ثقافات

كاتبة سورية تروى نشأتها في بلدة أمريكية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن من أندريا شلال عيسى:لم تكن نشأة مهجة كهف كمسلمة في وسط غرب الولايات المتحدة خلال السبعينيات تجربة سهلة بالنسبة لها بل كانت في كثير من الاحيان تجربة مروعة فحوادث التخريب والتحرشات اللفظية وحتى التهديد بالبنادق كانت تقع كثيرا لدرجة أنها باتت روتينية. وتقول كهف وهي شاعرة أمريكية من أصل سوري وباحثة كانت تعيش في ولاية انديانا حتى سن المراهقة "شعرت بأنني كنت أستنزف يوميا بسبب مثل هذه الاشياء." وتروى كيف أن مزارعا صوب بندقيته على عائلتها عند ناصية أحد الطرق عندما توقفت لشراء بعض الفاكهة. طلب والدها منها ومن اخوتها الاختباء في داخل السيارة وحاول الهرب لكنه اكتشف لسوء حظه أن السيارة لا تعمل.
وقالت "اضطررنا لان نخرج من السيارة ونلوذ بالفرار." وخلف هذا الحادث وغيره الكثير ندوبا في نفس كهف. أما الان فهو جزء من روايتها "الفتاة ذات الحجاب البرتقالي" والتي تعد سيرة شبه ذاتية لها والتي تتناول فيها أيضا نشأتها المريحة في مجتمع اسلامي ديني محافظ ومنغلق على نفسه.انها رواية عن نضوج امرأة أمريكية من أصل سوري تصارع كي تبني لنفسها شخصية فريدة بعد أن نشأت وسط مجموعة متنوعة من المسلمين في بلدة مسيحية وعدائية في كثير من الاحيان من بلدات ولاية انديانا. وصدرت حتى الآن طبعتان من الرواية التي نشرت الخريف الماضي ومن المقرر أن تصدر منها طبعة ثالثة. واستفادت الرواية على الارجح من الاهتمام المتزايد بالعرب والمسلمين الامريكيين منذ هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على الولايات المتحدة. ووفقا لمجلس العلاقات الامريكية الاسلامية فان ربع المسلمين في أمريكا الذين يتراوح عددهم بين ستة وسبعة ملايين هم من العرب وثلثهم من جنوب اسيا وثلثهم من الامريكيين الافارقة. أما الباقي فهم من المهاجرين الاوروبيين أو القوقاز الذين دخلوا في الدين الاسلامي. ويعيش في انديانا 280 ألف مسلم من نحو 6.3 مليون نسمة. وقالت كهف "كنا الاطفال العرب الوحيدين في البلدة.. الاطفال المسلمين الوحيدين" وتذكرت كيف كانت تلوح بيدها وهي تمر على منزل احدى مدرساتها السابقات لكن المرأة لم تلوح لها أبدا.
وتضيف "لم تكن تعتبرنا أشخاصا. كنا غير مهمين." وبدأت كهف كتابة الرواية كمجموعة فضفاضة من القصص لاطفالها عن السنوات التي عاشتها في بلينفيلد بولاية انديانا حيث مقر منظمة المجتمع الاسلامي في أمريكا الشمالية. وتقول هيذر هويت التي تدرس الادب في جامعة ولاية أريزونا ان رواية كهف ليست أول رواية يكتبها أمريكي مسلم لكنها من بين أول هذه الروايات التي تصل لقاعدة عريضة من القراء. وأضافت "الطريقة التي تصور بها تنوع الشخصية المسلمة الامريكية هي من أفضل مميزاتها" مشيرة الى أن كهف تتحدى الصورة النمطية في أذهان القراء بشأن المسلمين بالقدر ذاته الذي تتحدى الصورة النمطية عن الامريكيين في أذهان المسلمين.
فعلى سبيل المثال فان والدة البطلة وهي مسلمة ملتزمة تقيم علاقة صداقة قوية مع جارتها وهي من أتباع الطائفة المورمونية المسيحية لتكسر بذلك الصورة النمطية في ذهنها عن الامريكيين.
والمسلمون في الكتاب يشملون المهاجرين من الدول العربية والاسيوية الى جانب المسلمين من الافارقة المولودين في الولايات المتحدة والذين شعر كثير منهم أنهم مستبعدون من المناقشات التي دارت عن الاسلام في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول. وتقول باربرا أوستين وهي راهبة كاثوليكية ان رحلة البطلة لتحديد هويتها الشخصية والدينية ذكرتها برحلتها الروحية الخاصة. وقالت لرويترز "كان هناك توحد شخصي مع المرأة التي نشأت في بيئة دينية متشددة...لكنها عادت وسارت في هذا الطريق بنفسها." وشاركت أوستين في الاونة الاخيرة في حلقة نقاش بين الكاثوليك والمسلمين وعبرت عن أملها في أن تساهم كتب مثل رواية كهف في الترويج لفهم أفضل للاسلام في الولايات المتحدة. ونشرت كهف أيضا ديوانا يحمل عنوان "رسائل الكترونية من شهرزاد" وبحثا أكاديميا عن الطريقة التي تصور بها النساء المسلمات في الكتب الغربية. (رويترز)


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف