مسكين صاحب الفرن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قام اصحاب الافران قيامتهم مطالبين برفع ثمن الخبز كون الخبز لا ينجز الا باستخدام النفط. ارتفع سعر النفط، ارتفع سعر الخبز، انخفض سعر النفط، بقي سعر الخبز على حاله. هذه المطالبة برفع سعر الخبز بداية رفض من قبل الحكومة. هدد اصحاب الافران بالاقفال. وكون الحكومة تجيد فن السياسة فقد توصلت مع اصحاب الافران الى حل وسط. وهو خفض وزن ربطة الخبز. حلت الازمة.
مسكن صاحب الفرن فهو طالب برفع السعر حفاظا على لقمة عيش الفقير. فهم - اصحاب الافران - من يؤمنون لقمة عيش هذا الفقير بأبخس الاثمان!!! من دون السعي الى الربح ومراكمة الارباح واستثمارها بمجالات "خبزية" أخرى. مسكين صاحب الفرن فهو لا يملك سيارة موديل العام، ولا يملك فيلا، ولا يملك خدم في منزله، ولا يملك سوى وسيلة الانتاج. بل جلّ ما لديه من هذه الاشياء التي تعد من رفاهية رفاهيات الحياة قد أتى من عرق جبينه وكدّه اليومي وليس من الربح المكتسب من ثمن بيع الخبز.
إرتفع ثمن النفط، ارتفع ثمن الخبز. خفض وزن ربطة الخبز لكي يبقي صاحب الفرن عرش ربحه ثابت غير قابل للاهتزاز وكل هذا في سبيل تقديم الخبز، لقمة العيش، لهذا الفقير بأبخس الاثمان.
اما هذا الفقير ما زال مدخوله على حاله الا انه اصبح بحاجة الى كمية أكبر من الخبز كون الوزن قد انخفض، أو أنه مجبر عل اتباع الحمية كي لا يزيد وزنه. فهو مجبر على ان يختار ما بين رفع كمية استهلاكه من الخبز بسبب انخفاض الوزن او اتباع الحمية.
في كلا الحالتين يبقى صاحب الفرن في صف هذا الفقير. كيف؟
اذا اشترى هذا الفقير ذات كمية الخبز التي كان يشتريها سابقا فهذا يعني بأن ربح صاحب الفرن المسكين قد ارتفع كون كمية الاستهلاك قد ارتفعت. وان قرر هذا الفقير أن يتبع حمية خوفا من زيادة وزنه وانخفاض وزن جيبه فإن ربح صاحب الفرن يبقى على حالته السابقة بسبب تخفيض وزن ربطة الخبز. وبهذا فإن صاحب الفرن المسكين يقف في صف الفقير الذي بقي مدخوله على حاله كما هي احتمالية ان يبقى ربح صاحب الفرن على حاله.وهكذا تكون جميع الاطراف راضية. الحكومة بسياستها الحكيمة منعت الفقراء من أن يحرمون من لقمة العيش في حال اقفلت الافران، كما حافظت على ربحية، ان لم نقل زيادة ربحية، هؤلاء المساكين أصحاب الافران.