ملحق شباب ألاسبوعي

طقوس الموت التي لا ترحل عن غزة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


رزق علي: على عجل اجتمع ذوي الشهيد يواسون بعضهم البعض ويتناقلون دعوات الرحمة لعزيزهم الذي كان قبل لحظات يلعب ضاحكا بينهم ، لتحين فجاة لحظة الرحيل دونما انتظار او سابق ميعاد.اتصالات حثيثة تجري ما بين المستشفى الذي شهد سكون نبضات القلب الاخيرة للشاب يحيي القصاص احد أبناء المقاومة الفلسطينية وبين مسقط رأسه في خانيونس للاستعداد المتثاقل لاقامة بيت عزاء لاستقبال المعزين الذين سيؤمون البيت من كل فج وميل.

دموع تنسل خفية على الوجنتين بوداع الابن الغالي بعد ان خطفه الموت هو يحاول استدراج احدى الاليات العسكرية الاسرائيلية التي كانت تتوغل في المناطق الشرقية لمدينة خانيونس التي سقط خلالها اكثر من سبعة شهداء خلال ليلة واحدة بعد جوالات من الاقتتال الداخلي الفلسطيني الفلسطيني.فيجمع الفلسطينين ان دماء الشهداء هي وحدها التي تحقن الدماء الفلسطينية حتى القداسة التي تتمتع بها دماء النفس البشرية التي وصلت لمراحل دنيا في عالمنا الحديث.

يستعد الجميع في صفوف متراصة الكتف بالكتف والاقدام ساوت الاقدام للتحية اليتيمة التي لم ينتظرها أحد
لعل من اكثر مظاهر الانتفاضة الانسانية حيث يتم القاء نظرة الوداع الاخيرة على الشهداء قبل ان يتم موراتهم للثرى في هدوء وسكينة مودعين الدنيا وقد ادوا الامانة التي فشل غيره من بني البشر وامة العرب في حملها وادائها بالشكل المطلوب .

في مشهد تختلط فيه المشاعر وتتزاحم فيه الابدان و يتسابق الشبان كي يقبلون الجبهة التي عطرت بروائح أهل الجنة يتزاحمون جماعات وفرادة لحمل ذاك النعش .
لا يختلف الفلسطينين في مراسم تشيعيهم للشهداء الذي يقضون نحبهم برصاص الاحتلال، فالطقوس ذاتها في غزة والضفة الغربية حيث اعتاد الشبان الفلسطينين اثناء تشيعهم لاحد الشهداء ان يقوموا بمهرجان للمشاة حيث يحمل الشهيد على الاكتاف ويتم التجوال به في كافة انحاء قريته بيتا بيتا وكانه يلقي السلام على اهل القرية المودعة له وحاملا معه دعواتهم وتهانيهم وعبراتهم وبكائهم وفرحتهم .
النساء والرجال يحيطون بالنعش على طول الطريق الممتد من منزله الى المقبرة التي ستضمه ضمة الارض العاشقة والحانية على ابنائها الذين رووا الارض المباركة .

يتنافس الشبان في سباق مذهل على حمل الاكفان ، تجدهم بالعشرات الكل يرغب في حمله على الاكتاف وتحمل عناء الطريق الطويلة تحت اشعة الشمس الحارقة التي ما فتأت تلفح جباههم في اوقات الظهيرة.

وما ان يصلوا لمحطتهم الاخيرة حتى يوارى الشهداء في ثرى اكثر من ثلاثين مقبر في سجن غزة الكبير حاليا ومن ثم يعودون لاستقبال المعزين ولاقامة الصلاة الهادئة على روح الشهداء عليه تطيب خاطرهم وتسكن ألمهم وتذهب عنهم الم الوحشة في بيت غريب عليهم بلا اهل او صاحب ولتبقى صلوات الفلسطينين على شهداء غزة وفلسطين قاطبة قائمة الى يوم الدين ..

rizeq_orouq@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف