في رمضان.. مدينتي تختلف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الكل منشغل بالازدحام في نهار رمضان، قد تكون الفرصة أفضل في نهار الجمعة، أو في نهار السبت بعد أن اعتبرته وزارة التربية والتعليم عطلة رسمية لكافة المدارس بدء من هذا العام، إلا أن ذلك لم يمنع ازدحام العديد من شوارع العاصمة.
في مدينتي.. البعض لا يعمل، حتى وإن كان في وظيفة.. قد تجد موظفا يؤخر كل شيء إلى ما بعد العيد، في الجامعة قد تجد طلبة تشتكي من عدم انتظام المحاضرات وعدم اهتمام الموظفين حتى بتحصيل المصاريف، ذلك النهار أغلقت الموظفة شباكها في وجه الطلبة بعد أن أسمعتهم كلاما ثقيلا، تذكرت وقتها مقالا لأحد شيوخنا الأفاضل عن "رمضان.. شهر العبادة والعمل"، وأنه شهر الانتصارات وأنه...الخ، أعتقد أن تلك الموظفة لم تقرأ كلام شيخنا الوقور.. أو أن لها بعض الطقوس الخاصة في رمضان..!
في مدينتي.. يعد استخدام المواصلات العامة أمرا غير محبب إلى النفس، ومع ذلك فوسائل المواصلات تكتظ عن آخرها في كثير من الأحيان.. بعض الحافلات جعلت ثمن تذكرة الركوب جنيها وعشرة قروش، عملا بقرار محافظ العاصمة، لذا فالمشهد المألوف أن تجد مناوشات ومفاوضات بين السائق والركاب في حالة عدم وجود عملات معدنية..أعتقد أن لدى سائقي هذه الحافلات فائض كبير من باقي حساب لم يأخذه الركاب، اقترح على السائقين أن يقدموه كتبرع خيري بمناسبة الشهر الكريم.
في مدينتي.. يحاول رجال المرور على كافة رتبهم ضبط أحوال الشوارع، فهناك مليونا سيارة في القاهرة، علما بأن شوارعها - رسميا - لا تحتمل أكثر من ربع هذا العدد، فهل ينجح رجال المرور في إبادة كل هذا العدد من السيارات ..؟!
في مدينتي.. يفترش باعة "العرقسوس" الأرصفة، يطوفون بعرباتهم الشوارع، تكثر أعدادهم في كل مكان وكأن كثيرين قد تركوا أعمالهم في هذا الشهر وتفرغوا لبيع مشروب العرقسوس.. اقتربت من أحدهم.. نظرت إلى أكياس المشروب الشعبي ذو اللون الداكن.. تذكرت ما تلح به علينا وسائل الإعلام كل عام عن فوائد شراب العرقسوس للصائمين في رمضان، أكياس المشروب مغرية، إلا أنني لم أشتر، فقد تذكرت ما صرح به أحد المسؤولين منذ أيام عن أن رمضان هو أكثر أوقات العام تروج فيه السلع الفاسدة..!
في مدينتي.. قبل موعد الإفطار بساعة، تبدو مهمة إيجاد وسيلة مواصلات أمرا عسيرا جدا، اقتربت من سيارة ميكروباص لأركبها، في ثوان كانت كافة المقاعد قد ملئت بالزبائن، الجميع كان في حالة غير طبيعية، قد تتعجب عندما تجد نشاطا ملحوظا لدى الصائمين في القفز على المقاعد الشاغرة ومزاحمة الآخرين.. حتى في خلفية الميكروباص كان أحدهم متشبث من الخارج، كانت تلك الطريقة في الركوب تمارس في الريف والمناطق العشوائية، إلا أنها الآن.. قبل الإفطار بساعة، هي الوسيلة المناسبة للبعض .
تصوير : عبدالرحمن مصطفى