مفكر كردي يدعو الى تحييد الفكر القومي العربي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
من ماهر سمعان: مفكر وكاتب كردي أصدر كتابا عن الديمقراطية الى استبدال الفكر القومي الذي طغى في العقود الماضية بتعددية سياسية لدرء خطر انقسام العالم العربي الى دويلات طائفية الذي يهدد العراق ولبنان. وقال حسن ظاظا في مقابلة لرويترز "الفكر القومي مدمر لشعوبنا المتنوعة قوميا ودينيا وفكريا وللاسف فان اغلب الانظمة العربية
ويتحدث الكتاب الذي يقع في 176 صفحة من القطع المتوسط عن نشوء الديمقراطية عند الاغريق والرومان الى انتصارها في اوروبا الشرقية ونماذج من الديمقراطية المباشرة المنتشرة في بلدان كسويسرا. ويبني ظاظا كتابه الذي صدر عن دار الرؤية في دمشق على مبدأ ان الديمقراطية هي أفضل ضمان لحقوق الاقليات التي تنتشر في اقاصي العالم العربي والتي بدأ بعضها بتأكيد هويته بعد الغزو الامريكي للعراق عام 2003 الذي اعطى زخما كبيرا للاقلية الكردية والتي تقدر بنحو 20 في المئة من عدد السكان.
ويوجد أكثر من مليون كردي في سوريا يطالب بعضهم بوثائق هوية حرموا منها في الستينات كما يطالبون بحقوق اكثر كالسماح بتدريس اللغة الكردية كجزء من المناهج العامة في المناطق الكردية.
وقال ظاظا الذي أسس مركزا للدفاع عن الحريات الصحفية في سوريا ان العالم العربي يمكن ان يحتذي باوروبا التي اعتنقت الديمقراطية بعد الدمار الذي الحقه بها الفكر الفاشي والنازي المبني على قومية متعصبة. وطالب ظاظا الذي يعمل على اصدار كتاب اخر عن الاحزاب والتنظيمات السياسية في العراق بأن تقوم الحكومات العربية بتغيير جذري للمناهج المبنية بشكل كبير على ترويج الفكر القومي دون التطرق لمساوئه. وقال ظاظا "في اوروبا بعد الحربين قاموا بنشر الثقافة الديمقراطية والمواطنة لتجاوز مجازر الحروب القومية التي دمرتهم وهددت استمرارهم."
وأضاف "على منهاج الديمقراطية ان يحل مكان الكتب القومية وفي المقابل على الانسان ان يكون لديه انتماء ولكن عليه ان يمتلك قبل ذلك ثقافة تساعده على التعايش واعطاء الاخرين حقوقهم ثم يحقق انتماءه." وقال ظاظا ان انتشار الثقافة الديمقراطية ذات الطابع العلماني يمكن ان يقلل من تأثير النزعة الاسلامية التي زادت قوة ونفوذا في الفترة الاخيرة في العالم العربي. وأضاف ظاظا "انتشار النزعة الاسلامية أتى نتيجة خواء الفكر القومي الخاطيء المسيطر وغياب الفكر الديمقراطي مما ادى الى افلاس الحركات السياسية وغياب المجتمعات المدنية بمفهومها الحقيقي."