فقيه: جدة لا تحتضر والصورة ليست قاتمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بدا أمين مدينة جدة المهندس عادل فقيه مطمئنا على مستقبل مدينته عروس البحر الأحمر، من مكتبه الأنيق المطل على البحر وهو يتحدث لـ "الوطن"، بعد الضجة التي أحدثها العرض المصور المقلق الذي قدمه مدير التخطيط سابقا في جدة والمطور العقاري حاليا المهندس زكي فارسي أمام النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز السبت الماضي في غرفة جدة التجارية ودعا فيه إلى " حملة وطنية لإنقاذ جدة ".
قال الأمين: إن الأرقام وبعض المعلومات التي استخدمها المهندس فارسي حصل عليها من الأمانة بتوجيه مني، ولكني أختلف معه في تحليله للمعلومات.
وأضاف أنه لو قدم عرضه هذا قبل سنوات لما اختلفت معه، ولكن الوضع اليوم أفضل بكثير، وغدا سيكون أفضل من اليوم.
أما سبب تفاؤل الأمين ـ الذي يدير ثاني أكبر مدينة في المملكة ـ فهو وعد حصل عليه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز بأن مدينة جدة "ستجد كل ما تحتاجه".
وجاء وعد خادم الحرمين بعد أن عرض عليه الأمين خطة تطوير جدة الإستراتيجية، مؤكدا أنه لا يزال يأمل في اعتماد مبلغ 7 مليارات ريال لعلاج مشاكل جدة الحادة التي ورد بعضها في عرض المهندس فارسي، مشيرا إلى أن كثيرا منها بدأ علاجه بالفعل، وأخرى سيبدأ العمل بها خلال الفترة القادمة.
وعبر في حديث مطول خص به "الوطن" سينشر في وقت لاحق عن ضيقه بتقديم صورة محبطة لأوضاع جدة. وقال: عندما يتم تقديم الصورة بشكل قاتم، ويقال إن جدة تحتضر وإنها في حالة حرمان كامل، فإن ذلك ظلما للواقع الجديد القائم، فهناك اهتمام رسمي من خادم الحرمين الشريفين شخصيا بتوفير احتياجات المدينة.
وشدد الأمين على أن الجهات المعنية في الحكومة بدأت بتنفيذ التوجيهات الملكية، وقدمت اعتمادات كبيرة ملموسة وحقيقية خلال السنتين الماضيتين لصالح مدينة جدة، ليس آخرها ما تم اعتماده في ميزانية هذا العام التي تفوق بنسبة 120 % ما رصد لميزانية جدة قبل نحو 4 سنوات فقط.
وقدم المهندس فقيه رؤيته كأمين محافظة جدة توضيحا للملابسات التي حدثت جراء ما عرضه المهندس الفارسي والصورة القاتمة التي خرج بها البعض عن واقع مدينة جدة وأنها تحتاج إلى هيئة وطنية لإنقاذها.
وقال: لابد من وضع النقاط على الحروف، على قاعدة أن "من لا يشكر الناس لا يشكر الله "، مؤكدا أن محافظة جدة تعيش الآن مرحلة تنموية جديدة تتطلب الصبر والعمل الجاد والاستفادة من الأساليب الإدارية والعملية الحديثة، وكذلك توفير الموارد المالية لها، لردم الفجوة والتراكمات التي استمرت نحو عشرين عاما مضت.
وعلق أمين جدة على العرض الذي قدمه المهندس زكي فارسي واقتراحه بتبني "خطة وطنية لإنقاذ مدينة جدة" لنقل مدينة جدة من الاحتضار إلى الافتخار بقوله: " لكي نكون موضوعيين وواقعيين ومهنيين أيضا، علينا أن ننظر للموضوع بصورة شاملة من منطلقين أساسيين، أولهما: الخطة الطموحة لتطوير مدينة جدة والتي هي مسؤوليتنا جميعا؛ وثانيهما: الحقائق على أرض الواقع".
أضاف قائلا: لعله من باب المصادفة أنني قد سئلت عن ذلك مساء اليوم التالي لاحتفاء أصحاب العمل ومجتمع جدة بصاحب السمو الملكي النائب الثاني الذي عقد بالغرفة التجارية بجدة، حين استضافتني صحيفة عكاظ لعرض مسودة الخطة الإستراتجية على كُتَّابها ومحرريها. وسألني الكاتب المعروف عبده خال عن كيفية الموازنة بين الطموحات التي تتضمنها الخطة الاستراتيجية لجدة، وبين ما ذكره الأخ المهندس زكي فارسي في ذلك اللقاء، من حيث عدم حصول مدينة جدة على نصيب مناسب من الدعم الحكومي".
وقال: حتى أكون منصفا، فلا بد من ذكر أن وزارة المالية على وجه الخصوص قدمت دعما مالياً متميزاً وواضحا لمحافظة جدة خلال الأعوام الأربعة الماضية" مؤكدا أنه حدثت زيادة في المخصص من وزارة المالية للمشاريع في جدة يزيد على 120 %.
وردا على سؤال حول ما تحتاجه جدة لكي تحقق أحلامها وتصل إلى مكانتها اللائقة في مصاف العالم الأول باعتبارها بوابة الحرمين الشريفين قال المهندس عادل فقيه: لا شك أنها تحتاج للكثير، وقد بدأنا طريقا نعرف أنه طويل وشاق ويحتاج للكثير من الجهود والموارد. ونحن نجتهد ونسعى في أمانة محافظة جدة إلى أن تسير منظومة العمل بطريقة مؤسساتية ووفق تخطيط علمي يوازن بين الطموحات والأحلام وما تحتاجه هذه الطموحات من موارد مالية وإمكانيات لتنفيذها وترجمتها إلى واقع، وفي سعينا هذا نعمل على أن يكون العمل متكاملا مع جميع الجهات".
وشدد على أنه وزملاءه في أمانة محافظة جدة "متفائلون للغاية"، وفي مقدمة الأسباب والدوافع للتفاؤل أنه حين عرض المشاكل التي تعاني منها مدينة جدة والاحتياجات المطلوبة لحلها على خادم الحرمين الشريفين جاء وعده واضحا بأن جدة ستجد كل ما تحتاجه.
وأوضح الأمين أن احتياجات جدة تقدر بحوالي سبعة مليارات ريال لوضع حلول جذرية وتنفيذ مشاريع تقضي على مشكلات بحيرة الصرف وما تسببه من آثار بيئية واجتماعية، وسفلتة الطرق والشوارع، والاختناقات المرورية، وتنظيف شواطئ جدة وحمايتها من التلوث وغيرها من المشاريع التي تساعد على تحقيق رؤى ولاة الأمر في أن تحتل جدة مكانتها اللائقة بين مدن العالم الأول.وختم المهندس عادل فقيه حواره لـ "الوطن" مؤكدا أنه لابد من الاقتداء بالهدي النبوي الذي بين أنه من لا يشكر الناس لا يشكر الله، ومن ثم أكرر أن وزارة المالية مشكورة تقوم بدورها في تأمين الاحتياجات المعتمدة ضمن سلم أولويات وطنية متعددة تتزامن والمرحلة التنموية التي تعيشها بلادنا الغالية، بقيادة رائد نهضتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز.
هذه حقيقة الجهود المبذولة لتطوير جدة
أكد أمين محافظة جدة المهندس عادل فقيه جملة من الحقائق المرتبطة بالجهود المبذولة في تطوير مدينة جدة والتي شملت مشاريع البنية التحتية، ومكافحة حمى الضنك، وزيادة المساحة الخضراء ومشاريع إنشاء الحدائق، ومعالجة مشكلة بحيرة الصرف الصحي، وغيرها. مشيرا إلى أنها على سبيل المثال وليس الحصر.
وقال إن مدينة جدة ظلت لفترة تقارب العشرين سنة تقريبا لم يتم خلالها تنفيذ أي مشاريع أنفاق أو جسور جديدة، إلا أن وزارة المالية على مدى الأعوام الأربعة الماضية اعتمدت ميزانية بدأنا من خلالها إنشاء 22 جسرا ونفقا في المدينة. وسيتم الانتهاء وافتتاح عشرة منها خلال عام واحد بتكلفة إجمالية وصلت إلى مليار ونصف المليار ريال تقريبا.
وأضاف أنه تم اعتماد نحو مليار ريال لمشاريع ستتم ترسيتها خلال العام الحالي تشمل مجموعة أخرى من الجسور والأنفاق ومشاريع سفلتة وإنارة ورصف ومشاريع أخرى.
كما اعتمد المقام السامي أيضاً مشاريع لتمكين جدة من معالجة جذور مشكلة حمى الضنك بمبالغ تجاوزت المليار ريال، يتم منها تنفيذ مشروع تغطية مجرى السيل الشمالي والعديد من المشاريع المتعلقة بتخفيض المياه الجوفية وتوفير شبكات الري لجزء كبير من الحدائق والتشجير في جدة.ونفس الأمر ينطبق على الحدائق التي لم يكن هناك بند لإنشائها أصلا لسنين عديدة، حيث تم توفير الاعتمادات مؤخراً للبدء في تنفيذ خطة لإنشاء 100 حديقة خلال عامين، يتم بموجبها افتتاح حديقة واحدة كل أسبوع، موزعة على جميع مناطق وأحياء جدة..
