ملحق شباب ألاسبوعي

تحليل نفسي: سوري ام السوري

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك



ربيع ديركي: فتح جديد، لا سابق وربما لا لاحق له، ابتدعه نائب في مجلس النواب اللبناني ، يشغل منصب نائب رئيس هيئة تنفيذية في تيار سياسي لبناني.فتح ابتدعه في ميدان علم النفس، حيث طالعنا سعادته، عبر ندوة اقامها تياره السياسي بتحليل نفسي فظيع عظيم مفاده : أن "السوري" - انتبهوا جيدا للمصطلح وال التعريف - "ببسيكولوجيته " له أطماع في لبنان ويتعامل معه كمحافظة من محافظات سوريا . انتهى التحليل النفسي . رائع... رائع جدا .نستنتج أن سعادته طبق برائزا نفسيا على جميع السوريين في سوريا وخارجها وكانت نتيجته قاطعة وهي ما طالعنا به سعادته ، لذلك واختصارا للوقت والكلمات استخدم سعادته مصطلح " السوري " كذا... ولكن فات سعادته أنه لاتوجد في العلم ، عامة ، نتائج قطعية، وأنه لا يمكن في علم النفس ، خاصة ، التوصل الى نتائج قطعية لأن ميدانه النفس البشرية ، من ناحية ، ولأنه من ناحية ثانية من المستحيل القيام برائز نفسي يشمل ، وبدون استثناء ،جميع أفراد الحالة المدروسة ، والحالة المدروسة مع سعادته جميع من يحملون الجنسية السورية ، فكيف استطاع تحقيق فتحه؟! .
ربما استعان وهو يجلس على كرسيه النيابي في برجه العاجي بسوبرمان ، وكانت نتيجة الاستعانة السوبرمانية أن لا سوري على وجه الارض خالف ما توصل اليه. ولكن سوبرمان ومن يستعين بقدراته خيال ووهم... وألف باء العلوم ، بما فيها علم النفس ، لا تسمح بقطعية النتائج وان كانت قائمة على أسس علمية ، كون النتائج التي تتوصل اليها العلوم محفذة للمزيد من البحث والتدقيق،وهي في حالة تطور دائم لا تسمح بتقييد العقل البشري ؛ فكيف الحال ان كانت النتيجة قائمة على خيال ووهم ... عندها ياسعادة علم النفس بسعادتك ...

وعليه لو أن سعادته قال : ان النظام الحاكم في سوريا له أطماع في لبنان ويتعامل مع لبنان كمحافظة من محافظات سوريا لاستقام القول وأسس لنقاش سياسي صحيح من شأنه اثبات صحة القول أو دحضه . خاصة وأن النظام الحاكم في سوريا مازال يتعامل مع تجربته في لبنان وكأنها تجربة لاتستأهل التوقف عندها لاخذ العبر والدروس منها ، وان انتقد تجربته في لبنان فانما ينتقدها من باب عمومية القول التي لا تسمن ولا تغني عن جوع .حقيقة، مصطلح " السوري " استفذ الذاكرة وعاد بها الى أيام ، خلنا انها اصبحت من الماضي ، أيام الحرب الأهلية في لبنان أيام الاعلانات الحربية التي كانت تبثها المؤسسة اللبنانية للارسال L . B.C ومنها ، على سبيل المثال لا الحصر ، : اعرف عدوك... السوري عدوك . حسبنا ياسعادة النائب أن تيارك السياسي الذي كانت المؤسسة اللبنانية للارسال وسيلته الاعلامية ، قد خرج من عنصريته وطائفيته ...ولكنك أثبت العكس بتحليلك النفسي المتقدم جدا جدا في التحريض العنصري ... الذي لايميز بين الشعب والنظام السياسي الحاكم ، انه خطاب سياسي يلبس وجه"التحليل النفسي" يؤجج العنصرية... يؤسس لعنصرية عدوانية هدفها تزييف الوعي ... قتل الانسان ... عنصرية عدوانية تؤسس لعنصرية عدوانية في الطرف المقابل لها... والنتيجة : القتل .... والحروب العنصرية...
أيها العنصريون العدوانيون كفى قتلا ... كفى عنصرية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف