فريج أم خماس، نموذج نسائي فعال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مليحة الشهاب
فريج أم خماس هو مسلسل كارتوني عرض على قناة دبي في السنوات الأخيرة. وقد حظي بنسبة مشاهدة عالية جدا، فظهوره كان مفاجأة نالت إعجاب الناس حد الانبهار به. وهناك عدة مزايا جعلت من هذا الكرتون أشبه ما يكون ظاهرة، ونقلة تلفزيونية رائعة. من بينها أنه أول مسلسل كارتوني في العالم العربي، وقد جاء خارج السياق؛ مغردا خارج السرب، فضلا عن الإتقان والدقة المذهلة في الإخراج والسيناريو والحوار، فلا تجد مشاهد زائدة أو فائضة عن الحاجة، ولا يلاحظ أي حشو في الحوار الذي يبعث الملل على المشاهد ويشعره بأن الكاتب يستغبيه. كل ذلك جاء في ثوب فكاهي مصاغ من صميم المجتمع الخليجي.
وهناك مزايا أخرى ساهمت في نجاح هذا العمل، لكن أهم ما لفت نظري هو أبطال هذا العمل؛ فكلهن نساء ( أم خماس، أم علاوي، أم سعيد، أم سلوم).
أربع نساء متقاربات في العمر، ويمكن القول Yنهن كبيرات في السن، لكل منهن شخصية مختلفة عن الأخرى، فكل واحدة لها طباع ومهن وحتى أفكار مغايرة. هذا التباين ساهم بشكل كبير في إثراء المسلسل، ومكنه من الحصول على جائزة مهرجان هامبرج الدولي للرسوم المتحركة 2007 . هذا المسلسل بشكل أو بآخر غدا جزءاً من تاريخ بلد، بل من منطقة الخليج بشكل عام. منذ ظهور التلفزيون والمرأة تعامل بظلم وإجحاف. فمعايير الظهور على الشاشة ،في مختلف أوجه الظهور سواء التمثيل أو التقديم أو حتى الظهور في الإعلان عن منتج، اختزلت في واحد وهو الجمال. فجمال المطلع هو الضمانة لظهور المرأة على الشاشة العربية، صافعا عرض الحائط بما يمكن للمرأة أن تحمله من قيم يمكن أن تقدمها المرأة للمجتمع وللفن دون أن يتطلب مظهرا جماليا.
أعتقد أن هذا القصور جعل المشاهد العربي يخسر شخصيات نسائية رائعة، كان لهن أن يخدمن المجتمع، ويؤثرن فيه إيجابيا بما يحملن من ثقافة وعلم وأفكار نيرة. ربما تماما كما فعلت أوبرا ونفري، التي ترعرعت في مجتمع كان يقوم على التمييز العنصري، لكنه منحها فرصة الظهور على شاشاته، متجاوزا ليس فقط عن تمييزه العنصري ضد بشرتها السوداء، بل أيضا عن مظهرها الخالي من الجمال، مراهنا فقط على ما هو أجدى وأنفع. ومسلسل أم خماس وإن جاءت نساؤه على هيئة كرتون فهو دليل على أن المرأة العربية تملك من القيم النافعة والتي يجب تقديمها للشاشة،لأنها الأكثر جدوى ونفعا وتأثيرا من المظهر.
أرجو أن يستوعب القائمون على الإعلام المرئي و يفهموا الرسالة التي قدمتها أم خماس ورفيقاتها.