وقال: إذا انتقلنا إلى بحيرة الصرف، نجد أن المقام السامي قد اعتمد 95 مليون ريال لمعالجة مخاطر بحيرة الصرف. وعلى ضوء دراسات علمية متخصصة اخترنا أفضل ما يمكن من حلول عاجلة تتطلبها المرحلة الحالية للحد من ارتفاع منسوب المياه في بحيرة الصرف. ولقد تم بناء على ذلك الانتهاء من تنفيذ عدة مشاريع منذ ما يزيد على الشهرين تتضمن: مشروع إنشاء خط ناقل للمياه من محطة المعالجة إلى شبكة تصريف الأمطار؛ ومشروع عمل خطين ناقلين للمياه من محطة المعالجة إلى طريق الحرمين، وذلك بهدف ري الأشجار التي ستزرع؛ وخطوط لتصريف مياه البحيرة إلى مجرى السيل الجنوبي بعد معالجتها ثلاثياً بنظام الأغشية الخلوية.
ويضاف إلى ذلك مشاريع الخطوط الناقلة، والتي سوف تنقل المياه المعالجة من محطة المعالجة بالمطار ومن محطة المعالجة بالخمرة مستقبلا لاستخدامها في ري الأشجار والمسطحات الخضراء بمشاريع وادي العسلاء والحزام الأخضر. ولقد افتتح باكورة مشاريعها (وهي الغابة الشرقية) صاحب السمو الملكي نائب وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز.
أما المشروع الثالث المرتبط ببحيرة الصرف الصحي فيتعلق بالأراضي الرطبة. ويتم من خلال هذا المشروع زراعة ثلاث غابات صغيرة، وهي غابة الأخشاب، وغابة العطور، وغابة الثمار. وتم التركيز في هذه الاختيارات على الأشجار التي تستهلك كميات كبيرة من المياه المعالجة.وتبلغ المساحات الخضراء التي تم تشجيرها حول البحيرة اليوم قرابة عشرة ملايين متر مربع، وهي خطوة متقدمة في مشوار بدأ تنفيذه على أرض الواقع لتحويل هذا الجرح في خاصرة جدة إلى حزام جميل سيزينها إن شاء الله.وأوضح المهندس فقيه أن هناك منطلقا آخر مرتبطا بالحقائق على أرض الواقع ولا ينبغي أيضاً أن نغفله، وهو أن مضاعفة الدعم الحكومي الذي تلقته مدينة جدة خلال الأربعة أعوام السابقة لا يعني عدم احتياج جدة وبصورة ضرورية وعاجلة إلى المزيد من الاعتمادات المالية التي تلبي احتياجات المدينة الحالية، حتى تصل إلى مصاف المدن العالمية.
"ثقافة التفاؤل".. قاعدة ذهبية للعمل وضعها الأمير خالد الفيصل
كشف أمين محافظة جدة لـ "الوطن" قصة الدعم الكبير الذي وجده من خادم الحرمين الشريفين خلال تشرفه بلقائه بحضور وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير متعب بن عبدالعزيز. والذي قدم خلال هذا اللقاء عرضا وفيلماً يوضح احتياجات مدينة جدة الحالية التي تصل إلى سبعة مليارات ريال، وأنه وجد كل الدعم لتلبية احتياجات محافظة جدة.
وقال: لعلها فرصة مناسبة لأوجه دعوتي للجميع لكي نحول دعوة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة لتبني ثقافة التفاؤل والتمسك بها في المجتمع إلى سلوك عملي نمارسه جميعا".
ولفت إلى أنه لا يدعو إلى إغماض الأعين عن الحقائق بما فيها المعوقات والمشاكل، ولكنه مقتنع تماما بأن دعوة سمو الأمير خالد الفيصل بتبني ثقافة التفاؤل ستدفعنا جميعا إلى التفكير وابتكار الكثير من البدائل والحلول للمشاكل التي تعاني منها جدة".
وأشار في توضيحه لـ "الوطن" إلى أن هذه الحقائق التي يستعرضها دائماً بوصفه أميناً لمدينة جدة ومؤتمناً على خدمتها، يستعرضها دائماً في كل مناسبة وذلك في سياق طلب زيادة ما خصص لها، وفي سياق الرغبة في تحقيق نقلة نوعية كبيرة ومتميزة، نقلة من العالم الثالث إلى العالم الأول، نقلة تحقق طموحاتنا وأحلامنا جميعاً، هذه الحقائق التي اقترح بعض الزملاء في الغرفة التجارية علي أن أزود بها الأخ المهندس زكي فارسي، الذي قام بتلخيص جزء منها في حين أضاف إليها أرقام وتحاليل شخصية أخرى تتعلق بالأمانة وبجهات حكومية أخرى في جدة" وتم تقديمها أمام الأمير نايف بن عبدالعزيز خلال لقائه بأهالي جدة في بيت التجارة والصناعة الأسبوع الماضي.
وقال فقيه "لقد كان من المناسب أن يتم رصد أعمال التطوير القائمة من جهة، والتحديات على أرض الواقع من جهة أخرى، وبشكل عادل ومتوازن. ذلك أن المنصف لا يجب أن يشغله تعديد مشاكله عن ذكر ما منّ الله عليه به ولا عن الدعم الذي قدمته القيادة الحكيمة بشكل عام ووزارة المالية بشكل خاص لجدة خلال الأعوام الماضية".