ثقافات

كتاب يرصد معاناة المهاجرات المغربيات بهولندا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

هولندا من زويريق فؤاد: صدر مؤخرا في هولندا كتاب بعنوان "بلد العمل و العسل" تناول الكتاب قضية مهمة لم يتم التطرق إليها سابقا - بقصد أو بغير قصد - من خلال حكايات وذكريات، بطلاتها نساء مغربيات بهولندا. وقد تطرق للتيارات الأولى للهجرة وإرهاصاتها،عبر قالب سردي يختزل معاناة المهاجرة المغربية انطلاقا من البعد التاريخي والسوسيوثقافي، وتأثرها وتأثيرها في البلد المستقبل .
يمكن القول إن الكتاب أعاد الاعتبار ولو جزئيا للنساء المهاجرات في هولندا إذ تناول العديد من القضايا الشائكة بطريقة غير مباشرة،تهم هذه الشريحة بالذات من المجتمع المغربي الهولندي، عبر سرد حكايات شخصية لثلة من النسوة المغربيات، إضافة إلى عرض آراء فتياتهن فيهن .
من أين جاءت الفكرة؟
صرحت مؤلفتا الكتاب حنينه أجاري Hanina Ajaraiو مرولين فان همسترMarjolijn van Heemstra،بأن جذور الفكرة ترجع إلى ما قبل السنتين. إذ كانتا مدعوتين لحفل زفاف مغربي ليس فيه إلا النساء. واسترعى انتباههما كيفية إقبال النساء و خاصة الجيل الأول من المهاجرات على استغلال كل دقيقة من هذا الزفاف في الرقص و اللهو. بخلاف ما يظهرنه خارجا، من التحفظ و الحشمة، مما دفع المؤلفتين للبحث عن سبب هذا التناقض السلوكي. و انتهتا إلى إصدار كتاب يعرف بالجانب الخفي للمهاجرة المغربية.
هل تم التغلب على مسألة الاندماج؟ هل تم الجمع بين ذاتية الغير و الذات الفردية ؟ هل تم التغلب على تناقضات الهجرة؟ نجد أجوبة هذه الأسئلة على لسان ستة نسوة مهاجرات شملهن البحث .
و على سبيل المثال نأخذ حكاية واحدة منهن.
حليمة الغزواني (1954) قدمت إلى هولندا في إطار التجمع العائلي. هاجر زوجها في السبعينات..خيرت حليمة بين بلدها الأصلي أو الالتحاق بزوجها. اختارت بلد الغربة مكرهة لتحافظ على أسرتها .من هنا تبدأ معاناة حليمة كزوجة و أم ...
بخلاف بعض الأمهات اللواتي بقين في البيوت بعيدا عن المجتمع الهولندي، حاولت حليمة بجميع الطرق و عبر جميع سبل الاندماج الكلي. فتعلمت اللغة الهولندية إلى حد الإتقان، و تعلمت فنون الطبخ الهولندي، و انخرطت في كثير من النوادي. واستطاعت أن تجمع بين تربية أبنائها في بلد بعيد كل البعد عن مبادئها المحافظة، و بين رعاية منزلها و زوجها من جهة أخرى. كما استطاعت أن تمارس عدة أنشطة في العديد من الجمعيات و النوادي، بصفتها فاعلة جمعوية. لكنها للأسف- و بعد سنين عدة- اصطدمت بالحقيقة المرة، كونها مهما بدلت لا يرى فيها المجتمع الهولندي إلا مهاجرة أجنبية...
s_zouirik@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف