لحظة ضائعة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يحق لك ان تمارس اقصى درجات الغباء في هذا اليوم، يحق لك حتى ان تكون سعيدا .. ان اردت .
انه اخر يوم في هذه السنة المشؤومة ..ولا يعني هذا بالضرورة ان السنوات السابقة لم تكن مشؤومة ، لكن الفرق هذا العام ان الشؤوم حل علينا جميعنا ولم يصرّ على رمي كل " قرفه " علي وحدي .
تفاصيل سخيفة تجلب لي لحظات قليلة من السعادة في هذا اليوم ..فضل شاكر وسجائري التي عدت اليها اخيرا بسعادة لا حدود لها بعد طول انقطاع .
قليل من القهوة صباحا والكثير من خفة خمرة تطيح بعقلي ليلا.
يمكنك في هذا اليوم ان تسيقظ في السابعة صباحا او العاشرة او حتى بعد الظهر وألاّ تفوت على نفسك الكثير مما يحدث.
فالسياسي الذي يبدأ نهاره الخطابي باكرا جدا سيكرر - كما كل يوم - تصريحاته كل ربع ساعة او نصف ساعة او كل ساعتين حسب خطورة الوضع.
فنحن ورغم كل شيء لعلنا البلد الاكثر انتاجا للتصريحات السياسية من جهة والاكثر تبديلا للمواقف من جهة اخرى . فموقف الاسبوع الفائت موقف باطل يتوجب استبداله فورا - وايضا وفق خطورة الوضع فالموقف قد يختلف بين ساعة واخرى.
ويحق لك في هذا اليوم ألاّ تشغل بالا بكل ما يقال حول تعطيل مؤسسات الدولة . ويحق لك ألا تتسأل ماذا يفعل وزير الشباب والرياضة في برامج سياسية على مدار الساعة وعلى كل منبر ملقيا خطابا تلو الاخر مهاجما محللا ومصالحا عوض الحديث عن مشاكل وزارته او الحلول ضيفا على برنامج رياضي واحد او عرض خطة ما لتسوية مصائب هذه الوزارة.
ولا تشغل بالا ايضا بوزيرة الشؤون الاجتماعية التي لم تسمعها يوما تتحدث عن "الشؤون الاجتماعية" المزرية للشعب .. فهي مشغولة بحساباتها الخاصة والمرة الوحيدة التي قررت الحديث العرضي عن مهامها كان حين تدخل "منافس" لها في المواقف وأبرز اهمالا ما ..وكان ردها سياسيا بحتا.
يمكنك ألا تبحث في معضلة هذه المؤسسات المعطلة والتي تلقي باللوم على سورية المسببة- كما يرى هؤلاء- بهذا التعطيل.
ليلة سهرة السنة تبدأ كما كل عام بالنكد المعتاد للمؤسسة اللبنانية للارسال من خلال برنامجها وقف تقلك والتي "تنكش من تحت الارض" مأساة ما واقعية او وهمية لا فرق ..فأنت لا رغبة لك لا في مشاهدة نكدهم ولا مشاهدة مغنية ما تتمايل وتفرح بشدة بالعام الجديد.
كل ما كان يهمك هذا العام هو التنبؤات . ميشال حايك قرر لسبب ما ألاّ يتكلم عن تنبؤاته اما سمير زعيتر فقرر عكس ذلك .
الاول على الـlbci والثاني على newtv .. سمير زعيتر كما حايك صحت توقعاته والاختلاف الوحيد بينهما ان الاول اكثر دقة بتنبؤاته اما الثاني فاكثر شهرة . والسبب ان الاول ميشال والثاني زعيتر.
حتى تنبؤات الموت تعتمد على الترويج الاعلامي الطائفي . حسنا يمكنك ألا تشغل بالا بهذا ايضا.
تنبأ سمير زعيتر بالكثير من الموت والكثير الكثير مما يحبط العزيمة .
رغم كل هذا عليك الاحتفاظ بهذه السعادة حتى منتصف الليل . تجرع المزيد من الخمرة ولا تشغل بالا بصداع الغد .
ففي منتصف هذه الليلة ستتحول الى مؤمن بقدر ما او حظ او إله ما قادر على جعل كل الامور السيئة تزول.
انتظرت عاما كاملا حتى تحل عليك دقيقة واحدة..
قد يبدو من الغباء بمكان الانشغال في تلك اللحظة ، فلا احتفالات ولا معايدات ولا تمنيات بحياة افضل..
فقط لحظة سقطت سهوا .
وما اجملها من لحظة انتظرتها عاما كاملا ومرت على حين غفلة..