ملحق شباب ألاسبوعي

قرأنا عنكم

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


ربيع ديركي : في القرن الواحد والعشرين ، وبعد أن أصبح العالم قرية كونية صغيرة لا تعرف المسافات ولا تعترف بالحدود ،وفي الوقت الذي يمكن فيه الحصول على اي معلومة في أي قارة كانت خلال دقائق معدودة ، ما زال من شبه المستحيل الحصول على جريدة غير محلية في ظل حكم الحزب الواحد الأحد المحاط بأحزاب تزين حكمه وتدور في فلكه لتمارس دور راقصة المعبد. تستيقظ ، أيها المواطن الصالح ، في الصباح وتقوم بواجباتك الحمامية من ثم ترتشف قهوة الصباح وتدخن ما تيسر من التبغ ، بعدها تخرج من البيت بهدف الحصول على جريدة غير محلية في بلد محكوم بحكم الحزب الواحد الأحد فيه جريدة واحدة بأسماء مختلفة، فبعد أن تمضي نصف اليوم بمطاردة الجريدة المطلوبةو بعد جهد جهيد ووقت طويل ونظرات مريبة من البائع الذي "لولا العيب والحيا " لسألك لماذا تريد قراءة جريدة غير محلية وأي صفحة تريد أن تقرأ وماذا سوف تفعل بالجريدة بعدالانتهاء منها ...الخ وبعد أن يحترق نفسك ويضيع نهارك بمطاردة جريدة غير محلية اما ان يحالفك الحظ بالحصول عليها ؛ واما لا يحالفك الحظ في هذه الحالة تعود الى البيت على أمل الحصول في اليوم التالي على جريدة "الحلم "الغير محلية . ولكن المواطن الصالح يسأل نفسه لماذا كل هذه المعاناة للحصول على جريدة غير محلية في ظل حكم الحزب الواحد الأحد ؟ .بسيطة ... بسيطة جدا، هب ، ايها المواطن الصالح ، ياقصير البصر والبصيرة ، أن الجرائد غير المحلية توزع بانتظام ويمكنك الحصول عليها بدون أي معاناة في بلد الحزب الواحد الأحد وجريدته الواحدة ذات الاسماء المختلفة، ماذا كانت النتيجة ؟. النتيجة ياقصير البصر والبصيرة انك مع البطالة وتساهم في ازدياد عدد العاطلين عن العمل .... كيف ... كيف ... أعوذ بالله .

.... شاطر شاطر ، ولكن ياقصير البصر والبصيرة هناك لجنة اسمها " لجنة قرأنا عنكم " تمارس واجباتها اليومية ، الى جانب واجباتها الحمامية ، بقراءة الجرائد غير المحلية وبعد أن تنهي واجب القراءة تقرر اما أن توزع الجرائد غير المحلية في السوق المحلية_ وفي هذه الحالة يمكن الحصول عليها ابتداء من منتصف _واما عدم توزيعها ،وما عليك سوى انتظار اليوم التالي لمعرفة ما اذا كان بالامكان الحصول على جريدة غير محلية أم لا بناء على قراءة وقرار " لجنة قرأنا عنكم " . وبالتالي ، ايها المواطن يا قصير البصر والبصيرة ، مطالبتك بالحصول على جريدة غير محلية تعني بقاء اعضاء " لجنة قرأنا عنكم " بدون عمل ، أي عاطلين عن العمل . فهل أدركت يا قصير البصر والبصيرة الحكمة من انشاء " لجنة قرأنا عنكم " وهل لمست سهر وتعب نظام حكم الحزب الواحد الأحد على تأمين وظائف لجميع المواطنين ؟ .
... نعم أدركت ، وأدركت ، أيضا ، أنني بالفعل قصير البصر والبصيرة ، لاني في الوقت الذي احصل فيه على جريدة غير محلية في نظام حكم الحزب الواحد الأحد تكون هيئة الجريدة التي بين يدي تجمع وتحضر أحداث اليوم الموجود فيه لنشرها على صفحاتها في اليوم التالي مما يعني قراءة احداث أول من أمس أي احداث " بايته ومحمضة " لذلك أدركت أنه من المفيد عدم اضاعة الوقت بمطاردة جريدة غير محلية في نظام الجريدة الواحدة والانضمام الى مواطن آخر لا يشغل نفسه بمطاردة جريدة غير محلية بل يطارد رغيف الخبز الذي يجري أمامه بسرعة آخيل ( عداء يوناني اشتهر بسرعته) وهو يجري وراءه بسرعة السلحفاة ، وان حصل المواطن على رغيف الخبز فانه بهذه الحالة يثبت صحة حجج زينون الأيلي ( زينون الأيلي من اتباع المدرسة الايلية في الفكر اليوناني قبل أفلاطون ) ضد الحركة ، من ناحية ، ويحصل ، من ناحية ثانية ، على طاقة تخوله تجديد قوة جريه . اما تمضية الوقت ياقصير البصر والبصيرة بمطاردة جريدة غير محلية فهو هدر للطاقة وللوقت بمطاردة حدث سياسي " بايت ومحمض " . وأدركت ، أيضا وأيضا ، أن مطاردة جريدة غير محلية ومطاردة رغيف الخبز يؤمنان لنظام حكم الحزب الواحد الأحد أسس استمراريته .
... وفي الختام ياخلان الله يسترنا من الاخوان أعضاء " لجنة قرأنا عنكم " ان قرأوا المقال .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف