ملحق شباب ألاسبوعي

مهرجانات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ربيع ديركي : عام 2006 ، بحسب الرواية الرسمية ، هو عام السياحة في لبنان ولكن عدوان 12 تموز جعله عام المجازر والقتل والتدمير من ناحية ، وعام ، من ناحية ثانية ، صمود المقاومة الأسطوري في مواجهة جيش العدو الإسرائيلي،الذي دأبت الأنظمة العربية الحاكمة ومن لف لفها على وصفه بأنه الجيش الذي لايقهر. ولكن نظرا لتعدد الإتجاهات السياسية في لبنان التي تعكس تعدد الإنتماءات ، فإن ما حققته المقاومة تحول الى " هزيمة سياسية " لها بفعل الحراك السياسي في لبنان المنقسم على نفسه بين مؤيد لمقاومة الإحتلال الإسرائيلي ومراهن على المشروع الأميركي التوسعي في المنطقة ، مما أتاح للعدو الإسرائيلي تحقيق ما لم يحققه عسكريا ، أي تحقيق نصر سياسي في القرار الدولي رقم 1701 .

توقف العدوان الإسرائيلي على لبنان ، ولكنه ما زال مستمرا بأشكال مختلفة وعيد بمعاودته وتهديد مباشر وصريح بتنفيذ إغتيالات سياسية ، خطف مواطنين لبنانيين ، قرصنة على المياه اللبنانية ، إنتهاك للأجواء اللبنانية و"الحبل على الجرار"... كل ذلك يجري بمباركة ورعاية قوات اليونيفيل التي يبدو أنها متخصصة في إحصاء الإعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان ولكنها محترفة جدا وفي تمام الجهوزية للرد على أي فعل تقوم به المقاومة ضد الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان ؛ أما الدولة اللبنانية فيبدو أنها " صائمة" ، ليس في رمضان فقط، عن لعب دورها في حماية السيادة اللبنانية .

توقف عدوان 12 تموز وإفتتح موسم المهرجانات السياسية التي كانت بدايتها مع المقاومة الإسلامية في لبنان في أول إطلالة مهرجانية لها بعد 12 تموز حيث عبر أمينها العام عن خطابها السياسي في مهرجان "الإنتصار الكبير" الذي يبدو ، بعيدا عن مناقشة مضمونه السياسي، أن أحد أهدافه كان، وفقا للحملة الدعائية والتعبوية، عرض قوة المقاومة الإسلامية في لبنان ولكن هذه المرة ليس بمقاومة عسكرية للإحتلال الإسرائيلي بل بتنظيم حشد جماهيري كبير شارك فيه الآذاريون "المعارضون" ، ولعل أحد أبرز معالم إثبات أن المقاومة الإسلامية مازالت بكامل قوتها بعد عدوان 12 تموز تجسد بالظهور العلني للسيد حسن نصر الله .

وبما أن كل طرف سياسي في لبنان ينتظر الآخر " على الكوع" كان الرد على مهرجان "الإنتصار الكبير"، سريعا، من الآذاريين الحاكمين حيث القى رئيس كتلة المستقبل النيابية كلمة سياسية في حفل من المفترض أن لا دخل له بالسياسة ، أي حفل إفطار ، ولعل أبرز ما حملته كلمته السياسية الإفطارية تأكيده أن العدو الإسرائيلي إحتل عدة مواقع جديدة في لبنان وأن عدد الإسرى قد إزداد دون أن يقدم ولو رؤية أولية لمواجهة آثار عدوان 12 تموز ، ولكنه بالمقابل حدد موقع رئيس مجلس الوزراء اللبناني بأنه يمثل فريق الرابع عشر من آذار في الوقت الذي يجب أن تكون فيه الدولة للوطن... كل الوطن لاتفرق بين طرف سياسي وآخر .

ومن الطرف الآذاري نفسه رد، أيضا، على مهرجان الطرف الآذاري "المعارض" بمهرجان أحيت فيه القوات اللبنانية ذكرى شهدائها ... نعم شهداء القوات اللبنانية التي حاصرت الى جانب جيش الإحتلال الإسرائيلي بيروت عام 1982 شهداء القوات اللبنانية في عين الرمانه ،في حرب الجبل، حرب التصفيات السياسية للأطراف والقوى المسيحية السياسية المعارضة لها ،حرب الإلغاء و.... مهرجان يبدو أن القصد منه ، بغض النظر عن مضمون الخطاب السياسي لحكيم القوات اللبنانية أحد أمراء الحرب والإغتيالات السياسية ، هو إثبات الوجود على الساحة المسيحية السياسية في مواجهة اليتار العوني الذي كان ، أيضا ، رده سريعا بمؤتمر مهرجاني حول ملف المهجرين ، والمفارقة في المؤتمر/المهرجان أن الطرف الآذاري "المعارض" كان حاضرا ووزير المهجرين السابق خاطب النائب عون بدولة الرئيس غريب أمر الوزير السابق فالقاصي والداني يعرف خير معرفة موقف معاليه/سعادته، طبعا سابقا، من الجنرال عون إبان حكم دولة الوصاية القديمة في لبنان ، والقاصي والداني يعرف ، أيضا، خير معرفة أن اقطاب الطرف الآذاري "المعارض" كانوا، بالأمس القريب، مع الآذاريين الحاكمين من أركان حكومات دولة الوصاية القديمة في لبنان فأين كانت كل الحقائق التي عرضت في المؤتمر/ المهرجان حول ملف المهجرين ؟!.

حقيقة لا جواب لأنه على مسرح المشهد السياسي في لبنان يختلط "الحابل بالنابل" حيث يحق لكل طرف سياسي ، بحكم الفرادة اللبنانية ، قول الشئ وممارسة ، في الوقت نفسه ، نقيضه .

وفي موسم الإصطياف ... موسم السياحة بدأ موسم جديد إنه موسم سياحي ولكن جديده،هذه المرة، أنه موسم المهرجانات السياحية السياسية في لبنان حيث لكل طرف سياسي منطقته السياحية السياسية الخاصة به ، يقيم فيها مهرجاناته التي تعبر عن مدى عمق الإنقسامات السياسية بين القوى السياسية السلطوية سواء كانت في موقع الحكم أو كانت لابسة لبوس المعارضة لأنها قوى سياسية سياحية مهرجانية طائفية سلطوية تختلف ، في الظاهر ، في ما بينها عندما تتعارض مصالحها السلطوية مع بعضها البعض ولكنها وبلمح البصر تتصالح في ما بينها ، وكأن شيئا لم يكن ، عندما تتفق على تقاسم جبنة السلطة . فأهلا وسهلا بلبنان المختلف على الحرية والسيادة والإستقلال .... أهلا وسهلا بلبنان المهرجانات .... المهرجانات السياحية السياسية الطائفية التي يعرض فيها كل طرف سياسي عضلاته في ساحته المهرجانية لتحسين شروط التفاوض .... ولنيل حصة سلطوية أكبر .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف