السعودية 2009: أدخلت حوار الأديان أروقة الأمم المتحدة... وبرزت في مجموعة الـ20
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الرياض - مدحت الشهيدي
شهدت المملكة العربية السعودية خلال العام الماضي المزيد من المنجزات السياسية التي تشكل في مجملها إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل في إعلاء كلمة الوطن ما يضعها في رقم جديد في خريطة دول العالم المتقدمة.
وتجاوزت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، في المجال السياسي معظم دول العالم في رفع اسم صورة المملكة، ووضع البلاد في الصدارة ليست عربياً فحسب، وإنما على أكثر من صعيد.
ويطل على العالم عام جديد تتطلع خلاله الإنسانية للأمل بالخير والنماء والسلام، فيما يرحل عام 2009 وهو يطوي صفحاته الأخيرة، وقد سجل نجاحات وإخفاقات، إنجازات وكوارث، اتفاقات وخلافات، اكتشافات وصناعات ومزيداً من التقارب في الأماكن والأفكار والثقافات وفي العديد من المجالات الاقتصادية والسياسية والبيئية والصحية والاجتماعية والزراعية والغذائية وغيرها في جوانب حياة الإنسان ومكونات العالم الحديث من دول ومنظمات.
وسجلت للمملكة العربية السعودية العديد من المنجزات التي سيحفظها التاريخ المعاصر بأحرف من نور لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بوصفه أحد أبرز دعاة السلام والحوار والتضامن وتنقية الأجواء، فعلى الصعيد العربي كان لخادم الحرمين الشريفين موقف تاريخي في مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية "قمة التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة" التي عقدت في الكويت في شهر محرم من هذا العام، إذ أعلن عن تجاوز مرحلة الخلافات بين العرب، وأسّس لبداية مرحلة جديدة في مسيرة العمل العربي المشترك تقوم على قيم الوضوح والمصارحة والحرص على العمل الجماعي في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.
كما أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عن تبرع المملكة العربية السعودية بمبلغ مليار دولار لإعادة إعمار غزة، وشدّد على أهمية وحدة الفلسطينيين في هذه المرحلة المهمة.
وتمكن خادم الحرمين الشريفين بحنكته ومهارته في القيادة من تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً، وأصبح للمملكة وجوداً أعمق في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي، ومن ذلك انضمامها لمجموعة العشرين الاقتصادية، فشكلت عنصر دفع قوي للصوت العربي والإسلامي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته.
وفي مجال علاقات المملكة المميزة مع دول العالم، جاءت زيارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى العديد من الدول العربية والإسلامية والصديقة رافداً آخر من روافد السياسة الخارجية للمملكة وحرصها على السلام والأمن الدوليينzwnj;, إذ قام بمحادثات مع القادة والمسؤولين في تلك الدول استهدفت وحدة الأمة العربية وخدمة الأمة الإسلامية، إضافة إلى دعم علاقات المملكة مع الدول الصديقة، فكانت زيارات ناجحة انعكست نتائجها بشكل إيجابي على مسيرة التضامن العربي والأمن والسلام الدوليين.
ونشطت المملكة من خلال زيارات الكثير من الملوك والرؤساء والزعماء إلى المملكة ومنهم قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية، إضافة إلى دول العالم الأخرى، إذ بحث خادم الحرمين الشريفين معهم القضايا والمشكلات الإقليمية والدولية للوصول إلى قرارات ونتائج فاعلة لخدمة الأمة العربية والإسلامية والعالم.
وفى إطار الأعمال الإنسانية للمملكة العربية السعودية، حرصت المملكة على أن تكون سباقة في مد يد العون لنجدة أشقائها في كل الملك عبدالله يلقي كلمة في حوار الاديان بالامم المتحدة.. القارات في أوقات الكوارث التي تلم بهم.
واستشعاراً من المنظمات العالمية لدور خادم الحرمين الشريفين وتقديراً منها لدعمه لبرامجها الإنسانية وتبرعه لبرنامج الغذاء العالمي تم في شهر صفر من هذا العام منح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، جائزة "البطل العالمي لمكافحة الجوع عام 2008"، في حفلة أقيمت بمدينة دافوس السويسرية شارك فيها العديد من ممثلي الدول والمنظمات الدولية والشركات الكبرى.
وإدراكاً من المملكة العربية السعودية لمسؤولياتها نحو المجتمع الدولي ونظراً لما تمر به المنطقة من أزمات وصراعات ضاعفت الديبلوماسية السعودية جهودها على الساحتين الإقليمية والدولية عبر انتهاج الحوار والتشاور وتغليب صوت العقل والحكمة في سبيل درء التهديدات والأخطار والحيلولة دون تفاقمها والعمل على تهدئة الأوضاع وتجنب الصراعات المدمرة وحل المشكلات بالوسائل السلمية، وذلك انطلاقاً مما يدعو إليه ديننا الإسلامي الحنيف وتمليه علينا قيمنا العربية والإنسانية.
وعلى المستوى الداخلي شهدت المملكة في هذا العام الهجري المزيد من المنجزات التنموية العملاقة على امتداد مساحتها الشاسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة، تشكل في مجملها إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته في عهد الخير والعطاء لخادم الحرمين الشريفين، وهو ما يضعها كرقم جديد في خريطة دول العالم المتقدمة بحمد الله، مع المحافظة على الثوابت الإسلامية والاستمرار على النهج القويم الذي أرساه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - فصاغت نهضتها الحضارية ووازنت بين تطورها التنموي والتمسك بقيمها الدينية والأخلاقية.
وكانت ذروة الإنجاز والعطاء للمملكة استكمال مشاريع خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وتيسير أداء المناسك على حجاج بيت الله الحرام براحة وطمأنينة، بتطوير الخدمات للحجيج واكتمال منشآت جسر الجمرات واستكمال امتداد الأنفاق والتقاطعات والجسور، ومشروع القطار السريع الذي يبدأ أولى مراحله العام المقبل، ما يسهم في تسهيل حركة ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة.
وأثمرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد نحو الإصلاح الاقتصادي الشامل وتكثيف الجهود من أجل تحسين بيئة الأعمال في البلاد وإطلاق برنامج شامل لحل الصعوبات التي تواجه الاستثمارات المحلية والمشتركة والأجنبية بالتعاون بين جميع الجهات الحكومية ذات العلاقة عن حصول المملكة على جائزة تقديرية من البنك الدولي، تقديراً للخطوات المتسارعة التي اتخذتها في مجال الإصلاح الاقتصادي، ودخول المملكة ضمن قائمة أفضل عشر دول أجرت إصلاحات اقتصادية انعكست بصورة إيجابية على تصنيفها في تقرير أداء الأعمال الذي يصدره البنك الدولي، وصنف المملكة أفضل بيئة استثمارية في العالم العربي والشرق الأوسط إذ تبوّأت المركزالـ 13 من أصل 183 دولة.
ودخلت المملكة ضمن العشرين دولة الكبرى اقتصادياً في العالم، وشاركت في قمة العشرين في واشنطن ولندن.
وتقف موازنة العام المالي الحالي شاهداً على الطموح والإنجاز للمملكة، إذ بلغت 475 بليون ريال، وهي أكبر موازنة تشهدها المملكة على رغم الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم وبما تضمنته من بنود مخصصة لجميع أوجه التنمية في المملكة من تعليمية وصحية واجتماعية وغيرها.
وتم العمل على تحسين مشاريع البنية الأساسية القائمة وتطويرها، كما تم اعتماد مشاريع جديدة في القطاعات المختلفة بشكل يحقق التنمية المتوازنة بين مناطق المملكة، إذ تم تخصيص 225 بليون ريال في موازنة العام المالي 1430 هـ للإنفاق على المشاريع الجديدة والقائمة، لتسهم هذه المشاريع - بعون الله وتوفيقه - في رفع معدلات النمو الاقتصادي وزيادة فرص العمل.
كما اعتمد عدد من البرامج والمشاريع التنموية إضافة إلى ما هو وارد في الخطة الخمسية الثامنة وفي موازنة الدولة، شملت مشاريع المسجد الحرام والمشاعر المقدسة وتحسين البنية التحتية والرعاية الصحية الأولية والتعليم العام والعالي والفني والإسكان ورفع رؤوس أموال بعض صناديق التنمية. كما تم تعزيز احتياطات الدولة.
وسعى خادم الحرمين الشريفين ... وفي قمة الـ20 في واشنطن. لتكريس نهج الإصلاح في مسيرة التنمية الشاملة نحو تحقيق خططها وإنجاز مشاريعها الحيوية ومتابعتها لخدمة المواطن الذي أصبح يعيش واقعاً حافلاً بالمشاريع التنموية والإصلاحية التي عنيت بالتعليم والاقتصاد والقضاء وغيرها من المجالات.
وعيّن الملك عبدالله، وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.
وأجرى خادم الحرمين الشريفين تعديلات وزارية عدة وأخرى في المؤسسات القضائية، والاقتصادية، والعسكرية، وذلك للمرة الأولى منذ توليه الحكم في السعودية.
ومن أبرز تلك التعديلات والتغييرات إعادة تشكيل هيئة كبار العلماء لتضم 21 عضواً من مختلف المذاهب السنية في المملكة، كما أمر الملك عبدالله بتشكيل المحكمة العليا برئاسة الشيخ عبدالرحمن الكلية.
وشملت التعديلات كذلك تعيين الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزيراً للتربية والتعليم، وتعيين فيصل المعمر نائباً لوزير التعليم، وتعيين نورة الفايز - كأول امرأة- نائبة لوزير التعليم لشؤون البنات. وأعفى خادمُ الحرمين وزيرَ العدل، وعين بدلاً منه الشيخ محمد العيسى، وجرى تعيين السفير السعودي في لبنان عبدالعزيز خوجة وزيراً للثقافة والإعلام، وتعيين عبدالله الربيعة وزيراً للصحة.
ومن أبرز التغييرات تعيين محمد الدوسري رئيساً للمحكمة الإدارية العليا، وتعيين رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن حميد رئيساً لمجلس القضاء الأعلى خلفاً للشيخ صالح اللحيدان، فيما أصبح الشيخ عبدالله آل الشيخ الرئيس الجديد لمجلس الشورى.
وكذلك من التغييرات البارزة، تعيين الشيخ عبدالعزيز الحمين رئيساً جديداً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلفاً للشيخ إبراهيم بن عبدالله الغيث، فيما تم أيضاً تعيين اللواء عبدالرحمن المرشد قائداً للقوات البرية.
وكما كان خادم الحرمين الشريفين حريصاً على الإصلاح في جميع الجوانب، كان له موقف حاسم تجاه من يتهاون في أداء دوره في مسيرة التنمية، ويبرز ذلك من خلال متابعته الشخصية لما حدث في جدة جراء الأمطار والسيول، ثم صدور الأمر الملكي بتشكيل لجنة برئاسة أمير منطقة مكة المكرمة للتحقيق وتقصي الحقائق في أسباب ما حدث وتحديد مسؤولية كل جهة، ووجه بإعطائها كامل الصلاحيات والوسائل التي تساعدها على تنفيذ عملها.
وشهد هذا العام قمة عربية مصغرة عقدت في الرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين وضمت الرئيس المصري محمد حسني مبارك والرئيس السوري بشار الأسد وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، للتفاهم حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولتنقية الأجواء العربية وتحقيق المصالحة، استكمالاً لدعوة خادم الحرمين الشريفين بقمة الكويت الاقتصادية لطي صفحة الماضي وتجاوز الخلافات لمصلحة الأمة العربية.
وتلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين عقد المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية دورة استثنائية لبحث الأوضاع في قطاع غزة، كما شهد هذا العام افتتاح القمة العربية العادية الـ 21 التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة، وأكد الزعماء في إعلان الدوحة على تسوية الخلافات العربية بالحوار الهادف والبناء والعمل على تعزيز العلاقات العربية ومواصلة تطوير وتحديث منظومة العمل العربي المشترك وتفعيل آلياتها والارتقاء بأدائها كما أكد القادة دعم صمود الفلسطينيين ومقاومته للعدوان الإسرائيلي وإدانتهم الحازمة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
واضطلعت المملكة العربية السعودية عبر تاريخها بدور توفيقي رائد الهدف منه التضامن العربي والإسلامي ووحدة الصف، وكرست كل جهودها من أجل أن تلتقي إمكانات هذه الشعوب وقدراتها وتتبلور حول مصالحها العليا.
وكانت السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية وما تزال تعبر بصدق ووضوح مقرونين بالشفافية عن نهج ثابت ملتزم تجاه قضايا الأمة العربية وشؤونها ومصالحها المشتركة ومشكلاتها وفى مقدمها القضية الفلسطينية واستعادة المسجد الأقصى المبارك والعمل من أجل تحقيق المصالح المشتركة مع التمسك بميثاق الجامعة العربية وتثبيت دعائم التضامن العربي على أسس تكفل استمراره لخير الشعوب العربية.
ودشّن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المشاركون في قمة المجلس في دورتها الثلاثين ويلقي كلمته في مؤتمر حوار الأديان في الأمم المتحدة. التي بدأت أعمالها في الكويت برئاسة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مشروع الربط الكهربائي الموحد بين دول المجلس.
وأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنشاء عشرة آلاف وحدة سكنية لأبنائه المواطنين النازحين إلى مراكز الإيواء في منطقة جازان وذلك على إثر زيارته إلى هناك وقد قضى التوجيه بأن يتم الانتهاء منها وتأسيسها وتسليمها لمستحقيها في مدة عام أو أقل مشمولة هذه الوحدات بتوفير كافة المرافق لها من مساجد ومراكز صحية ومدارس وغيرها.
وأعلن أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز منح خادم الحرمين الشريفين جائزة الملك خالد للإنجاز الوطني في دورتها الأولى عن إنجازاته العظيمة في مجال تطوير التعليم العالي من أجل النهوض به، ورفع مستواه، وتحقيق الريادة العالمية السعودية في فترة وجيزة.