ملحق شباب ألاسبوعي

اسبوع فلسطين الدموي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك



رزق علي:ليس من شيء يقلق الفلسطينين في هذه الاثناء ويثير ريبتهم وتخوفهم من المستقبل المجهول الغامض اصلا، هو عودة الاوضاع المضطربة في قطاع غزة الى السخونة مجددا بعد حالة من الهدوء الحذر شابت مختلف مناطق القطاع خلال الاسبوعيين الماضيين في ظل هدوء مترقب من كافة الاطراف لتجاوز المحنة التي يمر بها الشعب الفلسطيني.

انهار الدماء سالت في شوارع غزة وجنوبها خلال الايام القليلة الماضية وكأنها لتوها خرجت من منابعها التي لم تجف على الارصفة التي شهدت احمى مواجهة بين بني الجلدة الواحدة وذلك خلال اشتباكات حامية الوطيس دارت رحاها بين القوة التنفيذية التي شكلها وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام والاجهزة الامنية التي تنصلت من تبعيتها للوزير الفلسطيني والتي باتت تتلقى اوامرها المباشرة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يقوم -برحلة عمل- خارج قطاع غزة . ما أثار شكوك الفلسطينيين حول رحلات الرئيس المكوكية على الرغم من علمه المسبق بسخونة الاجواء واستعددها للخروج عن طوقها المألوف إنذارا بحرب اهلية يكون ابطالها اعضاء حماس وفتح، بينما يقع الشعب الفلسطيني بأسره اسيرا لهذه التناحرات بين هاتين القوتين العظيمتين .وفي الوقت الذي سيدفع في ابناء هذا الشارع الثمن ، فان قادة الفصائل سيحققون نصرا عسكريا عظيما وسياسيا باهرا .

عشرة قتلى حصيلة غير نهائية لما يحدث من نزاع دموي حالي بين فتح وحماس، جماهير المنظمتين اشتبكوا بالايادي والعصي وبالرصاص والقنابل وحتى بقذائف الار بي جي, وكأن الساحة مهيئة لجولة جديدة من الموت الاسود .
على الجانب الاخر ما يزال صراع من نوع اخر يدور بين مؤسستي الحكومة والرئاسة فكلهما يسيطر عليهما تنظيما واحدا استطاع ان يحشد الكثير من الجماهير في سبيل الانتصار على خصمه في معركة يعتقد الكثيرون بانها لاصحاب الأنفس الطويلة والجيوب العميقة.

كل شيء في غزة قد توقف ، فلا عمل ولا حركة . الشوارع خالية والمحال التجارية والمدارس والمستشفيات لم تسلم من النيران الصديقة خلال الاشتباكات والمؤسسات الحكومية والغير حكومية ، اغلقت بالقوة من بعض منتسبي الاجهزة الامنية التي تتبع للرئيس الفلسطيني -الذي تراجعت شعبيته الى ادنى ما كانت عليه حين انتخب - ومنها شركة كهرباء غزة التي تم ضرب مولداتها الكهربائية وقطع اسلاك التيار الكهربائي غير المتوفر اصلا بفعل الحصار الاسرائيلي لاهالي القطاع .
هذا فضلا عن الاعتداء الذي طال البنوك والشركات التجارية الفلسطينية من قبل اعضاء الاجهزة الامنية ، الامر الذي استدعى نشر اعداد مضاعفة من رجال الامن في القوة التنفيذية في المدينة وضواحيها منعا لحدوث مظاهرات احتجاجية غير سلمية يقوم بها اشخاص تتهمهم حماس بانهم مأجورين ومسيين..و يعملون لجهات خارجية.
ولا يبدو ان الشعب الفلسطيني ينتظر ما سيناله من ابناءه واخوانه اكثر مما ناله من الاحتلال الاسرائيلي على مدار سنوات الانتفاضة فهو محاصر من كل الجهات ..مرة من عدوه ومرة من ابنائه ..صراعات ونزاعات لا تجلب لابناء غزة سوى المزيد من سفك الدماء .

ما تشهده مدينة غزة لا يبشر بخير بل ينذر بتصاعد حملة المواجهات بين مؤسستي حماس وفتح .فلكل منهما اجندة مختلفة جعلت اللوم من نصيبهما بالتساوي .
أبو جهاد ( 37 عاما ) ضابط في الامن الوطني , يقول" اللعنة على حماس وفتح ، في النهار يقتلون الناس الابرياء وفي ستار الليل يجلس قادتهم لاحتساء اكواب الشاي وتبادل النكات والضحك" ولا يفوت ابو جهاد التعليق على التصريحات التي يدلي بها كل من القادة على شاشات التلفزة .
لا ينفي ابو جهاد انه شارك في المواجهات التي دارت بين القوة التنفيذية وبين الامن الرئاسي وقوات الامن الوطني، الامن الوقائي ، الشرطة البحرية، فيقول " لا يمكنني ان اوجه النار مباشرة الى صدور ابناء شعبي واقتلهم في نهار رمضان ".
ويعلل الضابط في الامن الوطني الفلسطيني بان ما يحدث في قطاع غزة هو نتيجة لاستكبار فئة على حساب الاخرى ما يجعل الاوضاع قابلة في اي وقت وفي اي مكان للانفجار.

فيما قاطعته زوجته ام جهاد (36 عاما ) بالقول" ما ذنب الشباب الذين يقتلون في نهار رمضان , لقد افقدوا رمضان بركته وجماله . قلبي يعتصر الما على الناس الذين فقدوا احبائهم في الاشتباكات".
وتضيف" يبكي المرء منا عندما يرى شباب في عمر الزهور تتساقط واحد تلو الاخر وطلبة الجامعات وطلبة المدارس وهم عائدون الى منزلهم , بدلا من ان يعودوا الى اهلهم سالمين, عادوا اليهم محمولين على الاكتاف".
وبانتظار ان يلتفت الساسة الى ما يحدث في غزة لانهاء حالة الاحتقان والعنف الدائر ، سيواصلون مسيرتهم الحالية في تبادل حلقات الافطار الجماعي واحتساء اكواب الشاي والقهوة "بكثرة " خلافا للفلسطينيين الذين بدافع فقرهم يقتصدون في كل شيء.. الطعام والماء والشاي ..وحتى الحياة .بانتظار التفاتة ما سيكون الساسة قد حققوا انجازا اخر ، فقد تمكنوا من حقن الدماء الفلسطينية وانتصروا لذواتهم بشكل كبير.

rizeq_orouq@hotmail.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف