قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
رزق علي : دقائق قليلة تفصلنا عن بلدة بيت حانون المحاصرة من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي في شمال القطاع.منذ سبعة ايام حاولنا مراوغة جنود الاحتلال برفقة بعض طواقم الاسعاف الفلسطيني بغية الدخول الى بيت حانون التي اعلنت منطقة عسكرية محكمة الاغلاق ، الا ان تهديد الجيش كان واضحا لجموع الصحفيين والطواقم الطبية التي جاءت على وجه من السرعة لانقاذ الجرحى والشهداء الذين سقطوا جراء اطلاق طائرة استطلاع اسرائيلية لصاروخ واحد على الاقل باتجاه سيارة مدنية كانت تسير في مدينة الاشباح "بيت حانون".
وبرغم المحاولات المتكررة التي اثنت عزائمنا للدخول الى عمق البلدة المنكوبة ، الا انه جميعها تكللت بالفشل حتى كانت اخراها محاصرة طاقم الصحفيين الذين قدموا الى المنطقة من كافة وسائل الاعلام العربية والمحلية والدولية ، فبات الخطر يتهدد الجميع جراء الاستهداف المباشر للجميع.
بينما نحن كذلك وقد ارتسمت على وجوهنا علامات الاستهجان نظرا لان لم يتمكن احد منا "الصحفيين" من ان يشبع فضوله برؤية مشاهد الدمار والدماء في شمال غزة فالجيش الاسرائيلي وقف سدا منيعا.
المشهد في بيت حانون بات مألوفا بعد سبعة أيام من القهر والمعاناة التي يعيشها اهل المدينة التي ودعت حتى كتابة هذه السطور اكثر من ستين شهيدا
، مرجحا العدد للتزايد نظرا للكم الهائل في أعداد الاصابات الخطرة التي تصل الى مشافي شمال قطاع غزة التي تنقصها الامكانيات و المستلزمات الطبية الكافية لمعالجة اوقات النكبات التي يمر بها اهل شمال القطاع.
قلة هم من تمكنوا من الخروج من البلدة في ايام الاجتياح الاولى, وما تبقى من السكان في بيت حانون يصارعون الان البقاء ,يحاولون الصمود في وجه الة الحرب الاسرائيلية, وفي الوقت ذاته , يسعون للاستمرار على قيد الحياة والعيش بقليل من قطرات المياه وبعض من كسرات الخبز,التي لم تعد تسد رمق الاطفال الذين يتعرضون لسوء التغذية والعناية.
بيوت قصفت فوق ساكنيها, ومن بقي على قيد الحياة اخذ يبحث عن من ما زال تحت الانقاض . تحاول ان تحصي عدد المنازل التي سويت بالارض فلا تجد رقما يسعفك ، فاصوات الانفجارات تتوالى بشكل متلاحق .
كل ما امكن الشعب الفلسطينين القيام به هو الاستجابة لنداءات المؤسسات الاجتماعية والمدنية للتبرع بالدم والمؤن والمال لاهالي بيت حانون .
"ثورة النساء"
ما ميز الاحداث ، المتكررة على بشاعتها ، هي تلك التظاهرة النسائية التي خرجت فيها نسوة غزة من كل حدب وصوب, من اجل اطلاق سراح رجال المقاومة الفلسطينية , الذي كانوا يتحصنون داخل احد المساجد, حيث نادت مكبرات الصوت في مساجد غزة , مكبرة ومهللة, منادية النساء للخروج من منازلهن, سعيا الى بيت حانون لفك الحصار عن المحاصرين في مسجد ام نصر الذين تمت محاصرتهم لاكثر من اربع وعشرين ساعة استشهد على اثرها حمزة عدوان بعد تنفيذه لعملية بحق جنود الاحتلال الاسرائيلي. وبعد دقائق قلائل على تقدم المسيرة النسائية الى داخل بيت حانون, توجه النسوة الى المسجد الذي تعرض لعمليات قصف مدفعي مكثف من قبل الدبابات الاسرائيلية في محاولة اثناء رجال المقاومة عن صمودهم ومقاومتهم التي باتت عنوانا للجميع,من اجل تسليم انفسهم .الجيش الاسرائيلي لم يترك المسيرة النسائية السلمية و تمر على طبيعتها فبادر باطلاق النار على النسوة المتظاهرات, الامر الذي ادى الى استشهاد ثلاثة نساء فلسطينينات ,جراء اطلاق النار الكثيف, منهن عزيزة غانم عضو المجلس البلدي لمدينة بيت لاهيا.تلك الصورة المشرفة التي نقلتها المرأة الفلسطينينة للعالم الخارجي تتويجا للتضحيات الجسام التي تقدمها المرأة الفلسطينية في كافة المجالات حتى وان سقطن واحدة تلو الاخرى.
rizeq_orouq@hotmail.com