إحصاءات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ولكن وحيدة عصرها وفريدة زمانها " الصيغة اللبنانية" تطورت مع مرور الزمن وتقدم المعارف الإنسانية والكشوفات العلمية، حيث ظهر تطورها منذ إغتيال الرئيس رفيق الحريري ، تحديدا، في الثامن من آذار والرابع عشر منه، فكل طرف من الآذاريين "زيت" ماكينته الإحصائية وطالعنا بعدد المتظاهرين الذين لبوا دعوته للتظاهر، وذلك ، طبعا ، ليس بهدف إحصاء عدد السكان في لبنان ، بل للتأكيد على أنه جمع أكثر من الطرف الآذاري المقابل له وأن مظاهرته ، بعد إجراء فحص DNA لا مجال للشك في نتيجته ، هي مظاهرة لبنانية نقية أكثر من مظاهرة الطرف الآخر وهكذا. بناء على الإحصاءات الآذارية الحاكمة منها أواللابسة لبوس المعارضة تبين أن عدد السكان في لبنان يفوق بمرات ومرات إحصاء عام 1932 .
وبما أن العقل الإنساني دائم التطور والإبداع ، وبما أن وحيدة عصرها وفريدة زمانها لا تكبل العقل الطائفي - عذرا من العقل - بأي قيد بل تطلق له العنان ليبتكر ويبدع طائفيا ، تطور علم الإحصاء في لبنان نحو التخصص ، فكما هو معروف هناك طبيب قلب وطبيب بنج وطبيب بيطري ... الخ جميعهم أطباء ولكن كل واحد منهم متخصص في مجال معين من علم الطب؛ وهذا ما حدث مع علم الإحصاء في لبنان حيث قامت أطراف آذارية تنتمي الى الطائفة نفسها ولكن واحدة منها مع قوى الثامن من آذار والأخرى مع قوى الرابع عشر منه بتنظيم مهرجانات تظاهرية إدعت ، كل واحدة منهما ، أنها حامية حمى الطائفة وانها هي وحدها تمثل الطائفة المعينة، وعلى القاعدة نفسها يصركل طرف منهما على أنه نظم مهرجانه التظاهري بمفرده، وبحسب المنطق الداخلي لهكذا خطاب سياسي- طائفي فإن اللامصرح عنه، أو بالأحرى المصرح عنه تورية، هوأنه وحده يمثل الطائفة التي من أجلها نظم مهرجانه التظاهري كونه لم يستعن بأي طرف آخر لحشد المتظاهرين ، وبالتالي نصب نفسه الناطق الرسمي بإسم طائفته.
وعليه ، فأن هكذا خطاب سياسي- طائفي مهرجاني يقود الى فتح جديد في علم الإحصاء أسه الإنتماء الطائفي المغلف بشعارات المشاركة في بناء الوطن والإصلاح و... الخ من الشعارات الزائفة المخادعة المنافقة التي يقول أصحابها ما لا يفعلونه على أرض الوطن. فكيف يمكن بناء وطن وكل طرف يدعي ، إن بشكل مباشر أو غير مباشر، أنه الممثل الوحيد لطائفته ... كيف يمكن بناء وطن
وحرب التعبئة الطائفية والمذهبية سائرة على قدم وساق... وكيف يمكن تحقيق وحدة وطنية وكل طرف متمترس بمتراس طائفته. إنها شعارات ينطبق عليها قول " كلمة حق أريد بها باطل" شعارات تتحقق بالنفاق الذي تمارسه الأطراف الآذارية الحاكمة أواللابسة لبوس المعارضة والذي تكفله وحيدة عصرها وفريدة زمانها ب " الديمقراطية التوافقية" الطائفية ، ولكن بالمقابل فان الخاسر الأكبر هو الوطن ، كون نار الحرب بين أمراء الحرب الأهلية في لبنان وأمراء الطوائف والسرقة والهدر والفساد ، إن كانوا في لبنان إبان حكم دولة الوصاية القديمة أو كانوا في منفاهم الباريسي ، ما زالت تحت رماد نفاق شعارات المشاركة في بناء الوطن والوحدة الوطنية التي تدعيها الأطراف الآذارية ، حيث لكل طرف منهما مفهومه الخاص عن الوطن أسه إلغاء اي إنتماء الى الوطن لأن المشترك بين الآذاريين هو الإنتماء الطائفي الذي بموجبه ، وإن إختلفوا في الظاهر، يتفقون على إعادة إقتسام جبنة الوطن على حساب الوطن .... كل الوطن.