سراج الدين يعلن عن مشروع لإنشاء مكتبة رقمية للنقوش
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الإسكندرية من محمد الحمامصي: شهدت مكتبة الإسكندرية قبل ايام، افتتاح المنتدى الدولي الثالث للنقوش والخطوط والكتابات في العالم عبر العصور، والذي يزامن مع الاحتفال بيوم الكتاب العالمي، وقد افتتحه الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، حيث ألقي أشار فيها إلي حرص مكتبة الإسكندرية -منذ تولي مسئوليتها- علي أن تحتضن يومًا بعد يوم المزيد من الفعاليات الثقافية والعلمية، تأكيدًا علي أهمية الكتابة في حياة البشر، إذ أدت إلي نقل الإنسان من عصور ما قبل الكتابة، إلي حقب جديدة دون فيها الإنسان
وقال:يأتي المنتدي هذا العام، ومكتبة الإسكندرية علي وشك إكمال عامها الخامس، حاولنا خلالها إثراء الساحة الثقافية والعلمية في مصر والوطن العربي وحوض البحر المتوسط، بالعديد من الأعمال والمؤلفات التي تخدم العلوم الإنسانية وتساهم في تقدم مجتمعاتنا.
وأضاف: إننا في مكتبة الإسكندرية نحرص علي تأكيد روح المبادرة العلمية، لذا فإننا نشجع الشباب بصورة خاصة علي مشاركتنا في كافة مشاريعنا ومؤتمراتنا العلمية، وفي هذا السياق فإن مسئولية مركز الخطوط تقع علي عاتق ثلة مختارة منهم حرصنا علي انتقائهم بعناية شديدة جلهم دون الثلاثين، كما فتحنا باب المشاركة في سلسلة دراسات وهي سلسلة علمية محكمة تنشر الكتب المتعلقة بالنقوش والخطوط والكتابات لشباب الباحثين المصريين والعرب، والتي تتأهب الآن للقيام بنشر مجموعة من الدراسات حول تسجيل الكتابات الأثرية في مدينة الإسكندرية، وجنوب مصر، والنقوش اليمنية القديمة، والمخربشات في منطقة غرب أفريقيا.
وقد أكد د. سراج الدين أن نجاح مركز الخطوط كان في تخطي العديد من الحواجز الصعبة، ليكون في مقدمة المراكز البحثية الدولية في مجال تخصصه، وعامًا بعد عام تزداد شراكاته، وكان آخرها مع المتحف البريطاني.
وأنه لمن دواعي سروري أن أؤكد لكم أن مشروع المركز الطموح لإنشاء مكتبة رقمية للنقوش تخدم الباحثين في هذا المجال قد قطع مراحله الأولي الآن، فقد أصبح لدينا ما يزيد علي ألفي، نقش تخضع حاليا للمراجعة والتمحيص، ونأمل بحلول شهر أكتوبر 2007 أن نطلق المكتبة الرقمية للنقوش لتضم 5 آلاف نقش في مرحلتها الأولي، اتبع في تسجيلها احدث الوسائل العلمية المتاحة، فقد أتحنا للباحث وصف تفصيلي ولوحات توضيحية وأفلام تسجيلية تجعل من مهمته في استخلاص النتائج من النقوش سهلة وميسورة.
وأعلن عن مولد مشروع إعداد قاموس المخصصات في اللغة المصرية القديمة بإشراف علمي من الدكتورة علا العجيزي ومتابعة فنية من الدكتور لؤي سعيد، ليكون أول قاموس تصدره مؤسسة مصرية متخصص في لغة أجدادنا من قدماء المصريين، يشاركهما في هذا المشروع باحثين من جامعات القاهرة وعين شمس والمنوفية والإسكندرية.
وقال:ولقد جاء صدور العدد الأول من حولية أبجديات كأول دورية علمية تصدر من مكتبة الإسكندرية ليلقي ترحيبًا دوليًا، فقد حرصنا علي التأني قبل إصدارها وعلي تحكيم كل أبحاثها داخل مصر وخارجها، ولم نتوانى عن الاستعانة بأبرز المتخصصين لأخذ آرائهم وخبراتهم في هذا المجال، ونحن الآن نستعد لإصدار العدد الثاني منها.ولم يتوقف دورنا عند هذا الحد فلدينا برامج تعليمية وتعريفية باللغة المصرية القديمة، وبرامج تدريبية لتعلم جماليات الخط العربي، للأطفال والشباب والراغبين في المعرفة.
وقد صرح بأن الفترة القادمة ستشهد ثلاثة معارض ينظمها مركز الخطوط؛ الأول للبرديات القبطية، ويركز علي ثلاث برديات نادرة من المتحف القبطي تنشر لأول مرة. كما يستضيف نوادر من لوحات الخط العربي من متحف الفنون الإسلامية في ماليزيا، وينتهي المركز خلال العام 2007 من مرحلة الإعداد لمعرض رحلة الكتابة في مصر من عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الرقمي، الذي استغرق الإعداد له إلي الآن أربع سنوات.
كما أعرب عن امتنانه للشراكة المتميزة التي تجمع حاليا بين مكتبة الإسكندرية والمجلس الأعلى للآثار، والتي بدأت بمشروع تسجيل الكتابات الأثرية في الإسكندرية، انتهت مرحلته الأولي بتسجيل شواهد قبور جبانة المرسي أبو العباس، والتي سيصدر كتالوجها خلال الشهر القادم. وأعلن أنه يجري حاليا الإعداد لإصدار باقي سلسلة تسجيل هذه النقوش، وهو ما يؤكد دور مركز الخطوط في التعاون مع المؤسسات الوطنية، وتقدم بالشكر الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الذي لم يتواني عن تقديم العون للمركز في كافة مشاريعه.
وممثلا عن المجلس الأعلى للآثار ونائبا عن الدكتور زاهي حواس تحدث د. صبري عبد العزيز، قائلا إنه ومع احتفال مكتبة الإسكندرية بالعام الخامس، بدأت أهداف مركز الخطوط تؤتي ثمارها.. من فرق بحثية علي اعلي مستوي تدريبي وتقني.. ومجلة علمية تحمل اسم "أبجديات" تنفرد بتخصصها في المجال العلمي..
وأوكدا أن العلاقة بين مكتبة الإسكندرية والمجلس الأعلى للآثار.. إنما هي علاقة وطيدة.. بدأت منذ بدأ التفكير في إنشاء هذا الصرح الثقافي العملاق.. وتبلور عندما بدأت المكتبة تمارس أنشطتها الثقافية.. وذلك من خلال كل من متحف الآثار ومركز الخطوط في المكتبة.. والذي يقوم عليه مجموعة من أبناء المجلس الأعلى للآثار الذين كانوا همزة الوصل بين المكتبة والمجلس..
ففي مجال التعاون المتحفي، يعد متحف الآثار في مكتبة الإسكندرية نموذج رائد لأحدث نظم العرض المتحفي في مصر والشرق الأوسط يقوم عليه نخبة من أبناء المجلس الذين يأخذون علي عاتقهم النهوض بالإمكانيات المتحفية.. ويضم مجموعة مختارة من نتائج الحفريات التي قامت بإجرائها بعثات المجلس الأعلى للآثار في موقع المكتبة..
أما علي صعيد التعاون بين المكتبة والمجلس الأعلى من خلال مركز الخطوط، فقد بدا منذ بداية إنشاء المركز الذي جاء عصريًا في كل شئ في النظم العملية المتبعة والخطط العلمية الطموحة.. التي تبلورت في مشروع التعاون بين المكتبة والمجلس الأعلى في تسجيل الكتابات الأثرية في مصر، ذلك المشروع الطموح الذي يهدف إلي المحافظة علي تراث الإنسان المصري المكتوب من نقوش وخطوط. الذي بدا أولي خطواته بتسجيل الكتابات الأثرية في مدينة الإسكندرية بالتعاون مع فريق من شباب الباحثين في المجلس، الذين استطاعوا في فترة قصيرة الوصول إلي نتائج سريعة مذهلة تمخضت عن إصدار كتالوجين مصوريين: الأول بعنوان روائع الخط العربي بجامع البوصيري والثاني يتناول مجموعة شواهد القبور المحفوظة في متحف الفنون الجميلة في الإسكندرية والتي تعد إضافة قوية في مجال الخطوط، كما تعد البداية الحقيقية للنشر المشترك بين مكتبة الإسكندرية والمجلس الأعلى للآثار..
لم يتوقف هذا التعاون عند هذا الحد فهناك فرق عمل مشكلة من باحثي مركز الخطوط والمجلس الأعلي للآثار تقوم حاليا بإجراء المسوح الأثرية والتسجيلات الرقمية للنقوش والخطوط، في العديد من المناطق وفي كافة التخصصات، في القاهرة حيث تقوم بتسجيل النقوش والكتابات علي العمائر الإسلامية، وفي أسوان والأقصر حيث يقومون بتسجيل النقوش علي جدران المعابد والمقابر، وفي سيناء حيث يقومون بتسجيل النقوش والمخربشات علي الصخور وفي الأودية، كما تقوم عدة فرق بتسجيل النقوش والكتابات في الصحراء الغربية في الواحات، وفي الصحراء الشرقية في جبال البحر الأحمر، وذلك في إطار المشروع القومي الذي تتبناه المكتبة من خلال إنشاء مكتبة رقمية للنقوش والكتابات، تعد موردًا بحثيًا يتيح صور وقراءات للنقوش بالصوت والصورة للباحثين بالعديد من اللغات.
تلي ذلك كلمة للدكتور خالد عزب، القائم بأعمال مدير مركز الخطوط، والتي عبر فيها عن بالغ سعادته ببدء الدورة الثالثة للمنتدى الدولي والتي يقوم عليها مجموعة من الشباب ممن هم دون الثلاثين، وقد أعلن عن فوز كتاب "تاريخ الكتابة "الصادر عن مركز الخطوط بجائزة الكويت للتقدم العلمي، وهي أول جائزة يحصل عليها المركز، والذي شارك في إعداده عددا كبيرا من الباحثين والجامعات المصرية. كما أشار إلي سعي مركز الخطوط لإصدار عددا من الكتب والدوريات العلمية التي من شأنها أن تفيد الباحثين في مجال الخطوط والنقوش.