الحور العين صفعة لكل إرهابي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أكثر الأعمال الدرامية الرمضانية إثارة للجدل
" الحور العين " صفعةلكل إرهابي
قتلة كرمى لعيون حوريات الجنة
وسرعان ما تسابق نقادنا الأفذاذ إلى كيل الانتقادات على اختيار ذلك الاسم واعتبروه تشويشا للإسلام ومفاهيمه ودعواته الترغيبية للعباد بالجنة ، متناسين إن الباعث الأول للإرهابيين على تنفيذ تلك التفجيرات هو فهمهم الخاطئ لكيفية ولوج الجنة ، حيث يتم إيهامهم بأن أعمالهم تلك ستفتح أمامهم أبواب الجنة على مصراعيها ، ليسبحوا في أنهار العسل ويستمتعوا بما طاب لهم من الحوريات. فيبدو أن أولئك الحوريات سبب البلاء في الدنيا والآخرة!.
وبالعودة إلى المسلسل ، فهو يرصد الحياة الاجتماعية لضحايا التفجيرات التي طالت مجمعا سكنيا بالرياض (مجمع المحيا ) عام 2003، وغالبية سكان هذا المجمع من الجاليات العربية والمسلمة الذين كانوا يحلمون بتطوير أحلامهم خلال وجودهم للعمل في السعودية لكن الإرهاب استهدفهم وقضى على كل أحلامهم وطموحاتهم.
ويتناول فيه مخرجه نجدت أنزور ، ظاهرة الإرهاب وضحاياه من الأبرياء ، بقالب اجتماعي، وهو يستعرض الحياة اليومية لمجموعة عائلات أردنية ولبنانية ومغربية ومصرية وسورية تعيش في مجمع سكني وهم يرون حياتهم فجأة وقد انقلبت رأسا على عقب وتنتهي أحلامهم بسبب هجوم قامت به مجموعة إرهابية مسلحة. يذكر أن المسلسل حظي بالكثير من التعليقات سواء من المؤيدين أو من المنتقدين ممن شاهدوه في السعودية أو بقية الوطن العربي كما أثار جدالا ساخنا عبر الصحف وشبكة الإنترنت والتلفزيون.
النقد لأجل النقد ..لا أكثر
وفي الواقع يبدو ان معظم هؤلاء المنتقدين وجدوا في ذلك المسلسل مادة دسمة لتلوك فيها ألسنتهم وتملئ أفواههم بالعبارات والكلمات الساخطة دون أدنى حق.ولعل أكثر ما أضحكني هو ذلك النقد الذي أتحفنا به أحد النقاد السعوديين حيث قال : ".. فالمسلسل يمتلئ بالأخطاء من مثل تلك اللقطة التي تظهر فيها على شاشة التلفزيون قناة "روتانا زمان" وهي قناة لم تظهر فعليا إلا قبل شهرين أو ثلاثة، أيضا موديلات الموبايل الجديدة التي تستخدمها بعض شخصيات العمل... وهذه دلائل... تشرح عدم الإتقان في الصنعة، وتنزع عن العمل جديته المفروضة ".ويا لها من عين ثاقبة لناقدنا الفذ ويا لسطحية نظريته ، قصر فهمه وعدم معرفته ومتابعته لأعمال أنزور الذي اشتهر بأعمال "الفنتازيا الدرامية " التي تصور أحداث قريبة للواقع ولكنها لا تنتمي إلى مكان وزمان محددين ، ففي هذا العمل يسعى المخرج إلى التفريق بين الدين الإسلامي والإرهاب الذي بات مشكلة تهدد المنطقة باكملها. فهو يتناول ذلك من دون توثيق زماني أو مكاني..وهذا يكفي لدحض انتقاد ناقدنا الفذ ..ومن ثم ألم يستطع صاحبنا أن يرى ما تضمنه هذا المسلسل من قدرات تصورية ومحاكاة بارعة لأبشع مظاهر الإرهاب ؟ألم تنتفض مشاعره لمشهد جثة الطفلة "حياة " المغمسة بالدماء ؟ ألم يثير غضبه صورة أم يوسف وهي تولول على موت أولادها ؟ألم يلفته الإبداع التصويري لمشاهد المسلسل والربط الرائع بين مشهد حريق المجمع وحريق مطبخ "أم فرح"؟ألم تثبت صورة الرسام اللبناني على الزجاج المهشم وهو يبكي على زوجته مدى إتقان أنزور في عمله؟ألم يرى في كل تلك المشاهد وغيرها شيء يستحق أن يثني عليه؟؟
لست هنا بوارد الدفاع عن المسلسل ومخرجه ، ولكن أجد تلك الانتقادات الفارغة التي طالت أجرأ مسلسل _ برأي الشخصي _ حيث تجرأ القائمين على هذا العمل الدرامي بسبر أغوار أكثر قضايانا حساسية وهو الإرهاب، حيث قلت قليلة تجرأت إلى التطرق إليه،وخاصة بعد تجربة مسلسل " الطريق إلى كابل " الذي تم إيقاف عرضه وتكبيد منتجه خسائر كبيرة.
بين إرهاب القتل وإرهاب المنزل
حوار بين الشيخ والشيطان!
ويبقى انني لست ناقدا فنيا إنما مشاهدا دفعته معايشته الإرهاب اليومي المحيط به في العمل والشارع والمنزل إلى التأمل في عمل لا يهدف إلى إيجاد الحلول لمشكلة الإرهاب ، ولا يجب أن ينتظر منه ذلك ، إنما يكفي أنه نجح في تسليط الضوء على تلك القضية بمختلف وجوهها.وسأسمح لنفسي أن أرفع قبعتي تقديرا للعاملين في هذا العمل وأهنئهم على براعتهم في تصوير ذلك الحوار بين شيخ المسجد وذلك المتطرف،ولعل أكثر ما أعجبني هو واقعية المخرج في إظهار ذلك المتطرف وضله في المغارة الذي يوحي بشيطانية أولئك المتطرفين الإرهابيين.كما تبدو براعة أنزور بعدم تصوير جثة " المهندس سامر" الظالم كي لا تثير شفقة المشاهدين عليه،وعلى الجانب الآخر ترسخت في أذهاننا صورة فرح الحزينة أبدا.
وأخيرا تجدر الإشارة إلى الانتقادات الكثيرة التي تعج فيها المنتديات ويتم تداولها العامة من الناس المعترضين على المسلسل ،والذين أكاد أجزم أن معظمهم لم يشهد المسلسل أو قد اتطلع على اسمه وسمع عنه فقط.ولعل مسلسل " الحور العين " ليس سوى محاولة من أنزور إلى إظهار براءة الإسلام من كل الدعوات التي تتبنى الإرهاب. وأن هذا العمل الدرامي "مغامرة ثقافية" أحدثت جدلا واسعا بين من يعتبره خطوة لدحض علاقة الدين الاسلامى بالإرهاب ومن يعتبر فيه تحاملا على الإسلاميين المتطرفين ،ولكنه بالواقع ليس سوى تصوير للفواجع التي قد يحدثها الإرهاب بمختلف صوره.ولعل عبارة نجدت أنزور : " أى إنسان يحب وطنه ويريد إبعاد شبهة الإرهاب عن الإسلام لن يكون ضد هذا العمل" خير تعبير .