من قارئة الفنجان إلى مذيعة التوقعات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
من قارئة الفنجان إلى مذيعة التوقعات
اجتياح موضة الأبراج والأفلاك لعقولنا وحياتنا
ولكن هل حقا نؤمن بالأبراج؟ لماذا يعتقد القسم الأكبر من الشباب بالحظ ؟ من هم الأكثر إقبالا على التنجيم ؟ ولماذا ؟ لماذا يلجأ البعض من الشباب الي عالم الغيبيات ؟ هل عدنا إلى عصر قراءة الكف والفنجان ؟
عالم فلك أم نبي !
الحظ والأبراج وقراءة الطالع والتنبؤ بالمستقبل أمور ظلت على مر الأيام محط اهتمام العديد من الناس، وكانت قارئة الطالع وما زالت حتى اليوم ملاذا للراغبين، في اكتشاف المزيد ومعرفة المستقبل، فقد عرف التاريخ عددا كبيرا من قارئي الطالع، والعرافين والمنجمين، وظلت تخميناتهم محط اهتمام وتصديق العديد، ولعل أشهر هؤلاء هو كبير المنجمين «نوسترادوموس» الذي كان تنبأ يوما بأحداث 11 أيلول التي وقعت في الولايات المتحدة. واليوم ما تزال هذه المهنة ، كشف المستور وتوقع المستقبل محور اهتمام الكثيرين، فبالرغم من التطور العلمي والتقني الهائل، إلا أن الجنس البشري لم يكف عن قراءة الأبراج والذهاب لقارئي الطالع. وتطور الأمر حتى أصبح علما قائما بذاته فعلم التنجيم والأبراج مادة مثيرة يهرع إليها كثيرون في محاولة لمعرفة الغيب، وسبر أغوار كل ما هو غامض وغير معروف. وأصبح هؤلاء المنجمون يستخدمون أساليب جديدة وأكثر تطورا في دراسة النجوم ومحاولة معرفة الباطن، حتى أن كثيرا منهم جنوا ثروات طائلة، وأصبح المشاهير منهم أصحاب مجالس يأتيها الكبير والصغير،الحاكم والمحكوم ، الغني والدرويش.ودخل علم التنجيم إلى عالم التقنيات، فيما لبثت قنوات التلفزة والمحطات الإذاعية، أن أدخلت التنجيم في برامجها حيث راحت تبث برامج عن الطالع والأبراج وقراءة النجوم، وعرف في هذا المجال عدد كبير من المنجمين.وأصبح لكل منجم عدد لا يحصى من الكتب، يؤلفها كل سنة متنبئا بما سيحدث خلال هذا العام، كما أصبح لكل واحد منهم موقع الكتروني يمكن المتعطشين في هذا الموضوع الى المعرفة عنه الكترونيا، وأصبحت ليلة رأس السنة الميلادية احتفالا تتبارز فيه الفضائيات العربية باسم المنجم الذي تستضيفه، وبمدى معرفته ومهارته في قراءة الطالع، بل ويستعرض ما تحقق من أحداث كان قد تنبأ بها سابقا.
اللهث وراء موضة الحظ والأبراج
ولعل السبب الحقيقي لتفشيها في مجتمعنا العربي بهذا الشكل يعود إلى الإحباط الاجتماعي، فالكل بات يركض وراء أي بارقة أمل، تجلبها له الأبراج.
وفي هذا الصدد أكدت إحدى الدراسات على أن (70%) من الذين يؤمنون بهذه الظواهر هم من المثقفين ورجال الأعمال والذين يشغلون مراكز مرموقة في المجتمع وكذلك في الأوساط الغنية، وفي عالم المال والإدارة، حتى ان منهم من يعقد صفقاته بناء على ما ينص عليه حظه اليوم، أو برجه.ويشار أيضا إلى أن التنجيم والأبراج وقراءة الطالع هي أكثر الكتب طباعة ومبيعاً في الشرق الأوسط، بالمقارنة مع نوعيات الكتب الأخرى ان كانت أدبية أو سياسية أو اجتماعية، وعند الدخول لأي مكتبة أو مكان لبيع الكتب تجد الرفوف مملوءة بكتب التنجيم وقراءة الطالع، والأبراج.ولكن يجب أن لا يغيب عن بالنا أن للمنجمين طرق وأساليب عدة في الالتفاف على الناس بما قد يكون إيقاعاً لكثير منهم حتى المثقفين، كأن يلقوا مثلا على أسماع البعض أموراً لا يخلو منها مجتمع ولا أسرة، كالانتظار لأمرٍ ما، أو رزق، أو وظيفة، أو غيرها من الأمور مما يهم كل إنسان، فهذه الأمور كلها بجزئياتها المختلفة يعيشها أي شخص، فإذا ما أورد لنا المنجم في برج أي واحد منا شيء من هذا القبيل على سبيل العموم والإجمال، نظن أن المنجم يعرف كل شيء عن حياتنا.
أحلم لأعيش وأعيش لأحلم
ولعل فنجان القهوة بالنسبة لي يحمل الكثير من المعاني والتنبؤات والأحلام التي يبدو أنه يستحيل تحقيقها في واقعنا الحاضر فربما تتحقق في المستقبل، كما أنني مستمتع بقناعتي أن كف اليد يكشف الشخصية وطموحاتها وإمكانية تحقيقها من خلال الخطوط المرئية والعلاقات الموجودة ضمن راحة اليد التي تنبئ بما حدث لصاحبها أو ما قد يحدث مستقبلاً.وربما كل يوم ازداد إصرار على تشبثي بتلك العادة وخاصة عندما تقرأ لي أمي فنجان قهوة الصباح فتستحم أحلامي اليومية في قعر ذلك الفنجان ..ولن أتخلى أيضا عن إدماني على عادة قراءة الكف وخاصة إذا كانت القارئة حورية ساحرة ، يتراقص كفي في يدها وتتطاير أحلامي مع عبير عطرها الفواح . وسأشرب كل يوم عشرات الفناجين من القهوة لأقرأها وأفك شفراتها وطلاسمها، كما كانت تفعل أمي ، أغوص بين خطوطها متمنيا أن أجد ما يشير إلى أن لبنان سيستقر وينهض من جديد.... ستختفي التفجيرات وسيعود إلى ربوعه الأمان .. وسينتهي عصر الظلم وينبلج فجر الحرية..وسأستمر كل مرة بالبحث في قعر أي فنجان قهوة ارتشفه لربما أجد ما يشير أو ينبئ إلى أن فخامة العماد سيستقيل ويرحل ..وإلى أن يثبت صحة مثل هذه الأقوال والأبراج أو عدم صدقها سأبقى كالكثيرين مستمتعا بتلك النبوءات مرددا ما تقوله حبيبتي دائما : " أنا أحلم لأعيش وأعيش لأحلم " .