خليج إيلاف

هل الجنادرية في يوبيلها الفضي ستكون أكثر اختلافًا وتميزًا؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عبدالله السمطي من الرياض: يحتفل المهرجان الوطني للتراث والثقافة ( الجنادرية )بيوبيله الفضي ، حيث تعقد دورته الخامسة والعشرين مطالع العام المقبل 2010. وقد اجتمعت لجنة المشورة الثقافية هذا الأسبوع برئاسة نائب رئيس الحرس الوطني لمساعد نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري، بمشاركة عدد من المفكرين والمثقفين والمبدعين وحضور مسؤولين بالحرس الوطني، وذلك في فندق ماريوت الرياض، من أجل تحديد ملامح الدورة القادمة للمهرجان الذي تقدم فيه أنشطة ثقافية وفنية وشعبية، فضلاً عن سباق الهجن، والأوبريت الذي يعرض يوم الافتتاح. فهل سيكون المهرجان القادم أكثر اختلافًا وتميزًا؟ لقد وقع المهرجان طوال الدورات الخمس الماضية على الأقل في نمطية لا مثيل لها، حيث خفتت أهمية القضايا الثقافية التي كان يطرحها بشكل متميز في سنينه الأولى، خاصة في عقد التسعينيات من القرن العشرين، الذي شهد ندوات عربية و عالمية من مثل: الإسلام والغرب، والإسلام والشرق، ومستقبل الثقافة العربية والتي شهدت حضور مفكرين كبار أمثال: صامويل هنتنجتون، وجيمس زغبي، ، وجيمس زغبي، وأنجمر كارلسون، وصامويل هنتنجتون، وجون اسبزيتو، وأمير طاهري، ود. علي حرب، و الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا . كما قل حضور الجمهور للندوات الثقافية والأمسيات الشعرية التي لم تحظ في السنوات الأخيرة بحضور شخصيات شعرية بارزة، بل نظم المهرجان أمسيات شعرية من شعراء الصف الثالث والرابع في العالم العربي. كان المهرجان في تسعينيات القرن العشرين يحتفي بحضور كبار المفكرين والأدباء والمثقفين والإعلاميين في العالم العربي، وفي السنوات الأخيرة تراجع حضور هذه الشخصيات التي أسهمت في إضفاء سمة عربية ودولية على المهرجان . وقد تعرض المهرجان لانتقادات إعلامية بسبب ضعف ما ينطوي عليه من ندوات وشخصيات لم تلق إقبالا كبيرا من الجمهور، وقد عقدت الدورة الرابعة والعشرين مواكبة لمعرض الكتاب بالرياض في مارس/آذار 2009 ، ولم يشهد تجاوبًا كبيرًا من الجمهور، باستثناء قرية الجنادرية التي تضم الكثير من الفنون الشعبية. وقد انطلق المهرجان الوطني للتراث والثقافة ( الجنادرية) في العام1984م ، وقد حمل مجموعة من الفاعليات التي ركزت على تراث المملكة، وعلى إقامة بعض المسابقات التي يتضمنها هذا التراث مثل سباق الهجن، الذي يعبر عن أحد الأنماط الموروثة في المملكة.كانت البدايات تتمثل في الاهتمام بالتراث، وسباق الهجن، ولكن توجيهات مسؤولي الحرس الوطني ، ولجنة المشورة الثقافية قضت بتوسيع أنشطة مهرجان الجنادرية لتشمل مجموعة من الندوات الثقافية، والمحاضرات، واللقاءات الحوارية بين المشاركين في هذه الندوات مما أحدث نوعًا من الحيوية في المهرجان، حيث شكلت لجنة ثقافية من أفضل النخب الثقافية في المملكة ومن الأكاديميين الذين سعوا إلى أن تناقش هذه الندوات في البداية المنتج الثقافي السعودي في الشعر والقصة والرواية، والطفل والإعلام، والبيئة،ودعوة عدد من المبدعين والكتاب والإعلاميين العرب للوقوف على عناصر هذا المنتج، وما ينطوي عليه من إبداعات متميزة. وقد تحول المهرجان عقب ذلك إلى مهرجان عالمي، ولا يقتصر فحسب على تقديم العناصر الوضيئة للثقافة السعودية والثقافة العربية بوجه عام. وهذه النقلة جسرت من العلاقات بين الثقافات المختلفة، وأعطت لمفهوم الحوار قدرًا من الاتساع والشمولية، حيث انتقل المهرجان ليناقش حوار الحضارات والثقافات الإنسانية، ليجدد العهد بالحوار، ومناقشة عناصر الثقافة العربية ومستقبلها. من أبرز الندوات الحوارية التي أطلقها مهرجان الجنادرية ندوة: "الإسلام والغرب: رؤية مستقبلية" والتي أقيمت في العام1996.