معن الصانع.. طيار مقاتل هوى في عالم الأعمال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مضى أكثر من أسبوع على بداية المشكلة التي قد تقضي على ثروة معن الصانع. وبالنسبة للرجل الذي يعتبر واحدا من اقوى رجال الاعمال السعوديين، كان قرار البنك المركزي السعودي بتجميد حساباته الشخصية وانعدام السيولة لدى مجموعة السعد التي يقودها أمراً سيئا بما فيه الكفاية.لكن الامر لم يقف عند هذا الحد. فقد دفعت المشكلات التي يعاني منها الصانع البنوك العالمية الى اغلاق خطوط الائتمان في وجهه. وما جعل الامر اكثر سوءا تعميم وزعه البنك المركزي الاماراتي على البنوك يمكنها من تعويض انكشافها عليه او على احدى شركاته من خلال اصول متاحة، ويأمرها في الوقت نفسه بعدم "السماح بتقديم اي تسهيلات ائتمانية" له او لشركاته.
واثارت ورطة رجل الاعمال السعودي الذي يوصف بانه مفاوض صعب المراس صدمة للمستثمرين في الخليج وابعد.
وقال طوني بيدغلي وهو مؤسس شريك لمجموعة "بيركلي جروب" التي تقوم ببناء منازل في بريطانيا ويعتبر الصانع مستثمرا طويل الاجل فيها "من هذه الزاوية يبدو الامر حزينا. انها صدمة لاني دائما كنت اعتقد انه رجل متوازن وحذر".
التقى بيدغلي بالصانع اول مرة قبل 20 عاما. كان الصانع الذي يبلغ من العمر حاليا 54 عاما غير معروف كثيرا داخل وخارج المملكة. ولكنه وصل الى مكاتب بيركلي مع مجموعة من المحللين الانكليز، وتأكد من انهم راضون عن الادارة ثم اشترى حصة في الشركة البريطانية.
ومع مرور السنوات، زادت حصة الصانع في "بيركلي" الى نحو 29 في المئة بينما حلق بشخصيته محليا ودوليا، وخصوصا عندما اشترى حصة 3 في المئة من بنك "اتش اس بي سي" البريطاني قبل عامين.
لكن اليوم، يبدو ان الاجراء الذي اتخذه البنك المركزي السعودي ولم يعط تفسيرا له، استدعى سلسلة خطوات من اطراف اخرى ما بات يهدد امبراطوريته.
وتمثل هذه القضية احدث الفصول في حياة الرجل الذي ولد لعائلة سعودية عادية تعيش في الكويت. بدأ حياته المهنية كطيار مقاتل قبل ان يدخل عالم الاعمال ويبنى ثروة من مليارات الدولارات. وقد ورد اسمه هذا العام في لائحة اغنياء العالم في مجلة "فوربس" بثروة تقدر بسبعة مليارات دولار وتمتد امبراطوريته في اطراف مترامية من العالم.
الناس الذين يعرفون معن الصانع يردون صعوده الى علاقته بعائلة القصيبي التي تعتبر من اكبر عائلات التجار السعودية ومن اكثرها احتراما، ولكنها الان تواجه ايضا مشاكلها الخاصة.
الصانع لم يعمل فقط مع العائلة، لكنه ايضا تزوج ابنة احد مؤسسي مجموعة "احمد حمد القصيبي واخوانه".
وكما يبدو فان والد زوجة الصانع اخذه تحت جناحه ويعتقد انه ساعد ماليا مجموعة "السعد" التي تأسست في الثمانينات. وبعد وفاة والد زوجته في العام 2003، يعتقد ان الزوجة ورثت مبلغا كبيرا من المال مكن مجموعة "السعد" من تسريع توسعها.
وبحلول نهاية العام 2008، زادت اصول مجموعة "السعد" التي سماها معن الصانع على اسم ولده الذي قتل في حادث سيارة الى 30.6 مليار دولار، بحسب وكالات التصنيف العالمية.
ومع ذلك يقول مصرفي اقليمي ان الصانع الذي يهوى صيد السمك ويتخذ من المنطقة الشرقية في المملكة مقرا له يصنف كدخيل لانه "لا يأتي من فئة التجار ذوي الدم الازرق".
ويتذكر بيدغلي ان الصانع وقف الى جانبه في اوقات صعبة في الماضي وخصوصا حين انهار سوق العقارات البريطاني في التسعينات حيث وفر له الصانع تمويلا لمشروع مشترك. ويوضح "كان من السهل القول انه لم يتصرف بشكل مناسب، لكن من وجهة نظرنا وفي ضوء علاقة استمرت 20 عاما، حيث تمتعنا دائما بعلاقات طيبة، نرى انه رجل صعب المراس"
(عن "فايننشال تايمز")