عودة ميمونة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سائر على قدمي بإتجاه جامعتي سابقا لألقي تحية على صديق قديم يعمل هناك. سلكت طريقي المعتاد ..وكنت ما زلت اكتب الرسالة حين مررت امام احد قصور ملوك الطوائف و الذي "يلتصق " بمبنى الجامعة ..وهي طبعا ليست مقصدي لأنها مخصصة لامثال من يعيشون في القصر.وها انا ما زلت أسبح في رسالتي التي اكتبها بعناية ازرار هاتفي الخلوي القديم.
سائر على الرصيف المقابل لهذا القصر بشكل شعوري او لا شعوري لا ادري.
فرصيف القصر مغلق بسبب كثافه الحراسة ..وانا في عشقي اسير بشكل تلقائي غير مدرك لكل هذا. وإذ به يصرخ " يا أستاذ يا أستاذ" .بداية لم ادرك بان هذا النداء الصراخي موجه لي شخصيا. تعالى الصوت. شعرت بمن يقترب مني. توقفت عن السير و الكتابة و الهيام. نظرت خلفي و اذ بي ارى انسان يرتدي ثياب الدرك و هو على بعد عدة خطوات مني و يشير الي بالتوقف.
توقفت كالمسمار في مكاني. اقترب و قال " ممكن الشنطة ؟". قلت طبعا. فتحها و نظر بداخلها. حينها بدت ابتسامة على وجهه و سالني "طالب جامعة ؟". قلت "نعم". اغلقت الحقيبة و اطلق سراحي.
اكملت سيري وتوقفت عن كتابة الرسالة .
على بعد خطوات لاحظت اناس آخرين بينهم من يرتدي لباس الدرك و اخرين بلباس مدني الى جانبهم كلبين يبدو بأنهما مدربان. و الكلبان مقيدان بعمود انارة الشارع.هنا احترت بامري هل امر بين هؤلاء الرجال ام امام الكلبين؟؟ قررت المرور امام الكلبين رغم خوفي منهما. لسبب بسيط. خطر لي بان الكلب يملك حاسه شم قوية و كونهما مدربان على مكافحه "الارهاب"، و انا بريء من هذه التهمة، فانه من الانسب لي بان امر امامهما. هذا ما حدث و لم يتحرك اي من الكلبين. بهذا اثبت برائتي لمن يقفون قرب الكلبين و لنفسي ايضا. الا ان هذا دفعني الى التفكير " لماذا ما حدث حدث ؟". رغم كونها ليست المرة الاولى التي اسلك فيها هذا الدرب. ذاكرتي لم تخني طويلا واسترجعت خبر عودة قاطن القصر اليه بعد ان نفى نفسه بنفسه ، مثله مثل العديد من امثاله ، وهذه الحراسة الامنية من اجله .اكملت سيري بعد اثبات برائتي و اكملت رسالتي بكلماتها التي تعبر عما يختلجني من مشاعر باتجاه من اعشق و زرت صديقي.
لم يتبدل اي شيء بالنسبة لي ، فانا امام الكلبين مازلت بريئا و مازلت متيما بمعشوقتي و مازلت اعمل في الوظيفة نفسها وما زال بمقدوري زيارة صديقي . لكن زيارته الان باتت مشروطة.و الشرط هو ان اجد طريقا آخر لا يمر على الرصيف المقابل لساكن القصر.. فللإنسان مقدرة على اتهام الآخرين حتى لو كانوا أبرياء.