في هذه الندوة الموسعة دار حوار فكري ثري ومتنوع بتنوع الضيوف الذين شاركوا فيه، وهم من كبار المفكرين العالميين من الشرق والغرب، وقد أقيمت الندوة على مدار أيام الفعاليات الثقافية في المهرجان، وناقشت جل ما يتعلق بموضوع الإسلام والغرب. كان من أبرز المشاركين الأمير تشارلز ولي عهد بريطاني، وجيمس زغبي، وأنجمر كارلسون، وصامويل هنتنجتون، وجون اسبزيتو، وأمير طاهري، ود. علي حرب، وصالح المانع، ومشاري النعيم، وصالح الخثلان، وعثمان الرواف، والشيخ محمد الغزالي، والكاتب نيلسون، ولطفي الخولي، وأحمد التويجري وغيرهم.كما عقدت ندوات متنوعة في لقاء :"الإسلام والشرق" ثم في محورين مهمين عقدا بعد ذلكوهما: مستقبل الثقافة العربية، وهذا هو الإسلام. وعقدت الندوة الحوارية الموسعة حول مستقبل الثقافة العربية خلال مهرجان الجنادرية في دورته الثالثة عشرة1997، وكانت هي محور هذه الدورة، وشارك فيها عدد كبير من النخب الفكرية والثقافية من السعودية والعالم العربي، ومن أبرز الأسماء التي شاركت في هذه الندوة الأساتذة والدكاترة: أحمد صدقي الدجاني، علي عقلة عرسان، أنور ماجد عشقي، فتحي يكن، محمد برادة، محيي الدين صابر، عبدالعزيز عثمان التويجري، نبيل شبيب، حسن الشافعي، محمد سيد طنطاوي ، صالح بن عبدالله بن حميد، مناع القطان، مصطفى الشكعة، إبراهيم جوب، منح الصلح، منصور الحازمي، سعيد حارب، على أومليل، عبدالله الطيب، ناصر الرشيد، فوزي منصور، عبدالله ولد بيه.وقد ناقشت هذه الندوة مجموعة من المواضيع هي: الحوار بين تيارات الثقافة العربية المعاصرة، الثقافة العربية والثقافات الأخرى، ظاهرة الغلو والتطرف في المجتمع المسلم، واقع الثقافة العربية بين الإيجابيات والسلبيات، الثقافة العربية والمستقبل. ومن المحاور المهمة التي تم عقدها خلال مهرجان الجنادرية محور:" هذا هو الإسلام" وقد عقد في الدورة الثامنة عشرة للمهرجان2003م ، وقد شارك فيه عدد كبير من العلماء والكتاب والمفكرين، منهم: الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، ود. إبراهيم أبو عباة، د. عبدالرحمن الشبيلي، و الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان، والدكتور محمد علي تسخيري، والدكتور إسحاق فرحان. ويشتمل مهرجان الجنادرية سوى هذه الندوات الرئيسية على عروض مسرحية ومعرض للكتاب، ومعرض للفن التشكيلي ، ومعرض للوثائق التاريخية وأمسيات شعرية بالإضافة إلى ذلك أشتمل المهرجان على مسابقة للأطفال وبعض الألعاب الشعبية وعرض للحرف اليدوية وشعر الرد. فضلا عن الرقصات الشعبية والندوات والمحاضرات وغيرها من النشاطات النسائية التي تعقد في الأيام الثلاثة الأخيرة من المهرجان. إن مهرجان الجنادرية الذي انطلق قبل 24 عامًا لم يعد وحده في الساحة السعودية، وإن كان من أكبر المهرجانات السعودية، نظرًا لضخامة ميزانيته التي تتجاوز 15 مليون ريال سنويًا، بل بدأت مهرجانات أخرى تستحوذ على اهتمام الجمهور السعودي تتمثل في سوق عكاظ، والمهرجانات الصيفية في الطائف وأبها وجدة، ومهرجانات مزايين الإبل، وهي مهرجانات تلقى حضورًا شعبيًا كثيفًا. فهل سيشمل مهرجان الجنادرية الخامس والعشرين أنشطة ثقافية أكثر تميزًا، وأكثر اهتمامًا بتقديم فعاليات ثقافية عربية ودولية بارزة؟.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف