خليج إيلاف

أزمة دبي وكارثة جدة ؟!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

راشد محمد الفوزان

المقارنة منطقية بين كارثة "سيول جدة" و "أزمة دبي" التي أجزم كثيرا أنها ستتجاوزها خلال سنة أو سنتين أو عشر, ومحمد بن راشد المكتوم أسس إمارة أصبحت منارة سياحية أسس من خلالها مطارا يستوعب ما لا يقل عن 120 مليون مسافر خلال 2020 ميلادية وميناء جبل علي, ولعل الجميع يتذكر ما حدث بمطاراتنا مع أمطار جدة وما حدث من عطل وإلغاء وتأخير رحلات وحالة إرباك هائلة بالمطارات, أزمة دبي الآن تحدث وهي قد أسست بنية أساسية هائلة أصبحت معها دبي الأكثر حراكا اقتصاديا واستقطاباً عالمياً وشهرة وصيتا لا يحجب بغربال, دبي تملك الآن بنية أساسية متطورة وحديثة وآخرها مترو دبي, لا يمكن أن أحصر ما تم بناؤه بدبي وقد يكون رجال الأعمال السعوديون أكثر من يعرفها, وكان هناك ثمن يدفع الآن وهو المديونية العالية والتي تحدثنا عنها كثيرا, ولكن هذا الأثر السلبي بعدم سداد المديونية "المؤقت" أسس أمارة متطورة وحديثة وجاذبة استثماريا, ولعل البعض من الغرب وصحافتها وحتى من بيننا "يتشفى" بما يحدث بدبي وهذا مقيت ومرفوض أن نلقي السهام والخناجر في ظهر دبي ومن يقودها, وحين نحلل وننتقد بعض السياسات الاقتصادية فهذا نتاج طبيعي لأي عمل, والجميل والمفرح أن هناك عملاً وإنجازاً يتحقق وبالتالي الأخطاء موجودة ولا تعتبر نقصاً بقدر ما هي تقويم لسياسة الإمارة الاقتصادية وإن كانت ذات حساسية عالية من النقد وحتى المتعاطفين معها, نقر أن دبي أسست بنية حديثة ومتطورة ومثيرة للإعجاب أوجدت بيئة استثمارية لا تتوفر لغيرها ولكن لها من السلبيات والأخطاء كأي عمل, ونجزم على مر السنوات القادمة أنها ستتجاوزها.

حين نقارن العمل الذي حدث بدبي من تغيير شامل وتطوير وبنية أساسية حديثة, فأنت لا ترى في دبي أزمات مياه ولا كهرباء ولا مقعد دراسي ولا نقل عام ولا مطار أو مقاعد سفر ولا أزمة عمالة لبنية تحتية ولا حاجة لوساطات من هنا وهناك وغيرها, لا تشاهد بدبي أزمة من أي نوع في الخدمات ومعرفتي بدبي قريبة جدا, ولكن حين ننظر ما لدينا وما حدث بأزمة جدة "والمطر" والكارثة التي حدثت, تتساءل من الذي في أزمة هل "دبي" أو "جدة"، في دبي لم يحدث وفيات تجاوزت 113 قتيلا حتى الآن ولا مفقودون لا يعرف عددهم من يقول 400 و من يقول 800 مفقود, أرواح ذهبت, مليارات أنفقت سابقا ولاحقا لمشاريع بجدة ولكن على الأرض لا شيء, وحين يتجاوزون الأخطاء كما يردد مع كل أمين لجدة وجدنا نفق طريق الملك عبدالله أصبح بحيرة ماء تناسب التماسيح للعيش بها, نحن الوحيدون في العالم الذي نقدر "وايتات" الشفط للمياه سواء للأمطار أو الصرف الصحي أو التزويد بالمياه, نصف شوارعنا تزدحم بهذه "الصهاريج" ويوميا, ومنذ ثلاثين سنة وأزمة جدة قائمة, وأزمة دبي لم تتجاوز سنتين لا أكثر, نحن نعاني أزمة حقيقية وفساداً مشاهداً أمام الجميع ما يحدث بجدة وغيرها من مشاريع حكومية لا تنفذ, فهل نتصور أن جدة ومنذ ثلاثين سنة وهي سنوات توفر المال والثروة لم يقم مشروع صرف صحي وتغذية مياه وتصريف سيول؟ لماذا لا نتعلم من دروس الآخرين حين يمرون بأزمات يتجاوزونها بأقل فترة زمنية ممكنة, ونحن نظل نشكل اللجان والدراسات وتعتمد الأموال ولكن على الأرض لا شيء, لا أرى أزمة دبي شيئاً يذكر كثيرا وهي قريبة جدا مقارنة بأزمة جدة وبقية مدن المملكة من قصور ونقص الخدمات منذ ثلاثة عقود ولا تزال, وتستمر الدراسات ويظل المسؤول بمنصبه مستمر ؟ّ!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا فض فوك
bintaher -

مقارنة راشد الفوزان لأزمتي دبي وجدة منطقية وعادلة وجاءت في وقتها. وأقول للكاتب بأنه يوجد عامل مشترك واحد وهو المسبب للأزمتين في دبي وجدة وهو الفساد الإداري فهنا لصوص وهناك لصوص ولكن الجميع ظرفاء، فالقيادات خولتهم وأمنتهم ولكنهم خانوا الأمانة.