«البحرين».. بعد تسع سنوات!!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فؤاد الهاشم
قضيت ثلاثة ايام جميلة - ومفيدة - في مملكة البحرين بدعوة من الزميل الديناميكي "ماضي الخميس" للمشاركة في انشطة وفعاليات "ملتقى قادة الاعلام العربي" والذي تم برعاية سامية من صاحب السمو الملكي الشيخ خليفة بن سلمان رئيس الوزراء، وحضره زملاء اعزاء لم ار بعضهم منذ حرب تحرير.. الكويت!!
***
.. آخر مرة كنت فيها في البحرين تحمل تاريخا مميزا وشهيرا سيظل محفورا في تاريخ العالم لمائة سنة اخرى، فقد وصلتها - قادما من الرياض - بتاريخ 2001/9/10، وغادرتها في اليوم التالي الحادي عشر من سبتمبر 2001، وبينما كنت جالسا في صالة الدرجة الاولى اقرأ صحيفة واتفرس في وجوه المسافرين من كل الالوان والاشكال - وهي عادة صحافية قديمة - ابتدأت محطة الـ (B.B.C) الانجليزية تبث لقطات - على الهواء مباشرة - لاحتراق البرج الاول في نيويورك، وبعده بـ "20 دقيقة"، اصطدمت الطائرة الثانية بالبرج الثاني و.. فتح "اسامة بن لادن" ابواب جهنم كلها على الاسلام والمسلمين!! البحرين - عام 2001 - تختلف تماما عن "بحرين 2009"، فقد ازدحمت شواطئها بالابراج العالية والفنادق الخلابة، كما ازداد الازدحام المروري فيها بشكل غير معقول، ليس في ساعات الذروة فقط، بل على مدار.. الساعة ايضا!!
***
.. الزميل "ماضي الخميس" معجون بالعمل الاعلامي عجنا، ولو انك القيته - بالبراشوت - فوق صحراء الربع الخالي وتركته هناك - وحيدا - لمدة شهر واحد فقط ثم عدت اليه، لوجدته قد انشأ قناة تلفزيونية ومجلة اسبوعية و"صالوناً اعلامياً"، وجهز لمؤتمر يضم كل الاعلاميين العرب.. خلال ثلاثين يوما فقط و.. بمفرده!!
***
.. الزميل "احمد الجارالله" - رئيس تحرير جريدة.. "السياسة" - ليس صحفيا مخضرما فقط، بل هو رجل اعمال ذكي جدا، وله استثمارات سياحية رائعة في مملكة البحرين - وغيرها من البلدان - وقد دعانا - نحن ضيوف الملتقى الاعلامي.. لتناول وليمة غداء لذيذة في منتجع "البندر" الكائن على مسافة نصف ساعة بالسيارة من وسط العاصمة البحرينية! شاليهات على البحر، ومراسي يخوت، وحدائق تسر الناظرين، وحمامات سباحة بمقاسات واشكال هندسية مختلفة، و.. هدوء عجيب يجعلني استطيع كتابة مائة مقال في اليوم الواحد وانا مبتسم و.. مقبل على الحياة!! الزميل "الجارالله" كان يسهر على راحتنا ويدور بين طاولات الطعام وكأنه "أم العروسة" السعيدة بوجود كل "بناتها" بجوارها، مع ان اشكال بعض الزملاء تدل على انعدام أي هرمون انثوي.. بداخلهم!! احد الزملاء سأل "بومشعل" عن سر شبابه الدائم فقال - ضاحكا - "لأنني اوقفت عداد.. الزمن"!!
***
.. خلال الايام الثلاثة التي تواجدت فيها في الغرفة رقم (441) بفندق "الخليج" الضخم، كان جرس الهاتف بداخلها لا يكف عن الرنين في اوقات مزعجة "السادسة صباحا" أو الثانية عشرة ليلا لأجد من يسألني.. "حضرتك الاستاذ محمود عبدالعزيز"؟! كنت ارد بالقول "النمرة غلط"، وعندما زاد الامر عن حده، صرت اقول للمتحدث.. "لأ.. انا.. حسين فهمي"!!
***
.. مملكة البحرين لم تعد مشهورة بالحلويات - فقط - بل.. للمضاد لها طعما وشكلا، واعني به.. "الاجار أو الطرشي"، وقد عثرت على محل يبيع هذا المنتج اللذيذ بكافة الاصناف حتى انني وجدت لديه "طرشي - بطاط"، وقد اشتريت منه تشكيلة "اجارات" تجعل اللعاب يسيل مدرارا حتى لشخص مثلي ازال "غدته".. اللعابية!
***
.. كان مسك الختام في ذلك اللقاء السريع، مصافحتي لصاحب السمو الملكي الشيخ خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الذي اسمعني كلمات ترحيب رقيقة ثم سألني.. "لماذا لا تأتون الينا.. باستمرار"؟! فقلت له: "ان قلوبنا ترتحل دائما الى المنامة حتى لو كانت اجسامنا موجودة في الكويت"! فكل الشكر للمملكة ملكا وحكومة وشعبا على هذه الاستضافة، والى اللقاء في الملتقى الاعلامي الثاني.. ان شاء الله!