صوت واحد أقوى من العالم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
والمشهد هذا بات يتكرر بعد كل مجزرة ترتكبها " إسرائيل" بحق الشعب الفلسطيني ، وبات معروفا من يحمي ويدعم المجازر الإسرائيلية إنها صاحبة حق النقض " الفيتو" الولايات المتحدة الأميركية ، صاحبة تصدير " ديمقراطيتها العسكرية " على ظهور الدبابات الى العالم ليس بهدف استبدال الأنظمة العربية الحاكمة الاستبدادية بل بهدف الاستيلاء على موارد الثروة والنفط والتحكم بها .
ومشهد إلغاء إرادة العالم ضد الجريمة والقتل والإبادة التي ترتكبها " إسرائيل " يوميا بحق الشعب الفلسطيني كررته دولة الحضارة ، التقدم ، حقوق الإنسان ، الحرية والخ... من شعارات بتنا نحفظها عن ظهر قلب ولكننا نعيش عكسها ،الولايات المتحدة الأميركية للمرة الواحدة والأربعين ... كررت للمرة الواحدة والأربعين أنه ممنوع مجرد إدانة الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.... ممنوع على العالم محاسبة ، ولو بالكلام ، "إسرائيل" أو مجرد التفوه بكلام يجرح شعور الكيان الإسرائيلي ، وما على العالم ، بموجب حق النقض " الفيتو " الأميركي سوى مساعدة ومد يد العون ل " إسرائيل " للاستمرار بما تقوم به وإن كان ينافي القيم الإنسانية والشرعية الدولية ، فلا شرعية دولية ولا أمم متحدة ولا مجلس أمن دولي ولا حضارة ولا " ما يحزنون" اذا تعلق الأمر بضرورة تطبيق الشرعية الدولية على " إسرائيل".
فالمندوب الأميركي في مجلس أمن " إسرائيل " - مجلس الأمن الدولي - جاهز لإستخدام حق النقض " الفيتو " ضد إرادة العالم ونصرة القاتل على القتيل .
مجازر ... قتل ... إبادة ... احتلال إسرائيلي.... فيتو أميركي ... استنكارات ... شجب ... ادانة عربية بلا فعل ... كل ذلك بات مألوفا لا جديد فيه ، أما المأساة فهي هزيمة ... خنوع ... ولامبالاة الشعوب العربية من المحيط الى الخليج ... شعوب عربية تكيل كل أشكال الادانة ضد المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني والموقف الأميركي الداعم لها ... شعوب عربية تمارس عادتها السرية ، ضد أنظمتها الحاكمة ومواقفها ، ولكنها بالمقابل تجدد الولاء والمبايعة الى الأبد لعروش الذل والهزيمة والخيانة والقمع .
والحال، لماذا ندين المجازر الإسرائيلية بحقنا ... لماذا نستغرب الموقف الأميركي ... ولماذا نطالب أنظمتنا الحاكمة بضرورة تغيير مواقفها والابتعاد عن الخطابة ... ونحن من صنعها ... نحن من رضينا بحكم هكذا أنظمة ؟ . إن مطالبة أنظمتنا الحاكمة من الخليج الى المحيط باتخاذ موقف مشرف وتاريخي ضد دولة الاحتلال وراعيتها هو هروب من اتخاذ موقف . انه موقف استسلامي لا يقل خنوعا وهزيمة واستسلامية عن موقف أنظمتنا الحاكمة . وبالتالي ليس من حقنا أن نطلب من غيرنا ما لا نريد فعله وما رضينا به .
أما التغيير ... الفعل في التاريخ ... الخروج من موقع الهامش .... مواجهة سرقة أموالنا وثرواتنا ... مواجهة المجازر المرتكبة بحقنا فيبدأ بهدم عروش التبعية والهزيمة العروش العربية . ... انه الممكن وإرادته ضد القائم وقبحه ... انه النار ... التغيير ... الحرية .... الآفاق الزرقاء الرحبة ...انه الانتصار على رماد القائم للتحرر من ظلم وعمالة أنظمتنا العربية الحاكمة ، والدعوة الى النار ضد الرماد ليست على قاعدة الاستقواء بالخارج وقواه ضد الداخل ، انها على العكس من ذلك ... انها دعوة لتفجير إرادتنا الحرة ... إرادتنا بالتغيير والعيش بحرية ضد تبعية وهزيمة أنظمتنا الحاكمة وضد قوى الاستعمار والاستغلال التي حولت مجلس الأمن الدولي الى مجلس أمن " شرعية شريعة" الغاب الحامية للاحتلال والسرقة والقتل .