الى وطن ظننته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أجلس في غرفة أكاد أنسى فيها من أنا, خالية من أي ذكريات أو صور, حتى وراء الجدران والنوافذ أشخاص وبيوت وسيارات غريبة لا أستطيع أن أناديها. لماذا أتيت؟ لا أدري, لكني على يقين أن في أعماقي حقد على ما كنت عليه, كره لإهمالي نفسي, وهرب من الجدران والشوارع والنوادي والأ هل والأصحاب والأغاني إلى مدينة تحول الرمل إلى تراب تنمو فيه الأشجار.
بعد أن غرست جذوري في تراب الوطن لتعانق أحياءه وأهله وشوارعه وأديانه وأوهامه, أفقت لأراه يخونني بكل أحجاره واهله وغرفه الباردة. ودعته لأجد بديلا وأعلم بعد ذلك أن وهم الإنتماء أشد قسوة من إيجاد البديل.
سأعود ثانية لأغمر وطنا" يذكرني بماض أليم مر عليه الزمن لينسج من مأساته تفاصيل أحلامي.
وطني أصبح تنهيدة ذكريات وهويتي كل ما يلمس أعماقي ويبعثر أوهام إنتمائي.