الجمال المتكلف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رحلة إلى كواليس صالونات التجميل
وهكذا لا داعي للقلق بعد اليوم على جمالك يا عزيزتي بوجود السيد " كوافير " أو الست " كوافيرة " ...فصالون التجميل كفيل بستر كل عيوب جسدك ووجهك ..أما جمالك الداخلي فهذا شأنك الخاص ..فلا حول ولا قوة لأحد فيه .
تفشي عدوى موضة التجميل
لا يخفى على أحد تهافت النساء على تجميل أنفسهن والظهور بمظهر متجدد جذاب ، ولا سيما في المناسبات الاجتماعية ، فبعضهن يتجملن من اجل إرضاء رغباتهن وحبهن للجمال وولعهن بالأناقة، وأخريات من اجل إعجاب أزواجهن . ولكن.. كثيرات يتجملن لإغاظة أخريات من بنات جنسهن حيث لا يهنأ لهن بال ولا يرتحن إلا إذا تأكدن أنهن سيكن حديث المناسبات لعدة شهور دون اكتراثهن لما يتطلبه ذلك من مقابل مادي طالما ذلك سيؤهل كل واحدة منهن أن تكون "نجمة السهرة ".
كثيرون يشبهون سرعة انتقال الموضة بعدوى الفيروس الذي يتفشى بسرعة كبيرة ، فقد بدأت "موضة التجميل " بالانتشار السريع والعبور عبر القارات لتجد من صالونات التجميل بيئة خصبة لها والمكان الذي يتفنن فيه المزينين ويبدعون صرعاتهم وموضتهم من خلال ابتكاراتهم الخاصة في صبغ الشعر بألوان قوس قزح وتدرج تلك الألوان بين الأخضر والأحمر والأصفر , أو صبغ أعلى الشعر بلون في حين يكون أسفله بلون آخر , أو القصات ذات التقليعات الغريبة من جعله مائلا , أو قصه بماكينة حلاقة وهو ما يطلق عليه "جارسون " وهي قصة فرنسية بدأت بها الشاذات للتعريف بأنفسهن كمثليات جنسيات قبل أن يتوغل في مجتمعاتنا وتتشارك فيه الشاذات مع السويات ، الأمهات مع الفتيات على حد سواء .
الأفراح ..إعلان مجاني لصالونات التجميل
وكما أن "البنك" مؤسسة تعطي النقود, فإن صالونات التجميل هو المكان الذي يبتلع النقود بشراهة وكأن الكوافير هو صاحب ومحاسب في بنكه الخاص فـ"الكوافير" الشاطر والذائع الصيت تتهافت عليها الثريات ويقلدهن متوسطات الحال ، وكلما كان المزين مشهورا ومقصودا ، ليس من قبل عامة النساء ، بل من قبل أحدى نجمات الإغراء والغناء ، نجده أكثر استقطابا لبنات حواء أينما كان ومهما تقاضى من مبالغ لقاء "تمشيطة " شعر أو وضع مسحة احمر الشفاه على شفاه صغيرة ليجعل منها أكثر إثارة .
ومن جهتها تشكل الأعراس والسهرات إعلانا مجانيا لهذا المزين أو ذاك ، وكلما كانت إحدى الموجودات غريبة المظهر ، حتى لو لم يكن جميلا ، كلما كانت عنصر جذب ولفت انتباه ، فتصوروا أن تقف أمامكم امرأة تضع احمر شفاه ابيض وقلم الكحل ابيض وتسريحة معقودة لخصل صغيرة كجنية خارجة للتو من أحد القبور القريبة، وبالرغم من أن منظرها قد يبعث الرعب أكثر من الجمال ، إلا أنه سيضج المكان بالوشوشات والهمسات والكل يسأل عن ذلك المزين العبقري مبتكر التسريحة ، وكل واحدة من المدعوات تحاول أن تجد أوجه الشبه بين تلك الجنية وبين إحدى نجمات هوليود أو إحدى مغنيات التعري . فالأفراح بالنسبة إلى المزينين إعلان مجاني, والطريقة هي الوصول إلى النساء الثريات عبر مجموعة من سيدات الصالونات المخملية في منطقة ما.
بيئة للنميمة وفضح الأسرار
نزع الشعر والنقش بالحناء.
لا يقتصر نشاط صالونات التجميل على قص الشعر وصبغه وتمشيطه ، إنما يطال أيضا الوشم ونزع الشعر من مختلف مناطق الجسم ، ولكن لكل منطقة فيه تسعيرة خاصة فنزع شعر الذراعين بمقابل مبلغ معين وإذا إحداهن تطلب ما تحت الإبطين فتدفع زيادة, أما الساقين لما تحت الركبة فإن التسعيرة أيضا مختلفة، ولكن طالما أن جنون الموضة متفشي بضراوة , وبما أن صالونات التجميل غرفة دون خطوط حمراء, فتلجأ الكثيرات إلى دفع المزيد مقابل نزع الشعر من الساقين إلى أعلى الفخذين, وهناك بعض الصالونات تقدم خدمات نزع الشعر بالكامل...الكامل من الجسد مقابل مبلغ كبير .
ومن الشعر وقصه وصبغه ونزعه, إلى نقش الجسد, والذي يجد رواجا بين أوساط الفتيات اللواتي تزوجن أو لم يتزوجن بعد. فمنهن من ترسم فراشة في أعلى الصدر، ومنهن من تنقش قلوب أو أسماء مذكرة أو مؤنثة في الكتف من الخلف, في حين يتجرأن بعضهن على نقش في الظهر أو تحته أو البطن أو غيرها . البعض يستخدم الحناء وهو الشائع لان مدة بقائه لا تتجاوز الأسابيع والبعض الآخر يقوم بالنقش بالتاتو وهو ما يعرف بالوشم, ومن التقنيات المشهورة بذلك القيام بوشم احمر شفاه لمحيط الفم واسود للحاجبين للظهور بمظهر ماكياجي دائم.
صحيح أن الجمال من القيم الكبرى عند الفلاسفة، وهي من القيم الأولى في تكوين الإنسان، ولكن مما لا شك فيه أن الجمال الذي يعنونه هو ليس في الشكل الجسدي وإنما يحدد بالطابع والأثر الذي يتركه الشخص لدي الآخرين، فأنت جميلة .. ليس بسبب عيونك أو شكلك المتناسق بل بحب الناس وإخلاصك لهم.فهناك العديد من الذين يملكون أجمل الأجسام كما نراهم على شاشة التلفاز وعندما يسمح لهم بالكلام لا نشعر بالجمال بل ننفر منهم ونشعر بالاشمئزاز والغثيان!