سلة المهملات
وألبس أحدث قمصان ايطاليا
واشيع نفسي بحاشية من كمنجات اسبانيا
ثم أمشي الى المقبرة."