ملحق شباب ألاسبوعي

انتزعنا حريتنا من فك الأسد

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

"انتزعنا حريتنا من فك الأسد..وبقي أسرانا"
اللبنانيون وغصة الاستقلال المنقوص

" إن البلاد التي تجعل من يوم استقلالها اسم علبة سجائر تتقاذفها أقدام المارة، بلاد لا تحترم استقلالها "
(سامي بن غربية شمس الدين) " كاتب ومناضل تونسي "


سعيد الحسنية: يختلف عيد الاستقلال في لبنان هذه السنة تماما"عن باقي السنوات الماضية, فلأول مرة يمر هذا العيد ويكاد يشعرنا بأنه يحمل معناه الحقيقي..فبعد 29 عاما اختفى " الريو" السوري ،كما سبقته إلى ذلك الدبابة الإسرائيلية. يمر يوم الاستقلال علينا هذا العام دون أن نرى جنود عراة يمارسون حفاة رياضة الصباح على أوتوستراد الدامور.فافرحوا أيها اللبنانيون باستقلالكم الجديد وإن كانت تعتريه بعض النواقص .فربما سيكتمل بدره عما قريب ،أفرحوا به اليوم وغدا وكل الدهر إن أمكن .فلا حاجز مخابرات سوري في خلدة ولا آخر في المديرج . لقد خرج " العم الوصي" ورحل المحتل الإسرائيلي.
منذ زمن طويل وأنتم تعتبرون هذا العيد فاقدا" لرهبته ومعناه الحقيقي فأي استقلال والمحتل على أرضنا ,والوصي يتحكم برقابنا ومصيرنا ؟ وكل ذلك تحت أنشودة وحدة المسار والمصير.. أي استقلال وقرارنا ليس لنا ؟ اليوم اختلف الأمر يا أيها اللبنانيون لقد تغيرت الحالة هذه السنة لأنها الأولى التي تمر دون وصاية محتل , أول سنة تمر دون هيمنة الشقيقة,أو غطرسة "العدوة " ولكن مع كل هذه الايجابيات يبقى الاستقلال ناقصا.
في سنة 1886 ، قدم الشعب الفرنسي، إلى الشعب الأميركي، تمثالا عظيما، سمي تمثال الحرية، والذي نصب في نيويورك، إلى هذا اليوم.هذا التمثال يشخص امرأة، في يدها اليمنى، مشعلا كبيرا عاليا، وفي يدها اليسرى، لوحة نقش عليها قصيدة، تعبر عن الحرية. أما على رأسها فقد وضع تاج وكأنه شمس ساطعة،هذا التمثال، الذي يرمز إلى الاستقلال والحرية، صمد عبر السنين، أمام الرياح والعواصف، معلنا للجميع عن الحرية والأمل.وبقي ذلك النصب تذكارا من المستعمر الفرنسي لبلاد العم "سام " ،لا نطلب من الوصي السوري أن يقدم لنا تمثالا للحرية إنما أن يمنحنا حرية حقيقية..لا نريد منه شيئا يثقل خزينته وجيوب مخبريه ورجالاته، وإن كانوا قد ملؤها من موارد الكازينو وبنك المدينة.إنما نرجوهم أن يدعونا وشأننا..لا نريد منكم تذكارا يذكرنا بسنوات بطشكم وإذلالكم لنا ولا تعذبوا أنفسكم برفع مخلفاتكم وأثاركم نحن سننزعها من أذهاننا ومن شوارعنا.
يا أيها الأشقاء السوريون ..ويا أوصياء الأمس علينا..صدقوني لا يضمر اللبنانيون لكم شرا ..سامحكم الله على كل ما اقترفت أيدكم بحقنا وأعلموا أنه لا مؤامرات تحاك في لبنان ضدكم ولا يلوح في الأفق اتفاق 17 أيار جديد .فقط دعونا بسلام!لم نطلب سوى حقنا في الوجود ،حقنا بالحياة والحرية والاستقلال .نعم يا أيها الوصي شكرا لك على وصايتك وعلى..لا نريد منكم اعتذار أو تهنئة باستقلالنا ..شكرا .ولكن لو سمحتم طلب إنساني آخر بسيط ومهم بالنسبة إلينا: أعيدوا لنا معتقلينا وأسرانا من سجونكم يكفيهم عذاب أنزلوهم من على الدولاب فكوا أصفادهم ولتتوقف سياطكم عن لسع ظهورهم أكسروا تلك " الخيزرانة" الآ يكفيهم" فلقا".لقد تورمت أرجلهم وقلوبهم .لا تغسلوا أرجلهم اتركوها مغمسة بالدماء،نحن سنغسلها بدموعنا .فقط أعيدوهم إلينا .أو أخبرونا عن أحوالهم أو قولوا لنا ماتوا .فقط أريحونا فنحن نعلم أن للحرية ثمن وللاستقلال ضريبة يجب علينا دفعها.
..لسنا أعدائكم يا أيها السوريون ولسنا عملاء إسرائيل .ولا تظنوا أننا نسينا معتقلينا في سجون إسرائيل ،لا لم ولن ننسى سمير القنطار ويحيا سكاف ورفاقهم ،فهم دائما في البال ولن تموت قضيتهم ما دام لسان سماحة "الأمين" السيد حسن نصرالله يصدح في الأرجاء يعدنا بعودتهم فهو خير من يحمل تلك القضية ..طالما وعد ووفى بوعده.أما معتقلينا في سجون جلاديكم يا أيها السوريين فمن واجبنا ومن حقنا أن نطالب بهم .
يا أيها اللبنانيون مبارك استقلالكم الجديد ..ويا أيها السوريون شكرا لكم ..ولكن ..أعيدوهم لنا ..وكفى

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف