ملحق شباب ألاسبوعي

الشباب المصري ..من الترفيه الى السياحة الجنسية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الارهاب كلف الالاف وظائفهم الصيفية:
الشباب المصري ..من الترفيه الى السياحة الجنسية

أحمد عبدالمنعم من القاهرة: لم يتصور أحدهم أن حلم الثراء الذى ظل يراوده سيتحطم يوما بسبب الدواعي الأمنية، ولم يخطر ببال أحدهم أن يجد نفسه ملقى داخل مكان مغلق أقرب الى معسكرات الاعتقال دون أن يقترف ذنبا. ذنبه الوحيد هو محاولة الهروب من البطالة التى فرضت عليه الى احدى المدن السياحية طمعا في تخفيف مشاعر القهر التي تتملكه كلما تأمل واقعه المرير. هربوا من واقع مرير الى واقع أكثر مرارة.. فهم الآن مضطرون لمغادرة تلك المدن تاركين فيها أحلامهم والسبب " دواع أمنية ".
فشبح الارهاب الذى عاد مجددا ليطل برأسه على أرض الكنانة دفع بالشرطة الى إتخاذ إجراءات إحترازية خشية تكرار مثل تلك الأعمال الارهابية. وبالرغم من تفهم عدد كبير من المصريين لمثل تلك الاجراءات الا أن قرار ترحيل آلاف الشباب من المدن السياحية كان بمثابة الصفعة خصوصا وأن عمليات الترحيل تمت على نحو مفاجئ وعلى نطاق واسع حتى قدر البعض أعداد المرحلين بمدينة الغردقة وحدها بما يقارب الـ 8 الاف فرد فى اليوم الأول من الحملة والتي مازالت مستمرة حتى الآن.
من جهتها بررت الشرطة القرار بأنه إجراء ضروري لضبط أمن تلك المدن خاصة وأن قرار الابعاد يشمل فقط الشباب الذين لا يعملون فى أماكن محددة والمنتشرين بكثافة داخل المدن السياحية وهو ما يجعل مهمة الشرطة اكثر صعوبة اذ تزداد احتمالات تسلل العناصر الارهابية وسط هذه الفوضى.
وعلى الجانب الآخر قوبل قرار الشرطة المصرية بغضب عارم واستهجان شديد من كافة الأوساط المصرية خاصة بعد اصرار الشرطة على عدم السماح لغير المقيمين بالمدن السياحية بالدخول اليها مرة ثانية بدون ترخيص مسبق أو ما يثبت انه يشغل وظيفة ثابتة في المدينة التى يرغب فى الدخول اليها على أن يضمنه صاحب العمل والامر الذي جعل البعض يربط بين ذلك النظام ونظام الكفيل المعمول به فى دول الخليج!
معظم "المرحلين" الذين لا تنطبق عليه تلك الشروط هم من الشباب الذين نزحوا الى المدن السياحية باحثين عن فرصة عمل في هذا المجال الذي يمثل رئة الاقتصاد المصرى.. بعضهم نجح فى العثور على عمل مؤقت ولم يشفع له في البقاء بالمدينة بينما اتجه الأغلبية الباقية من الشباب الى عمل من نوع اخر.. اكبر مدخولا واقل تعبا وهو اقامة علاقات جنسية مع الأجنبيات مقابل الحصول على مبالغ مالية تزيد أو تقل حسب شطارة الشاب وقدرته على تخليص "المثالح" من الرفيقة التى غالبا ما تكون فوق الخامسة والأربعين فى أفضل الأحوال.

اصطياد الأجنبيات

"باسم عابد" -26 سنة- لا يخجل من الاعتراف بأنه واحدا من مئات الشباب الذين اختاروا هذا العمل ويسوق عدد من المبررات التى دفعته لذلك "قصدت مدينة الغردقة قبل عام للعمل بالسياحة، وبالفعل حصلت على وظيفة بأحد الفنادق ولكنها لم تستمر طويلا حيث فقدتها بعد مرور شهرين فقط وفشلت في العثور على عمل آخر بالسرعة المطلوبة ما اضطرني الى الاستجابة لنصيحة أحد الزملاء بالتركيز على اصطياد الأجنبيات من كبار السن لاقامة علاقات جنسية معهن مقابل تكفلهن بالانفاق علي طوال فترة اقامتهن بمصر. وبالفعل لم أتردد فى تلك الخطوة لأنها كانت الخيار الوحيد أمامي والا سأضطر للعودة الى مدينتي لأقبع فى المنزل بدون عمل".

وبالطبع عملية اصطياد الأجنبيات تخلو من التعقيد ولا تتطلب مجهودا كبيرا، بل وفى أحيان كثيرة يبادرن هن بالتعرف على الشاب سواءا كان اللقاء في الشارع أو في مطعم أو ما شابه.. فهن يدركن أنه في الأغلب لن يمانع طالما وجدت المصلحة المادية .سامي لطفي -27 سنة – منغمس ايضا فيما يحلو له ان يسميه بالسياجة الجنسية "مدينة الغردقة على وجه التحديد تعد مركزا للسياحة الجنسية حيث يتوافد الآف السائحات من روسيا وأوروبا الشرقية بقصد التعرف على الشباب المصري. وعادة ما تكون علاقات عابرة تستمر أسبوع أو أكثر قليلا ما تلبث أن تنته بمجرد سفر السائحة. وتختلف قيمة المبالغ المالية التي يمكن للشباب الحصول عليها من الأجنبية حسب قدراته الخاصة وخبرته فى هذا العمل فهناك شباب جمعوا مبالغ طائلة بعد عام أو اثنين فقط وهناك أيضا من ظل واقفا مكانه دون أن يحرك ساكنا خلال نفس الفترة الزمنية".
والعلاقة الجنسية مع أجنبية لا تنته بالضرورة بمجرد سفر الأخيرة ،بل قد تكون مقدمة للزواج منها كوسيلة تتيح فرصة السفر الى الخارج وهو ما يطمح اليه عديد من هؤلاء الشباب حيث أكدت دراسة حديية للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر أن حالات زواج المصريين من أجنبيات في ازدياد مستمر ويتم أغلبها في مدينتي الغردقة وشرم الشيخ حيث وصلت أعداد الزيجات خلال العامين الماضيين فقط الى أكثر من خمسة الاف زيجة.
الاجراء الأخير للشرطة المصرية بترحيل العمالة غير المقننة عن المدن السياحية قد يضع حدا – دون قصد -للسياحة الجنسية التي تنتشر في هذه المدن ولكنه بالتأكيد لن يضع حدا للعمليات الارهابية.. حتى وان تم تفريغ المدن السياحية من قاطنيها بالكامل!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف