شباب مدينة جنوبية وحيدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مدينة جنوبية في وحدتها القاتلة
التسكّع... خيار شباب النبطية الأخير
في المنزل
بعض الشباب يرتب سهرات يومية في المنازل. يهيؤون العدة، وينطلقون مجتمعين الى منزل احدهم. هناك تبدأ السهرة عند الحادية عشر والنصف. هم نفسهم، بضعة أشخاص، لا يتغيرون، لا ينقصون ولا يزيدون. هم "شلة"، لا يتعرفون بأحد جديد. يتحادثون في المواضيع ذاتها كل يوم. يكررون انفسهم، في روتين يومي، يبدأ مع الشاي والنراجيل، وينتهي بالطعام. كل يوم على ذات المنوال. يلعبون الورق، ويتكلمون عن النساء، والأوضاع السياسية والإقتصادية الخانقة. يتناقشون في مشاكلهم، ويخففون عن بعضهم البعض. يقول عباس إنه ما عاد يحتمل هذا الوضع، خصوصاً انه لم يجد عملاً حتى الآن، ويشعر بالذنب لأنه يسهر يومياً الى الرابعة فجراً، وينام حتى بعد ظهر اليوم التالي، فيما يفترض بالشباب من جيله ان يناموا باكراً ويستيقظوا باكراً ليذهبوا الى العمل. لكنه إن لم يفعل ذلك "فسأصاب حتماً بالإحباط، وسيقتلني الفراع لا شك" على حد تعبيره.
يوسف يضع اللوم على ابناء المدينة الذين لم يعرفوا كيف ينقلوا مدينتهم، لتجاري الحركة الثقافية والفكرية في المدن الكبرى أمثالها. كما يعزو يوسف ذهابه الى هذا النوع الممل من السهرات، الى عدم وجود نوادي رياضية، او نوادي ليلية، ومراكز للشباب في المدينة، هذه الأمكنة التي تؤمن تنوعاً في خيارات الشباب لتمضية اوقات الفراغ القاتلة. والطريف في الموضوع، ان هؤلاء الشباب، بعد استيقاظهم، يقضون نهاراتهم في مشاهدة قنوات الأغاني والفيديو كليب على التلفزيون، في إنتظار الليل.
على الرصيف
علي، في المقابل، لا يجد أملاً في تغيير المجتمع النبطاني، "فهو مجتمع محافظ، لا يتخلى عن التقاليد والعادات الموروثة، ولا يستطيع استيعاب التطور الحاصل في العالم". علي يمضي اوقات فراغه في أحد مقاهي الإنترنت الذي افتتحه احد الشبان الجامعيين، كوسيلة لكسب بعض المال، وهو يفتح ابوابه طوال الليل للمتسكعين، الذين يستعملون الإنترنت، ويلعبون الألعاب الجماعية كالـdelta force، وغيرها من العاب الكومبيوتر الممتعة بنظرهم. يستمعون الى الأغاني، ويدخنون ويشربون البيرة، ويتفوهون بكلام بذيء، وبقصص نساء عاهرات. يمارسون "مراهقتهم" الى آخرها، ولا يأبهون بالمدينة التي قاءتهم من أمعائها لانهم فقط مختلفون.