ملحق شباب ألاسبوعي

صوت واحد أقوى من العالم

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ربيع ديركي: انتهت الحرب العالمية الثانية بتقاسم غنائمها في ما بين الدول المنتصرة ، وكانت إحدى تلك الغنائم إنشاء الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ، وعلى قاعدة أنه يحق للمنتصر ما لا يحق للمهزوم ، حيث وهبت الدول المنتصرة نفسها حق النقض " الفيتو " وهو حق يعود لدول لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة ، حق يبيح لأي من تلك الدول قلب الحق الى باطل.... والباطل الى حق.... نصرة المحتل على المحتلة أرضه. صوت واحد يعطل باسم الشرعية الدولية إرادة جميع دول العالم ، وما على الأخيرة سوى الالتزام " بشرعية " الدول التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية ... وإلا اعتبرت خارجة عن الشرعية الدولية و يحق ضربها ... غزوها ... محاصرتها .... ومنع الهواء عنها.

والمشهد هذا بات يتكرر بعد كل مجزرة ترتكبها " إسرائيل" بحق الشعب الفلسطيني ، وبات معروفا من يحمي ويدعم المجازر الإسرائيلية إنها صاحبة حق النقض " الفيتو" الولايات المتحدة الأميركية ، صاحبة تصدير " ديمقراطيتها العسكرية " على ظهور الدبابات الى العالم ليس بهدف استبدال الأنظمة العربية الحاكمة الاستبدادية بل بهدف الاستيلاء على موارد الثروة والنفط والتحكم بها .

ومشهد إلغاء إرادة العالم ضد الجريمة والقتل والإبادة التي ترتكبها " إسرائيل " يوميا بحق الشعب الفلسطيني كررته دولة الحضارة ، التقدم ، حقوق الإنسان ، الحرية والخ... من شعارات بتنا نحفظها عن ظهر قلب ولكننا نعيش عكسها ،الولايات المتحدة الأميركية للمرة الواحدة والأربعين ... كررت للمرة الواحدة والأربعين أنه ممنوع مجرد إدانة الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.... ممنوع على العالم محاسبة ، ولو بالكلام ، "إسرائيل" أو مجرد التفوه بكلام يجرح شعور الكيان الإسرائيلي ، وما على العالم ، بموجب حق النقض " الفيتو " الأميركي سوى مساعدة ومد يد العون ل " إسرائيل " للاستمرار بما تقوم به وإن كان ينافي القيم الإنسانية والشرعية الدولية ، فلا شرعية دولية ولا أمم متحدة ولا مجلس أمن دولي ولا حضارة ولا " ما يحزنون" اذا تعلق الأمر بضرورة تطبيق الشرعية الدولية على " إسرائيل".

فالمندوب الأميركي في مجلس أمن " إسرائيل " - مجلس الأمن الدولي - جاهز لإستخدام حق النقض " الفيتو " ضد إرادة العالم ونصرة القاتل على القتيل .

وعليه، ليس مستغربا أن تمارس الولايات المتحدة الأميركية حقها في مجلس الأمن الدولي وليس مستغربا أن تستمر " إسرائيل " بارتكاب مجازرها بحق الشعب الفلسطيني ... أكثر من ذلك ليس مستغربا موقف عروش القمع والتخلف والتبعية والعمالة ... عروش تحويل الهزيمة الى انتصار ... عروش الأنظمة العربية الحاكمة التي وفي أحسن الأحوال، لا تجرؤ على أكثر من استنكار المجازر الإسرائيلية والموقف الأميركي ، "ولو لا العيب والحيا" لما نطقت بكلمة .
مجازر ... قتل ... إبادة ... احتلال إسرائيلي.... فيتو أميركي ... استنكارات ... شجب ... ادانة عربية بلا فعل ... كل ذلك بات مألوفا لا جديد فيه ، أما المأساة فهي هزيمة ... خنوع ... ولامبالاة الشعوب العربية من المحيط الى الخليج ... شعوب عربية تكيل كل أشكال الادانة ضد المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني والموقف الأميركي الداعم لها ... شعوب عربية تمارس عادتها السرية ، ضد أنظمتها الحاكمة ومواقفها ، ولكنها بالمقابل تجدد الولاء والمبايعة الى الأبد لعروش الذل والهزيمة والخيانة والقمع .

والحال، لماذا ندين المجازر الإسرائيلية بحقنا ... لماذا نستغرب الموقف الأميركي ... ولماذا نطالب أنظمتنا الحاكمة بضرورة تغيير مواقفها والابتعاد عن الخطابة ... ونحن من صنعها ... نحن من رضينا بحكم هكذا أنظمة ؟ . إن مطالبة أنظمتنا الحاكمة من الخليج الى المحيط باتخاذ موقف مشرف وتاريخي ضد دولة الاحتلال وراعيتها هو هروب من اتخاذ موقف . انه موقف استسلامي لا يقل خنوعا وهزيمة واستسلامية عن موقف أنظمتنا الحاكمة . وبالتالي ليس من حقنا أن نطلب من غيرنا ما لا نريد فعله وما رضينا به .

أما التغيير ... الفعل في التاريخ ... الخروج من موقع الهامش .... مواجهة سرقة أموالنا وثرواتنا ... مواجهة المجازر المرتكبة بحقنا فيبدأ بهدم عروش التبعية والهزيمة العروش العربية . ... انه الممكن وإرادته ضد القائم وقبحه ... انه النار ... التغيير ... الحرية .... الآفاق الزرقاء الرحبة ...انه الانتصار على رماد القائم للتحرر من ظلم وعمالة أنظمتنا العربية الحاكمة ، والدعوة الى النار ضد الرماد ليست على قاعدة الاستقواء بالخارج وقواه ضد الداخل ، انها على العكس من ذلك ... انها دعوة لتفجير إرادتنا الحرة ... إرادتنا بالتغيير والعيش بحرية ضد تبعية وهزيمة أنظمتنا الحاكمة وضد قوى الاستعمار والاستغلال التي حولت مجلس الأمن الدولي الى مجلس أمن " شرعية شريعة" الغاب الحامية للاحتلال والسرقة والقتل .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف