ملحق شباب ألاسبوعي

امال الشباب اللبناني بالعام الجديد ..وامنياتهم

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


أعياد فقدت بريقها ..وفرح تحول الى حزن
آمال الشباب اللبناني بالعام الجديد ..وأمنياتهم


أميرة حمادة من بيروت :في وقت تنهمر فيه المواقف السياسية والتحركات والقرارات الدولية على لبنان الذي ما زال يرزح تحت وطأة القتل والارهاب ، يتقدم العيد بخطوات مترددة.وان كانت السنة الراحلة ستجر معها كل "قرفها" الا ان السنة الجديدة ستطأ ارض لبنان من دون احتفالات ومن دون اعياد.

حداد عام ونفسيات مقفلة ترفض استقبال العيد وما يحمله من مخاوف مستقبلية.كيف يقضي شباب بيروت والجبل العيد وما هو املهم بلبنان 2006 ؟وهل من تشجيعات من قبل المحلات التجارية للمواطن؟

خلال جولتنا في بيروت املنا بعض امنيات تحمل الامل بغد ومستقبل افضل ..لكن الواقع كان عكس ذلك تماما .
العيد هذا العام في المنزل، هذا ما اجمع عليه شباب العاصمة وان كانت الاسباب مختلفة

.لا تخاف نسرين(24 عاما) من تفجيرات محتملة في تلك الليلة لكنها تفضل ان تمضي العيد مع الاهل في المنزل.هي تعتبر ان ما يمر به لبنان يدعو الى الخوف لكنها ما زالت تأمل بان يحمل الغد الجديد اياما افضل " اتمنى ان يتحسن وضع البلد الامني أولا لانه الاهم".


من جهتها حاولت هبة (28 عاما) التملص من الاجابة ،فهي لا ترى املا بأي مستقبل ولا بالحاضر " اين هو ذلك العيد، لا اريد الكلام ولست في مزاج جيد لاتحدث عن "امنيات العيد ".نحن متعبون جدا وقلقون على لبنان "..لكنها وعلى الرغم من كل هذا اليأس الذي يتملكها لم تجد سوى " انشا الله خير" مع تنهيدة طويلة لدى الحديث عن امل في مستقبل افضل . وخلافا لهبة فإن جنى (21 عاما ) بدت اكثر تماسكا ..وبنبرتها القوية اجابت " لسنا خائفين ، فمصير الانسان محتوم وما كتبه الله لنا سيحصل ". وعلى الرغم من التسليم للرب الا ان الخوف ما زال يسيطر على غموض المستقبل وضبابية تلف اي امل بأمن وهدوء ،"لا ننكر اننا نخاف على لبنان وان بجزء بسيط، لكننا اقوى من كل التفجيرات وسنستمر من اجل الحرية والديمقراطية".

البعض اكتفى بقليل من الكلام ليعبر عن الوضع كما يراه ، "اين هو لبنان الذي تسألين عنه " اكتفى جهاد(35 عاما) بهذا التعليق .رنا( 22 عاما ) استفاضت بالكلام اكثر من جهاد وتطرقت الى الحروب الذي يرفضها الشعب اللبناني بقوة" نحن شعب محبط ويلزمنا قرارات سليمة كي ننشله من الحروب التي نرفضها بشدة .لكن لا احد يعرف ماذا يحصل، وبالطبع نحن سنأمل خيرا في العام الجديد".
اما ايهاب(30 عاما) فأجاب بسخرية "اين الامل مع اختلاف وزراءنا داخل الحكومة، عيب عليهم.وخلص غابي(36 عاما) الى فكرة ان لبنان يتجه نحو الاسوأ" اننا نسير نحو الهاوية وما زالوا شبابنا يتمسكون بخيمة الحرية في حين ان لبنان يضيع بين الاتفاقات والقرارات الدولية".

هكذا يستقبل شباب لبنان عام 2006 .. هذا الشباب الذي اعتاد السهر بجنون احتفالا برأس السنة .فما كان بإمكان اي مصيبة ان تثني عزيمتهم على الاحتفال حتى الثمالة .هي وفي نهاية المطاف ليلة لا تأتي سوى مرة واحدة في العام ..وما تحمله من وداع "خفيف " فرض ضرورة الاحتفال.
سهرات المنزل كانت من الامور "البائدة" ، اما اليوم فكل ما تسمعه هو " المنزل آمن" .
الموت رمى بثقله على لبنان .. ربض فوق قلوب شعبه ..والعيد اتى متأخرا هذا العام .
متأخر بضع سنوات سلام .
وبعيدا عن عدم القدرة على الاحتفال هذا العام ، تبرز عدم قدرة من نوع اخر .فمن يريد ورغم كل ما يحدث الاحتفال فهو سيصطدم بعقبة اخرى تكمن في عدم قدرته على الشراء .فالوضع الامني الذي ارخى بضلاله على مختلف القطاعات الاخرى في لبنان وخصوصا الاقتصادي منه ترك شعبا منهكا غير قادر على الانتاج ما يكفيه .وعلى الرغم من كل هذا ، لا تشجيعات اقتصادية تدفع بالمواطن المعتكف للخروج عن صومه عن الشراء.لا مبيع هذا العام ..شعار موحد لكل المحال التي اكد اصحابها عدم اعتماد "التنزيلات" لان ذلك سيكلفهم الكثير،فالمبيع في حالة يرثى لها منذ عام اي منذ اغتيال الرئيس الحريري .واستمرت هذه الحالة السيئة اصلا بالتدهور مع كل محاولة اغتيال ومع كل تفجير ..انه ببساطة اسوأ عام يمر عليهم .

ازمة لا بد ان تتعاطف مع المتضررين منها ، لكن حين يتحول المتضرر الى مضر فان المعيارر تختلف.فاصحاب المحال _المنكوبين _قرروا الاستفادة من فترة الاعياد "المفترضة" والتحايل قليلا .فالاسعار التي كانت "عادية" قبل العيد باتت "مرتفعة".وكأن المواطن بغبي لا يرى ولا يقارن .انها فترة الاعياد ويحق للتاجر ما لا يحق لغيره .فمن المسؤول اذا عن افلاس المحال التجارية وانكسارها؟!فهل الشعب اللبناني يحتاج الى تحفيز ام الى مزيد من الاحباطات .فان كان قد حرم من الهدوء الامني فاقل ما يمكن منحه هو قليل من "الامن الاقتصادي" .في منطقة الجبل الحال هو كما هو كل عام .. مبيع خفيف وتنزيلات بسيطة جدا تدفع ابناء المنطقة الى الشراء المقتضب.وان كان الوضع الامني في تلك المنطقة -التي تسكنها اغلبية الدوز _جيد ولا يشغل بال سكانه تفجيرات قد تطالهم بسبب التدابير الامنية المشددة المعتمدة هناك ، الا ان هذا لم يشجعهم على الاحتفال لان الازمة هي ازمة وطن لا ازمة مناطق .

وفي ظل هذه المقاطعة _غير المقصودة _الخانقة ، يبرز بصيص امل لاصحاب محال الحلويات والمطاعم ،فالجميع سيبتاع الكثير من اجل سهرة رمزية في المنازل وان توجه البعض الى الارخص والاقل ثمنا الا ان هذا يفرح اصحاب المحال لانهم يعتبرون " ان القليل احلى من بلاش".بالحزن والدموع وامل يكاد يفقد بريقه يستقبل لبنان العام الجديد .
هذه هي ببساطة الاجاء التي تسبق العيد في لبنان ..وآمل وحيد لدى هذا الشعب المنهك هو بابا ناويل ينقذهم من الانهيار ..
يمنحهم امل ببلد فقد كل شيء في لحظة ارهابية لم يتوقعها احد ..

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف